الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مشروع لندن جيتواي أكبر استثمار إماراتي في المملكة المتحدة

مشروع لندن جيتواي أكبر استثمار إماراتي في المملكة المتحدة
29 ابريل 2013 23:44
يوسف العربي (دبي) - تعتزم شركة موانئ دبي العالمية افتتاح الجزء الأول من المرحلة الأولى بمشروع لندن جيتواي بطاقة استيعابية تبلغ مليون حاوية نمطية، خلال الربع الأخير من العام الحالي، فيما تخطط للشروع في تنفيذ الجزء الثاني من هذه المرحلة بحلول 2016، بحسب محمد شرف المدير التنفيذي للشركة. وقال شرف في حوار مع “الاتحاد” حول مشروع لندن جيتواي إن إجمالي التكلفة الاستثمارية للمشروع الذي يتكون ثلاثة أرصفة بحرية بطول 400 متر لكل رصيف ستصل إلى نحو 11 مليار درهم “ثلاثة مليارات دولار”. وأوضح أن الشركة انتهت من جميع العمليات الإنشائية في الجزء الأول من المرحلة الأولى من المشروع، حيث يجرى تركيب رافعات الحاويات التي تعد الأكبر على مستوى العالم. وقال إن «موانئ دبي العالمية» تعتزم الشروع في تنفيذ الجزء الثاني من المرحلة الأولى في المشروع بطاقة 600 ألف حاوية بحلول العام 2016، فيما يبقى موعد تنفيذ المرحلة الثانية للمشروع التي تصل طاقتها الاستيعابية إلى 1,9 مليون حاوية مرتبطاً بحجم الطلب على خدمات الشحن في السوق البريطانية. رافعات عملاقة وأوضح شرف أن موانئ دبي العالمية تقوم حاليا بتركيب أكبر رافعات للحاويات في العالم في الجزء الأول من المرحلة الأولى من مشروع لندن جيتواي، حيث تستطيع هذه الرافعات مناولة أكبر السفن العملاقة التي تصل حمولتها إلى نحو 18 الف حاوية نمطية، والتي يتم تصنيعها للمرة الأولى على مستوى العالم. وقال إنها ستكون أول رافعات من نوعها في لندن تستطيع رفع أربع حاويات دفعة واحدة، مما يؤهل الميناء لمناولة أكبر السفن في العالم بطريقة أكثر كفاءة في المستقبل. وتسلمت موانئ دبي الدفعة الأولى من هذه الرافعات خلال شهر يناير الماضي بعد تطويرها وتصنيعها من شركة “شنغهاي زينهوا هيفي إندستريز”، وتعد الشركة الصينية من اكبر الشركات العاملة في مجال تطوير رافعات الأرصفة وصناعتها وتسليمها. وأوضح أنه سيتم تشغيل الرافعات على جدار جديد للرصيف يبلغ طوله 2,7 كيلومتر ويصل عمق أساساته إلى 16 طابقاً تحت الأرض بعمق 50 متراً. وجرى تعميق قناة الشحن من 11 متراً إلى 14,5 متر في القناة الداخلية، و16 متراً في القناة الخارجية، كما تم تعميق جيوب مرسى السفن حتى 17 متراً مما يسمح برسو أكبر السفن في العالم بميناء لندن جيتواي. تحديات الأزمة وأوضح محمد شرف أن شركة موانئ دبي العالمية باشرت العمل في مشروع لندن جيتواي مطلع العام 2010، بالرغم من التحديات التي فرضتها الأزمة المالية العالمية استنادا إلى متانة موقفها المالي وسعيا منها للاستفادة من انخفاض تكلفة العمليات الإنشائية خلال الأزمة. ولفت إلى أن التجربة العملية أثبتت صحة قرار مجلس إدارة شركة موانئ دبي العالمية بمباشرة العمل في المشروع رغم أجواء الأزمة السائدة في ذلك الحين، حيث انعكس تنفيذ المشروع بشكل ايجابي على الاقتصاد البريطاني. وشارك في عملية الإنشاءات أكثر من 2300 شخص في المراحل الأخيرة من مشروع بناء الميناء التي تعد الأكثر تطوراً من الناحية التقنية في العالم، إضافة إلى المئات الذين شاركوا في العملية بشكل غير مباشر. وتوقع شرف أن يخلق مشروع لندن جيتواي 36 ألف فرصة عمل عند اكتماله، تشمل ألفي وظيفة مباشرة في الميناء، و10 آلاف وظيفة في المجمع اللوجستي، وأكثر من 24 ألف وظيفة في قطاع سلسلة التوريد. وحصلت الشركة خلال العام 2011 على تسهيلات ائتمانية بقيمة 600 مليون دولار من بنوك عالمية لتمويل بناء ميناء “لندن جيتواي”، فيما تمت الاستعانة بمبلغ مماثل في المرحلة الأولى للمشروع من الموارد الذاتية للشركة. مشروع متكامل وقال شرف: إن العلاقات السياسية والاقتصادية القوية بين الإمارات وبريطانيا أسهمت بفعالية في خروج المشروع إلى النور وتنفيذه على أرض الواقع. ونوه إلى أن الجهات الحكومية في بريطانيا والسفارة البريطانية في الإمارات قدمت جميع التسهيلات اللازمة للمشروع في اطار قوانين الاستثمار المعمول بها. وأوضح أن فكرة تنفيذ مشروع لندن جيتواي بدأت قبل 14 عاما، حين عرضت موانئ دبي العالمية فكرة المشروع اللوجستي المتكامل على الحكومة البريطانية مطلع العام 2000. وأضاف إلى أن موانئ دبي العالمية استفادت من تجربة ميناء جبل على الملاصق للمنطقة الحرة، ومن ثم تقدمت الشركة بمشروع من ابتكارها يضم ثلاثة أرصفة، بالإضافة إلى مستودعات ملحقة ليكون الميناء الوحيد في بريطانيا الذي يتمتع بميزة وجود المستودعات. أكد شرف، أن مشروع لندن جيتواي الذي يعد أكبر مشروع ممول من القطاع الخاص في مجال البنية التحتية في بريطانيا، سيغير منظومة الشحن البحري في البلاد مع بدء عمليات التشغيل بالميناء. وأوضح شرف أن شحن البضائع إلى لندن يعتمد حالياً على مسارات وطرق باهظة التكلفة، حيث تصل البضائع بحراً إلى ميناءين رئيسيين يبعدان عن العاصمة البريطانية مسافة 130 كيلو متر، ثم يتم نقل البضائع من الميناء عبر الشاحنات إلى المستودعات القابعة في وسط مدينة لندن ومنها إلى السوق المحلية. وقال إن عملية نقل البضائع من الموانئ الحالية إلى المستودعات في وسط مدينة لندن يتطلب تسيير 2000 شاحنة يومياً، وهو الأمر الذي يؤدي بدوره إلى زيادة الضغط على شبكة الطرق والمواصلات المحيطة بالعاصمة، فضلاً عن الارتفاع الكبير في حجم الانبعاثات الكربونية. وأشار إلى أن متوسط تكلفة نقل الحاوية النمطية الواحدة قياس 20 قدم مربع من الموانئ الحالية إلى وسط مدينة لندن عبر هذه الشاحنات، تصل إلى نحو 150 جنية إسترليني (838 درهما)، وهو الأمر الذي يشكل عبئاً كبيرا على المستثمرين والمستوردين البريطانيين. واستكمل أنه مع بدء العمليات التشغيلية في مشروع لندن جيتواي الذي يبعد عن وسط العاصمة البريطانية نحو 30 كيلو فقط، ستتقلص الانبعاثات الكربونية بواقع 148 ألف طن سنوياً بعد انتفاء الحاجة إلى قيام الشاحنات بنقل البضائع من الموانئ الرئيسية الحالية إلى المستودعات في وسط مدينة لندن. ويضم المشروع أكبر ميناء بحري عميق ومجمع للخدمات اللوجستية في أوروبا، ويقع على الضفة الشمالية لنهر التايمز على مساحة تبلغ 1500 فدان، أي ما يعادل مساحة مدينتين بحجم مدينة لندن. وسيوفر المركز اللوجستي الملحق بالميناء مساحة تفوق 9 ملايين قدم مربع للتوزيع والتصنيع وقطاعات أخرى تستخدم التقنيات الحديثة. ويعيد مشروع لندن جيتواي الذي تطوره موانئ دبي العالمية أول في بريطانيا، مدينة لندن إلى جذورها كأحد المرافئ الرئيسية في العالم، حيث اضطلعت لمئات السنين، بدور غاية في الأهمية، كواحدة من أكبر الموانئ في العالم، وأهم محرك اقتصادي للمنطقة كلها. وشكل نهر التايمز على مدار التاريخ الشريان الرئيسي للتواصل، والتجارة في محيط المنطقة الجنوبية الشرقية من بريطانيا وفي العالم بأسره. كما يعتبر الميناء والمجمع اللوجستي الملحق به بوابة بريطانيا الجديدة للتجارة العالمية، وسيعمل تزويده بهذه الرافعات المبتكرة على تعزيز كفاءة قطاع سلسلة التوريد. ويمكن الميناء المستوردون والمصدّرون من جميع أنحاء البلاد من خفض تكاليف سلسلة التوريد الخاصة بهم بشكل كبير من خلال اختيار لندن غيتواي، الميناء الأقرب إلى مقصد البضائع. واستثمرت شركة موانئ دبي العالمية ملايين الجنيهات في الطرقات المحلية بما في ذلك طريق “إيه 13” والطريق السريع” إم25” فضلاً عن بناء 20 كيلومتراً من السكك الحديدية الجديدة لضمان نقل أكثر من 30% من الحاويات عبر القطارات. «لندن جيتواي» يقلص الانبعاثات الكربونية بواقع 148 ألف طن سنوياً ? لاقى مشروع لندن جيتواي ترحيبا بالغاً من الحكومات البريطانية المتعاقبة، نظرا للآثار البيئية الإيجابية للمشروع الذي يقلص الانبعاثات الكربونية بواقع 148 ألف طن سنوياً. وأوضح محمد شرف أنه تأكيداً على الهدف الذي انطلق من أجله المشروع، قامت «موانئ دبي العالمية» بإنجاز أكبر عملية نقل للكائنات البرية في بريطانية، حيث تم نقل 50 ألف كائن حي من منطقة لندن جيتواي التي اقيم عليها المشروع إلى جزيرة مستقلة. واقتصاديا أكد شرف أن الطبيعة الجغرافية لبريطانيا التي تحيط بها المياه من كل جانب تعد الأنسب لتنفيذ هذا المشروع، مستبعدا إقامة مشاريع مماثلة في دول القارة الأوروبية التي تعمل وفق منظومة لوجستية مختلفة ويوجد بها طاقات استيعابية كافية. وقال إن بريطانيا تعد ثاني سوق للشحن البحري في القارة الأوروبية، لافتا إلى أن نسبة الإشغال في الموانئ البريطانية تصل حالياً إلى نحو 65% قبل دخول ميناء لندن جيت واي الخدمة. ونوه بأن نسبة الإشغال المشار إليها ربما تصل إلى 60% بعد إنجاز المشروع وبدء العمليات التشغيلية، متوقعا ألا تأثر نسبة الإشغال الكلية في الموانئ البريطانية على أداء مشروع لندن جيتواي الذي يقدم منظومة مختلفة كليا للعمليات اللوجستية. وقال المدير التنفيذي لشركة موانئ دبي العالمية إن مشروع الميناء والمجمع اللوجستي يتميز بقربه من وسط العاصمة البريطانية، فضلا عن عمق المياه على أرصفته البحرية، ما يجعل الميناء قادراً على استقبال أكبر السفن العملاقة حتى التي لم يتم تصنيعها بعد والتي تصل سعتها إلى 18 الف حاوية. سلطان بن سليم : لندن جيتواي يعزز العلاقات التاريخية بين الإمارات وبريطانيا دبي (الاتحاد)- أكد سلطان أحمد بن سليم، رئيس مجلس إدارة موانئ دبي العالمية ان دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة تتمتعان بروابط تاريخية متينة. وأعرب بن سليم عن ثقته بأن مشرع لندن جيتواي الذي تطوره موانئ دبي العالمية والمقرر افتتاحه في الربع الأخير من العام الحالي، إضافة إلى مشروع الشركة القائم في ساوثهامبتون، سوف يعززان العلاقات الممتازة بين البلدين. وقال: قمنا بتصميم مشروع لندن جيتواي ليحاكي النموذج الناجح لميناء جبل علي، مدركين أن بناء ميناء يتمتع بغاطس عميق ويدعم مجمع لوجستي على مقربة من الأسواق المهمة في مدينة لندن وجنوب شرق بريطانيا من شأنه أن يحقق فوائد مباشرة للاقتصاد البريطاني.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©