الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الطفرة العربية في فورمولا -1 وليدة ربع قرن من الرعاية

الطفرة العربية في فورمولا -1 وليدة ربع قرن من الرعاية
27 ديسمبر 2009 02:36
سيبقى عام 2009 راسخا في ذاكرة الرياضة الميكانيكية الخليجية، خصوصا أن روزنامة بطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا-1 عاشت جولتين من عمرها في كل من البحرين للمرة السادسة منذ 2004 وابوظبي للمرة الاولى. ولا خلاف على نجاح حلبتي صخير وياس في الاستضافة، مع العلم بان حلبة ابوظبي تعتبر الاكثر تطورا وتجهيزا وجمالا ومتعة في العالم، وذلك باعتراف البريطاني بيرني ايكليستون, مالك الحقوق التجارية للسباقات. الطفرة العربية والخليجية تحديدا في عالم الفئة الاولى ليست جديدة، بل انها تعتز بجذور متأصلة في كيان هذه الرياضة الميكانيكية النخبوية مع التسليم بأنها شهدت تقدما مطردا على مدى السنوات القليلة الماضية. وعكس الواقع الجديد اهتمام المنطقة برياضة السيارات عموما وسباقات فورمولا-1 على وجه التحديد, وليس مفاجئا ان تزدان اجنحة سيارات حظيرة ماكلارين-مرسيدس منذ فترة ليست ببعيدة بشعار “طيران الامارات”. ولا يخفى ان “الاتحاد للطيران” وشركة “الدار” لعبتا دور أبرز رعاة فريق سبايكر عام 2007 قبل ان ترتديا اليوم زي الجزء الذي لا يتجزأ من مجموعة رعاة حظيرة فيراري الايطالية العريقة، في حين أن “شركة مبادلة للتنمية” ومقرها ابوظبي مرتبطة هي الاخرى بشكل كبير برعاية فريق “الحصان الجامح” نفسه. واستحوذت “شركة ممتلكات القابضة” البحرينية في يناير 2007 على نسبة 30 في المئة من فريق ماكلارين. وباتت “ابار” في الاونة الاخيرة من خلال شراكتها مع شركة دايملر احد المساهمين الرئيسيين في فريق براون جي. بي, بطل العالم للسائقين والصانعين في 2009 والذي استحوذت عليه مرسيدس مؤخرا وبات يعرف اليوم باسم فريق مرسيدس جي بي وسيشارك ضمن بطولة العالم 2010 ولعل هذه المحطات التي تشكل ابرز التطورات الاخيرة تعزز الحضور الخليجي في مدار الفئة الاولى، بيد ان كثيرين يجهلون أن الاهتمام العربي بفورمولا-1 يعود الى سنوات طويلة. وشهدت حقبة السبعينات من القرن الماضي بروز اسم فرانك وليامس كأحد رموز فورمولا -1 مع العلم بان الرجل ارتبط بها منذ اواخر الستينات, غير ان النجاح الذي حققه بقي محدودا بالنسبة اليه باعتباره مدير فريق. وبمرور السنوات وتحديدا عام ,1977 وجد وليامس أن شراكته مع الملياردير الكندي ولتر وولف عقيمة فشكل فريقه المستقل, ولم يتوقع اشد المتفائلين في تلك السنة ان الوافد الجديد “وليامس” سيتحول الى فريق اسطوري في عالم فورمولا-1. وانضم باتريك هيد المعروف بعبقريته على مستوى التصميم الى حظيرة وليامس فكان نقطة تحول مهمة جدا واحد مفاتيح بزوغ فجر باهر للفريق. وتعاقد فريق وليامس عام 1978 مع السائق الاسترالي الن جونز ليقود سيارة الفريق الوحيدة في حملة بطولة العالم وجمعا معا 16 نقطة مع تسجيل نتيجة لافتة تمثلت باحتلال المركز الثاني في سباق جائزة الولايات المتحدة الاميركية الكبرى. وتمثلت العلامة الفارقة في ذلك الموسم في نجاح الحظيرة البريطانية بجذب “كونسورتيوم” من شركات عربية لرعايتها جاء في مقدمها “السعودية”, وهي شركة الطيران الوطنية في المملكة العربية السعودية, وضمت لائحة الرعاة ايضا بنك البلاد وشركة خدمات جوية “دله افكو” ووكلاء السفر “كانو” ومجموعة بن لادن وتاج. وبين 1978 و,1983 حقق فريق “طيران السعودية وليامس” (ورعاته العرب الاخرون) لقب بطل العالم للفورمولا واحد في مناسبتين, الاولى مع جونز في ,1980 والثانية مع الفنلندي كيكي روزبرغ في .1982 وفي منتصف ثمانينات القرن الماضي, نجح رون دينيس, الرجل القوي في ماكلارين, في اقناع السعودي منصور عجه لفض ارتباطه بوليامس والاستثمار من خلال شركته “تاج” (تيكنيك دافان جارد) في ماكلارين. وتمثل المشروع في ضخ الاموال لتطوير محرك بورش توربو خاص بالفورمولا -1 لسيارة ماكلارين “ام بي 4”, فهيمن فريق ماكلارين-بورش بعد فترة وجيزة على الفئة الاولى من خلال احرازه لقب الصانعين في 1984 (مع النمسوي نيكي لاودا الذي انتزع لقب بطل السائقين), وفي 1985 (مع الفرنسي الان بروست الذي حقق لقبه العالمي الاول). عام ,1986 لم ينجح ماكلارين في الاحتفاظ بلقب الصانعين، الا ان بروست حافظ على لقبه بطلا للعالم على جبهة السائقين. وكان النجاح بعد ذلك حليف فريق دينيس في مناسبات عدة رغم ابتعاد بورش, اما مجموعة “تاج” فلا تزال مرتبطة بماكلارين حتى اليوم. وتشير كل هذه الحقائق الى أن الارتباط العربي بفورمولا-1 ليس وليد السنوات القليلة الماضية، بل انه يعود الى اكثر من ربع قرن من الزمن, وكان له دور اساسي في المساعدة على انشاء اثنين من اقوى فرق سباقات الفئة الاولى على مر التاريخ: وليامس وماكلارين.
المصدر: نيقوسيا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©