مصطفى عبدالعظيم (دبي) - تحتضن دولة الإمارات العربية المتحدة منذ ما يناهز 7 عقود، أقدم وأعرق البنوك البريطانية التي اختارت الدولة لتكون نقطة انطلاق رئيسية لها في المنطقة، مستفيدة من المكانة الاقتصادية والتجارية التي تبوأتها الدولة عبر هذه العقود، لتصبح ضمن أكبر خمسة أسواق عالمية بالنسبة لهذه البنوك من ناحية الأرباح والعوائد.
ويعود تاريخ البنوك البريطانية في الإمارات إلى خمسينيات القرن الماضي، عندما قام بنك ستاندرد تشارترد بافتتاح أول فرع له في إمارة الشارقة عام 1958، كأول البنوك الأجنبية التي تقدم خدماتها في الدولة، تلاه بنك (اتش اس بي سي) في العام 1959، ومن ثم جاءت عدة بنوك أخرى في أعقاب تأسيس اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، أبرزها رويال بنك اوف اسكتلاند في عام 1973، ثم باركليز بنك في العام 1975، بالإضافة الى بنك لويدز الذي تم الاستحواذ على أصوله في الدولة العام الماضي من قبل بنك (اتش اس بي سي) العام الماضي.
وعلى مدار 65 عاماً نجحت هذه البنوك في تحقيق انجازات مهمة في أعمالها بالإمارات لتأتي في صدارة البنوك الأجنبية العاملة في الدولة من ناحية حجم التمويل الخارجي.
وتعد دولة الإمارات إحدى أكبر خمسة أسواق عالمية بالنسبة لبنك ستاندرد تشارترد من ناحية الأرباح والعوائد، والذي يدير حالياً أكبر شبكة توزيع مصرفية بين البنوك الأجنبية مع 11 فرعاً وخمس وحدات مصرفية إلكترونية وأكثر من 130 جهاز صراف وإيداع آلي.
ويلتزم بنك ستاندرد تشارترد باستراتيجية طموحة لتطوير الكوادر المواطنة الشابة، حيث يدير كافة فروعه في الدولة مدراء من مواطني الدولة، كما يشكل المواطنون أكثر من 42% من قواه العاملة بالدولة البالغ عددها 2300 موظف.
واستثمر البنك 140 مليون دولار لإنشاء مقره الجديد في دبي الواقع في مربع إعمار للأعمال في داون تاون برج خليفة، ويعتبر المقر الجديد دلالة واضحة على التزام البنك طويل الأمد تجاه عملائه من الأفراد والمؤسسات في الدولة.
كما يدير بنك ستاندرد تشارترد عملياته الإقليمية وبعض عملياته العالمية انطلاقاً من مقره الإقليمي في مركز دبي المالي العالمي، بالإضافة إلى أكبر منصة تداول في المنطقة مع أكثر من 200 متخصص يتداولون في العملات والسلع وأدوات الدخل الثابت.
كما يدير بنك ستاندرد تشارترد انطلاقاً من مقره الإقليمي، العمليات العالمية لذراع الخدمات المصرفية الإسلامية الخاص به، “ستاندرد تشارترد صادق”، حيث يقوم بتقديم كافة الحلول المالية المطابقة للشريعة لعملائه من الشركات والأفراد في الدولة.
وكدلالة على أهمية الامارات بالنسبة للبنك، عقد مجلس إدارة المجموعة اجتماعاته في الامارات في نوفمبر الماضي، وحضر رئيس وكافة أعضاء مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للمجموعة وكافة أعضاء الادارة العليا إلى الدولة، واجتمعوا بكافة المنظمين والعملاء وأكدوا التزام البنك طويل الامد في الدولة وعلى مواصلة دعم الاقتصاد المحلي بشكل مستدام.
ويهدف البنك من خلال تواجده الاستراتيجي في الدولة والمنطقة على المثابرة في تعميق علاقاته مع عملائه من المؤسسات المالية والشركات في الدولة، وعلى تقديم تجربة مصرفية مميزة لعملائه من الافراد.
ويعتبر البنك من أكبر داعمي المبادرات الحكومية في الدولة، حيث كان من أوائل البنوك المتعاونة مع صندوق معالجة القروض المتعثرة للمواطنين، حيث بادر البنك بإعفاء 31 مواطناً متعثراً والعمل معهم على تسديد مستحقاتهم بما يناسب قدراتهم المالية.
ومن جهة أخرى يتعاون البنك مع العديد من المؤسسات غير الربحية، حيث يتطوع موظفو البنك للمساعدة في كافة الاعمال والنشاطات في مركز راشد لرعاية الطفولة وفي مركز النور لتدريب وتأهيل الاطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، كما أنه يعتبر شريكاً استراتيجياً لمبادرة “مصرفي” لتدريب المواطنين على الدخول في القطاع المصرفي، وهو شريك استراتيجي لمبادرة “إنجاز” الهادفة إلى تعزيز قدرات الشباب في الدولة على الريادة في الاعمال.
بنك «اتش اس بي سي» الشرق الأوسط
يرتبط بنك (اتش اس بي سي) الشرق الأوسط بتاريخ علاقاته القوية والوثيقة في منطقة الشرق والتي تمتد جذورها إلى أكثر من قرن من الزمان، ولكن علاقته المتميزة مع دولة الإمارات بدأت عندما قامت مجموعة (اتش اس بي سي) بالاستحواذ على البنك البريطاني للشرق الأوسط، الذي أصبح يسمى الآن بنك (اتش اس بي سي) الشرق الأوسط المحدود.
وعلى مدى الأعوام الـ 65 الماضية، قام بنك (اتش اس بي سي) بتقديم المشورة للمستثمرين الإماراتيين وكذلك تقديم الدعم والمساعدة للشركات الأجنبية الراغبة في تأسيس فروع لها في أهم الأسواق المالية وأسرعها نمواً وازدهاراً.
و تأسس البنك البريطاني للشرق الأوسط أصلاً في لندن في سبتمبر 1889، وخلال فترة أوائل القرن العشرين، قام البنك بتوسيع نطاق أعماله وعملياته في منطقة الشرق الأوسط من خلال تركيز الاهتمام على فرص الاستثمار التي لا تزال تجتذب اهتمام المستثمرين من مختلف أنحاء العالم.
ومن خلال تاريخ وجوده الطويل في المنطقة والذي يمتد لأكثر من 100 عام، منها 65 عاماً في دولة الإمارات وما يزيد عن 50 عاماً في أبوظبي، وبسبب المكانة القوية والمتميزة التي يتمتع بها البنك في الدولة، فإن (اتش اس بي سي) كان ولا يزال يلعب دورا مهما في التطور السريع الذي تشهده الدولة ومساعدة عملائه في أبوظبي للوصول إلى الإمارات والعالم. ومع مواصلة دولة الإمارات تطوير اقتصادها وبنيتها التحتية لتصبح وجهة لتشجيع الاستثمار وجذب المستثمرين من جميع أنحاء العالم، ينظر البنك الى دولة الامارات كواحدة من أهم مراكز التجارة الدولية في العالم وأكثرها نشاطاً وفعالية وذلك حسب ما جاء في تقريره حول الأعمال التجارية في المنطقة، كما أن مناطق التجارة الحرة، ، قد ساعدت في تبسيط عملية بدء الأنشطة التجارية في دولة الإمارات، وكذلك السياسات الضريبية المشجعة التي تتيح للمستثمرين إمكانية الاستفادة بشكل كامل من نجاح اعمالهم في الدولة. ويركز (اتش اس بي سي) على تعزيز علاقات طويلة الأمد مع عملاءه من الشركات الكبيرة منها والصغيرة على حد سواء. ففي يناير 2010، قام البنك بإطلاق صندوق تمويل للشركات الصغيرة والمتوسطة برأسمال قدره 100 مليون دولار أمريكي ضمن إطار شراكة إستراتيجية مع وزارة الاقتصاد في دولة الإمارات، والهدف منه هو تعزيز نمو الاقتصاد المحلي وتشجيع الشركات الصغيرة والمتوسطة على اغتنام فرص توسيع أعمالها على المستوى الدولي انطلاقاً من قاعدة عملائها في دولة الإمارات.
عدد اليوم
