الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الروابط الجوية بين الإمارات وبريطانيا.. بدأت برحلة قبل 81 عاماً وأصبحت أكبر شبكة في العالم

الروابط الجوية بين الإمارات وبريطانيا.. بدأت برحلة قبل 81 عاماً وأصبحت أكبر شبكة في العالم
29 ابريل 2013 23:40
محمود الحضري (دبي) - في الخامس من شهر أكتوبر عام 1932، هبطت أول طائرة بريطانية من طراز «هانو» على أرض الإمارات عبر مطار قديم في إمارة الشارقة، لتبدأ مرحلة مهمة من العلاقات بين الإمارات والمملكة المتحدة، حيث تبعها في العام 1937 التوقيع على أول اتفاقية للنقل الجوي بين حكومة دبي والحكومة البريطانية، لتدون العلاقات نقطة انطلاقة جديدة في تاريخ المنطقة. ومهدت الاتفاقية التي تم توقيعها في 22 يوليو 1937 مع الحكومة البريطانية، الطريق أمام انطلاق قاعدة صناعة الطيران التجاري، لتبدأ بعدها رحلة التفوق لهذه الصناعة، وأرست الاتفاقية آليات تنظيم عملية النقل الجوي بين الطرفين، وقامت بموجبه شركة أمبريال ايرويز «الخطوط البريطانية حاليا» بتسيير أولى رحلاتها التجارية المجدولة وهبوط طائراتها على مياه خور دبي. لم يكن أحد ليتصور في ذلك الوقت قبل 81 عاماً، أن تتطور العلاقات بين الجانبين لتصبح ما هي عليه اليوم، فدولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة، يرتبطان اليوم بشبكة عملاقة تصنف على أنها أكبر شبكة جوية بين دولتين في العالم، فهناك رحلة جوية مباشرة بين البلدين كل 45 دقيقة، حيث يرتبط البلدان بشبكة خطوط جوية مباشرة تشمل 28 رحلة يوميا، الى جانب رحلات غير مباشرة بين مطارات الدولة وبريطانيا عبر عواصم أوروبية وغير أوروبية تتجاوز 35 رحلة أخرى، وتتم هذه الرحلات من خلال ناقلات جوية وطنية وعالمية تنطلق من مطارات الدولة. وبين هبوط أول طائرة في الشارقة، وتوقيع أول اتفاقية للنقل الجوي في يوليو 1937، وتاريخ أول خدمة جوية يومية منتظمة في العالم بين لندن وباريس في الخامس والعشرين من أغسطس 1919، سنوات تؤكد البدايات المبكرة لقطاع الطيران المدني في دولة الإمارات، لتتحول بعد ذلك العلاقات مع بريطانيا إلى علاقة استراتيجية بين أهم شريكين في مجال النقل الجوي والحركة التجارية، مدعومة بشبكة من الخطوط الجوية المباشرة وغير المباشرة. أول رحلة لـ «طيران الإمارات» وفي يوم 6 يوليو 1987، دشنت شركة طيران الإمارات أول خدمة لها إلى أوروبا، بإطلاق خدمة يومية إلى مطار جاتويك في لندن، وشكلت تلك الخدمة بداية لقصة نجاح العلاقات بين الإمارات والمملكة المتحدة. محمد أهلي مدير عام هيئة دبي للطيران المدني يشير الى أن هناك عددا من الحقائق في العلاقات بين الإمارات وبريطانيا، خصوصا في تاريخ صناعة الطيران، ففي منتصف ثلاثينيات القرن الماضي، سعت الحكومة البريطانية لإيجاد محطات جوية في الإمارات لهبوط الطائرات البحرية التابعة للخطوط الجوية الإمبراطورية «إمبريال إيرويز»، التي كانت تستخدم بشكل رئيسي في نقل البريد الجوي ضمن المناطق الواقعة تحت نفوذ الإمبراطورية البريطانية آنذاك. وبين بأن المسؤولين في الحكومة البريطانية قاموا بالتواصل مع المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ سعيد بن مكتوم حاكم دبي آنذاك، للسماح بهبوط طائراتها البحرية، وعلى الرغم من معارضة البعض للسماح لطائرات الخطوط الجوية الإمبراطورية «إمبريال إيرويز» بالهبوط في خور دبي، كان الشيخ سعيد على ثقة من أن ذلك سيساهم في توليد إيرادات حيوية لصالح إمارة دبي وشعبها. وأضاف: «كانت لديه ثقة كبيرة في أن تعزيز العلاقات مع بريطانيا سيعزز من الأنشطة التجارية، وقادت رؤيته وعزيمته إلى توقيع «اتفاق دبي الجوي التجاري» في 22 يوليو عام 1937 مع الكابتن “هيكينبوثام” المندوب السياسي في البحرين والذي وقع على الاتفاق بصفته ممثلاً للحكومة البريطانية، مبينا بأنه ومنذ ذلك اليوم، شهدت صناعة الطيران نمواً متواصلا، وتطورت العلاقات مع العالم بفضل العلاقات مع بريطانيا. تطورات متسارعة ونوه أهلي إلى أهمية جهود الحكومة البريطانية لدعم قطاع الطيران بالإمارات في مراحله الأولى، فقد كانت الحكومة البريطانية على الدوام صديقاً لدولة الإمارات، حيث شهدت علاقات التعاون مع خطوط الطيران البريطانية «بريتش إيرويز» نمواً ملحوظاً في مختلف المجالات، بما في ذلك التدريب، منوها إلى أنه كان واحداً من المستفيدين من هذا التعاون. والمتتبع للعلاقات بين الإمارات وبريطانيا يتلمس تطورها في السنوات الـ 25 الأخيرة، ومع بداية انطلاق أول رحلة لطيران الإمارات عام 1987، والتي بدأت بأول رحلة تجارية باستخدام طائرة «أيه 300-310»، بسعة 174 مقعدا، لتوفر في هذا الوقت 1218 مقعداً أسبوعياً في كل اتجاه و36,3 ألف مقعد سنويا، لتنقل في العام التالي مباشرة 80 ألف راكب بين الإمارات عبر دبي، والمملكة المتحدة. وتتضاعف الأرقام سريعا في ظل التطورات المتلاحقة في العلاقات بين البلدين، ليصل عدد الركاب على طيران الإمارات فقط في 2012 لنحو 3,5 مليون مسافر، بينما يتجاوز العدد السنوي للركاب بين دولة الإمارات عامة والمملكة المتحدة أكثر من 5 ملايين مسافر، منهم 4.2 عبر مطار دبي على متن رحلات طيران الإمارات والخطوط البريطانية وشركات أخرى. الناقلات الإماراتية وتعزيز العلاقات بين البلدين أوضح “ريتشارد جيوسبيري” نائب رئيس أول طيران الإمارات للعمليات التجارية في أوروبا وروسيا الاتحادية، أن الدور الذي لعبته الناقلات الجوية الإماراتية، أسهم في تطوير العلاقات الجوية بين الإمارات وبريطانيا، مشيرا إلى أن ذلك ساهم في تعزيز حركة التجارة والسياحة والاقتصاد بين المملكة المتحدة ومختلف وجهات شركة طيران الإمارات، وذلك من خلال خلق مزيد من فرص العمل وفتح مزيد من الأسواق أمام الصادرات البريطانية وتعزيزها”. وبين بأن طيران الإمارات ابتكرت وسائل لدعم حركة السفر الى بريطانيا، فلم يقتصر التوسع في خدمات إلى المملكة المتحدة على زيادة عدد الرحلات والمحطات، بل ترافق ذلك أيضاً مع استخدام طائرات أكبر تستوعب أعداداً أكثر من الركاب وكميات أكبر من الشحنات. واستخدمت طيران الإمارات في البداية طائرة إيرباص A310 لخدمة رحلاتها عبر جاتويك عام 1987، وكانت سعة هذه الطائرة، التي لم يعد طرازها مستخدماً ضمن أسطول الناقلة منذ سنوات طويلة، 181 راكباً. وأضاف: أما اليوم فيستخدم على رحلات طيران الإمارات إلى المملكة المتحدة طائرات من طراز إيرباص A380 وبوينج 777 وإيرباص A330، ليبلغ مجموع السعة المقعدية المتاحة من دبي إلى المملكة المتحدة الآن 6200 مقعد يومياً في كل اتجاه، أي 12,4 ألف مقعد على مدار الساعة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©