رسالة إيجابية ..

بداية من صباح أمس الأول .. شهدت دبي افتتاح واحد من أكبر معارض السفر والسياحة في العالم، هو سوق السفر العربي في دورته الثامنة عشرة، وسوف يستمر المعرض حتى مساء غد الخميس. ومنذ أحد عشر عاماً وأنا أداوم على حضور هذا المعرض العالمي الكبير، حيث يلتقي صناع السياحة والسفر في العالم على أرض الإمارات، في تظاهرة دولية تم تقييمها بأنها الثالثة على مستوى العالم من حيث المساحة وعدد المشاركين والحضور الجماهيري والإعلامي .. وهذا العام ربما لا أبالغ إذا قلت إن المعرض في يومه الأول قد أثلج صدورنا جميعاً من حيث التنظيم وزيادة إقبال دول العالم وكبرى الشركات والهيئات على المشاركة. وهذا النجاح المتكرر والمتزايد عاماً بعد عام يجعلني أوجه الدعوة لكل من يعيش على أرض الإمارات أن يأتي ليشاهد ويشارك في هذا الحدث الكبير، الذي استطاعت إمارة دبي تحقيقه، والوصول به إلى هذا المستوى العالمي الراقي .. وهو أمر يجعلنا جميعاً كإماراتيين بشكل خاص، وكعرب بشكل عام نفخر به، ويؤكد أننا نستطيع تحقيق العديد من الإنجازات في مختلف القطاعات. وإذا كان قطاع السياحة والسفر هو أحد أهم القطاعات والصناعات في العالم الآن، وإذا كنا قد استطعنا أن نحقق من خلاله هذا التفوق والتقدم بين دول العالم، فهو بلا شك يمثل نموذجاً لما يمكن أن نقدمه للعالم من مشاركات وتأثير إيجابي عربي .. فهو شمعة مضيئة وسط أخبار وأنباء الاضطرابات التي تتناقلها وسائل الإعلام العالمية عن المنطقة العربية .. وهو أيضاً تأكيد على أننا نستطيع تغيير الصورة الداكنة التي التصقت بنا عالمياً خلال السنوات الماضية. وتغيير تلك الصورة لن يتحقق بالأماني والجدل العقيم والظواهر الصوتية والصراخ، ولكنه يتحقق بالعمل الجاد والتنظيم وتعاون الجميع من أجل تقديم واقع ملموس ناجح ومؤثر للعالم. إن أي نجاح تحققه دولة من دول المنطقة، يعود بالفائدة على بقية الدول من خلال الصورة الجيدة التي ترسمها في الأذهان، وكل نجاح يتحقق على أرض عربية يستفيد منه بقية العرب، فالعالم ينظر إلينا ككتلة واحدة، وكيان واحد حتى وإن كنا لا ننظر إلى أنفسنا بهذه النظرة، كما أن أي نجاح يتحقق في مجال من المجالات تستفيد منه المجالات والقطاعات الأخرى بشكل غير مباشر. وكما دعوت الجميع لزيارة سوق السفر العربي ومشاهدة ما حققه، أدعو أيضاً كل زملاء المهنة في الحقل الإعلامي إلى التركيز على تقديم هذه الصورة العربية الناجحة والمشرفة إلى العالم، فهو ليس مجرد معرض وسوق سياحي، ولكنه رسالة إيجابية إلى العالم بها الكثير من المعاني، يجب أن نحرص على نقلها وتوصيلها إلى الجميع.. وحياكم الله.. إبراهيم الذهلي رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية