الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«سيتي» و«الاتحاد» أهم الجسور الرياضية بين الإمارات وبريطانيا

«سيتي» و«الاتحاد» أهم الجسور الرياضية بين الإمارات وبريطانيا
29 ابريل 2013 23:41
محمد حامد (دبي) - في يوليو 2011، وبعد الاتفاق على أن تكون الاتحاد للطيران راعياً رسمياً لمان سيتي، بما يشمله ذلك من تغيير مسمى ستاد مدينة مانشستر إلى ستاد الاتحاد، فضلاً عن ظهور «الاتحاد ETIHAD» على قميص مان سيتي، بدأ الإنجليز سواء من أنصار مان سيتي أو غيره يسألون عن معنى كلمة «اتحاد»، وجاءت الإجابة لتحقق مكسباً معنوياً كبيراً، وترسخ لعمق العلاقات والمعرفة المتبادلة بين بريطانيا والإمارات، فقد أصبح الإنجليز وغيرهم من عشاق البريميرليج حول العالم، الذين يقدر عددهم بالملايين، على علم بأن كلمة «الاتحاد» تشكل الملمح الأبرز في تاريخ الإمارات، وهو إعلان قيام الدولة بعد اتحاد إماراتها. ووصلت الرسالة الإماراتية إلى لندن وأرجاء العالم كافة في أبهى صورها مع تألق مان سيتي من موسم لآخر عقب انتقال ملكيته إلى أبوظبي في عام 2008، وتحوله من دائرة الأندية التي لا يتعدى سقف طموحها البقاء في عالم البريميرليج، إلى المنافسة ثم انتزاع اللقب، حيث تتوهج جنبات ملعب الاتحاد بعبارات تحمل اسم «أبوظبي» ورسائل شكر لسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، مالك النادي، إلى حد أن أنصار سيتي حرصوا على بقاء لافتة تقول «شكراً للشيخ منصور» بالعربية والإنجليزية في واجهة مدرجات ملعب مان سيتي «الاتحاد». ولم يكن تتويج مان سيتي بلقب الدوري الإنجليزي لموسم 2011 - 2012 بعد غياب دام 44 عاماً، محصلة لعمل الموسم فحسب، فقد بدأت أولى بشائر العودة إلى مقارعة الكبار، مع انتقال ملكية النادي في الأول من سبتمبر 2008 إلى أبوظبي، ثم إبرام صفقات عدة من العيار الثقيل، في إشارة تعامل معها الإعلام الرياضي البريطاني باعتبارها تؤكد طموحات الجهات المالكة للنادي في الصعود به إلى القمة، وذلك على العكس من بعض الأندية الإنجليزية الأخرى التي لا يتجاوز طموح من يملكونها حلم البقاء في البريميريج. صفقات العيار الثقيل وعقب الإعلان عن انتقال ملكية النادي العريق، الذي تأسس في عام 1880 إلى أبوظبي، ومع الدقائق الأخيرة لإغلاق أبواب فترة الانتقالات الكروية في إنجلترا، تم الإعلان على نحو مفاجئ للجميع عن صفقة من العيار الثقيل، بالتعاقد مع النجم البرازيلي روبينيو، القادم في حينه من ريال مدريد، وعلى الرغم من أنه لم يتألق بالصورة المتوقعة، إلا أن الأوساط الإعلامية العالمية، اعتبرتها صفقة ناجحة في جانبها الإعلامي، واعتبرها البعض بداية عصر الصفقات الكبيرة، التي من شأنها نقل الفريق من مصاف أندية الوسط إلى القمة، وبالفعل شهد صيف 2009 إبرام العديد من الصفقات الكبرى . وفي صيف 2009، دخل مان سيتي بقوة سوق الانتقالات الكروية، ونجح النادي في فرض نفسه على عناوين الصحف العالمية، خاصة في بريطانيا، وانطلقت التحليلات التي تؤكد أن طموح سيتي يتجاوز حدود الوصول إلى مزاحمة الرباعي الكبير في البريميريج «مان يونايتد، وتشيلسي، وأرسنال، وليفربول»، وتعاقد سيتي مع كارلوس تيفيز في صفقة مدوية، ونجح في جلب جوليون ليسكوت، وكولو توريه لتدعيم قوته الدفاعية، فضلاً عن نجم الوسط الانجليزي جاريث باري، بالإضافة إلى روكي سانتا كروز، وإيمانويل أديبايور. وفي 19 سبتمبر من العام نفسه، أعلن سيتي عن نواياه في تحقيق الانطلاقة الحقيقة مع جهاز فني جديد، بقيادة الإيطالي روبرتو مانشيني، ونجح في إنهاء الموسم على حافة المربع الذهبي، باحتلاله المركز الخامس بعد أن كان على بعد نقطة واحدة من المركز الرابع، وهو ما اعتبره المراقبون خطوة جيدة للأمام، خاصة أن رئيس النادي خلدون المبارك أعلن في حينه أن سيتي يسير وفق خطة مدروسة، تمتد لمدة 5 سنوات يصبح الفريق خلالها أحد أضلاع المربع الذهبي للدوري، وينطلق للمشاركة في دوري أبطال أوروبا، وحقق سيتي طموحاته وخططه بصورة تسبق ما كان مخططاً له. ملامح بطل قبل بداية موسم 2010 - 2011 نجح سيتي في إبرام المزيد من الصفقات الناجحة، وما يحسب لإدارة النادي وجهازه الفني أنهما اهتما باحتياجات الفريق من الناحية الفنية، بعد أن بدأ الأداء الفني يؤشر إلى وجود ثغرات في بعض المراكز، وتعاقد النادي مع النجم الإيفواري يايا توريه، الذي جلب معه عقلية الفوز وتحقيق البطولات التي اكتسبها خلال تجربته الرائعة مع برشلونة، كما أبرم سيتي صفقة تاريخية بالحصول على خدمات دافيد سيلفا الملقب بـ «ميسي إسبانيا» وبعد تألقه في صفوف الفريق عض البارسا والريال أصابع الندم على التفريط في نجم فالنسيا السابق، كما واصلت إدارة سيتي صفقاتها بالحصول على توقيع ماريو بالوتيلي نجم انتر ميلان، وجيمس ميلنر، وكولاروف، وفي شتاء العام نفسه نجحت المساعي في جلب النجم البوسني إدين دزيكو. وقبل أن ينتهي موسم 2010 - 2011 سطع سيتي بقوة بعد فوزه بلقب كأس الاتحاد الانجليزي لكرة القدم، وهو اللقب الأول للفريق بعد غياب عن منصات التتويج لأكثر من 35 عاماً، والأهم أنه جاء على حساب الجار الكبير مان يونايتد الذي أزاحه سيتي عن طريقه وتفوق عليه في الدور قبل النهائي، بهدف تاريخي ليايا توريه، وفي النهائي عاد النجم الإيفواري للتألق وقاد سيتي للفوز على ستوك سيتي بهدف منحه لقبه الأول بعد أكثر من 3 عقود. نقطة تحول جاء تفوق مان سيتي في عدد من المباريات على جاره الكبير مان يونايتد، ليؤكد قدرة القمر السماوي على السطوع من سماء مدينة مانشستر، لينتشر فيما بعد إلى كافة أنحاء إنجلترا، ويبدو أن التخلص من شبح الجار الكبير كان أحد الشروط الأساسية للانطلاقة الكبيرة للفريق، وكان الانتصار الذي حققه سيتي على الشياطين الحمر في الدور قبل النهائي لكأس الاتحاد الانجليزي هو بمثابة إشارة البدء في هدم أسطورة التفوق المطلق للجيران. وفي أكتوبر 2011 فعلها سيتي بقيادة بالوتيللي، وسيلفا وسحق اليونايتد بسداسية مقابل هدف، وهو ما أطلقت عليه الصحف البريطانية «حريق الأولد ترافورد»، معقل اليونايتد، واستمر تفوق «السيتزين» بالفوز في مباراة العودة بملعب الاتحاد بهدف كومباني، ليصبح قهر الشياطين الحمر ذهاباً وإياباً هو الخطوة العملاقة في طريق العودة إلى منصات التتويج، ويكفي أن اللافتات التي انتشرت في ملعب الاتحاد حملت الكثير من الرسائل للسير أليكس فيرجسون، الذي كان يفضل أن يطلق لقب «الجار الصغير المزعج» على سيتي، فجاء رد الجماهير مدوياً، بلافتة تقول :»الجار المزعج أصبح أكثر إزعاجاً يا أليكس». قدم مان سيتي أفضل العروض في الدوري الانجليزي، ووصل في بعض الفترات إلى مقارنة وسائل الإعلام العالمية لقوته الهجومية والأداء الجمالي الذي يقدمه بالبارسا والريال، ولكنه تعثر فيما بعد في ظل كثرة المشاركات سواء على الصعيد الأوروبي، أو المحلي، وشهدت الفترة من يناير إلى مارس من العام الماضي عدة هزائم للفريق، وخروجه صفر اليدين من منافسات دوري الأبطال الأوروبي، وكأس الكارلينج، وكأس الاتحاد الانجليزي لكرة القدم، فضلاً عن تراجعه في سباق الدوري، وتقدم الشياطين الحمر بفارق 5 نقاط قبل نهاية الدوري، ولكن إصرار إدارة النادي على دعم مانشيني والجهاز الفني، وبث الثقة في نفوس اللاعبين، فضلاً عن استمرار وقوف جماهير سيتي خلف فريقها كان له مفعول السحر في عودته من جديد إلى القمة في التوقيت المناسب، خاصة بعد فوزه على اليونايتد، ونيوكاسل، ليصل إلى محطة النهاية، وهو في حاجة إلى الفوز على كوينز بارك رينجرز من أجل انتزاع اللقب، وهي المباراة التي شهدت دراما تاريخية وتتويج سيتي في الوقت المحتسب بدلاً من الوقت الضائع، ليظفر بلقب انتظره عشاقه 44 عاماً. أشهر ملاعب إنجلترا يحمل اسم «الإمارات» يزين اسم الإمارات قمصان نادي أرسنال، كما أن ملعب النادي اللندني العريق يحمل اسم الإمارات. وكما أكدت مصادر بريطانية فإن الملكة إليزابيث من أنصار أرسنال صاحب الشعبية الكبيرة في إنجلترا وخارجها، وعلى الرغم من ابتعاد النادي عن منصات التتويج منذ منتصف العقد الماضي، إلا أنه يظل أحد كبار الكرتين الإنجليزية والأوروبية. وقد أصبحت طيران الإمارات راعياً لأرسنال منذ توقيعها لاتفاقية رعاية ولمدة قياسية من الزمن بلغت 15 عاماً ابتداءً من شهر أكتوبر 2004، وتبلغ قيمة هذه الاتفاقية 100 مليون جنية إسترليني، وكانت هذه الاتفاقية عند توقيعها بين طيران الإمارات ونادي الآرسنال أكبر اتفاقية رعاية في تاريخ كرة القدم البريطانية، وفقاً لتأكيدات الموقع الرسمي لطيران الإمارات. ويعد نادي الآرسنال أحد أكثر الأندية شعبية في إنجلترا والعالم، الأمر الذي يضمن لاسم الإمارات الوصول إلى قاعدة جماهيرية عالمية كبيرة، وتظهر الأبحاث أن نادي الآرسنال يمتلك قاعدة مشجعين عالمية تقدر بنحو 27 مليوناً. وبالإضافة إلى رعايتها قمصان النادي، تفخر «طيران الإمارات» بحصولها على حقوق تسمية ملعب نادي الآرسنال، حيث تم اختيار اسم «ملعب الإمارات» ويتميز الملعب بحداثته الفائقة ويتسع لنحو 60 ألف مشجع ويقع في شمال لندن. وإضافة إلى كونه مقراً لمباريات الذهاب لنادي الآرسنال، استضاف ملعب الإمارات الكثير من المباريات الدولية وعدداً من الحفلات الغنائية والموسيقية. وقد تم توقيع اتفاقية رعاية ملعب الإمارات التي تمتد إلى خمس عشرة عاماً في عام 2006، الأمر الذي يجعل من طيران الإمارات علامة تجارية راسخة في تراث هذا الملعب. وبعد مضي ستة مواسم على افتتاحه، أثبت ملعب الإمارات أنه استثمار جيد للغاية بالنسبة لـ«طيران الإمارات» التي تدير أعمالها حول العالم عبر شبكة تضم ما يزيد على 120 وجهة في ست قارات. لندن بوابة جيل الأمل إلى الأولمبياد يرتبط اسم الجيل الذهبي للكرة الإماراتية بعاصمة الضباب «لندن» كمحطة تمثل قمة المجد في مسيرته، على الرغم من أن نجاحات هذا الجيل مدوية منذ بدايته، ما جعل إنجازاته ترتبط بكثير من الأماكن، أولها السعودية والتتويج بلقب كأس آسيا للشباب عام 2008، وتقديم مباريات قوية في مونديال الشباب 2009 بمصر، ثم انتزاع فضية الأسياد بجوانزهو عام 2010، إلا أن لندن تظل المحطة الأهم باعتبارها شاهدة على أول مشاركة أولمبية للكرة الإماراتية، وانطلاقاً من أنها شهدت مستويات راقية للأبيض الأولمبي الملقب بجيل الأمل، حتى لو كانت النتائج التي تحققت في أولمبياد لندن 2012 أقل من مستوى الطموحات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©