الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مطالبات بحظر امتحانات الثانوية العامة في المدارس الخاصة

12 أكتوبر 2008 01:35
طالب مسؤولون وتربويون بمنطقة العين التعليمية بوقف عقد وتصحيح امتحانات الصف الثاني عشر في المدارس الخاصة التي تطبق منهاج وزارة التربية والتعليم، لعدم التزام بعضها بالشروط والمعايير التي تحددها لائحة التقويم والامتحانات في التعامل مع الورقة الامتحانية، ما أسفر عن رصد تجاوزات، من شأنها إلحاق ضرر بمصلحة الطلبة، والإخلال بمبدأ تكافؤ الفرص فيما بينهم· وأقر مديرو مدارس خاصة بوجود ''تجاوزات'' في بعض المدارس، في حين ناشد أولياء أمور طلبة وزارةَ التربية بضرورة مراعاة مصلحة أبنائهم بوضع حد لتلك التجاوزات· وأكد المسؤولون أهمية العودة إلى تطبيق النظام السابق الذي كانت تتبعه الوزارة في إجراء وتصحيح امتحانات شهادة الثانوية العامة، وإدخال التعديلات اللازمة على لائحة التقويم، وتكثيف الإشراف الفني والتربوي على المدارس الخاصة للحد من هذه السلبيات· وقالت نائب مدير منطقة العين التعليمية لشؤون التعليم الخاص نورة محمد الرشيدي إن المنطقة رصدت عدداً من التجاوزات التي تؤكد عدم التزام بعض المدارس الخاصة بـ''الحيادية الواجبة'' للتعاطي مع ورقة الامتحان، وفق الشروط والمعايير التي تحددها لائحة التقويم والامتحانات· وطالبت الرشيدي بإعادة النظر في مسألة عقد امتحانات الثاني عشر في المدارس الخاصة، وإيجاد البدائل الكفيلة بإجرائها وتصحيحها، بما يتفق مع نصوص لائحة التقويم، ويتماشى مع جميع معايير الحيادية والنزاهة المطلوبة، ترسيخاً لمبدأ تكافؤ الفرص بين الطلبة· وبلغ عدد طلبة الصف الثاني عشر فقط الذين انتقلوا من المدارس الحكومية في العين إلى نظيرتها الخاصة خلال الأسابيع القليلة الأولى من العام الدراسي الحالي 30 طالباً وطالبة من المواطنين والوافدين· ويتراوح عدد المدارس الخاصة التي تضم الصف الثاني عشر وتدرس منهاج وزارة التربية والتعليم بين 13-15 مدرسة، من أصل 54 مدرسة خاصة في المنطقة، تضم 38 ألف طالب وطالبة، بحسب رئيس قسم التعليم الخاص في المنطقة التعليمية محمد الهاشمي· وصنّف منسق امتحانات بمنطقة العين التعليمية محمد حسن طلبة المرحلة الثانوية الذين يتدفقون بالعشرات على المدارس الخاصة، هرباً من المدارس الحكومية إلى فئتين؛ تعاني أولاهما من ضعف المستوى الدراسي، وترغب في الحصول على درجات أعلى، وغالبية أفراد هذه الفئة يدرسون في صفوف النقل· أما الفئة الثانية، فتمثل طلبة الصف الثاني عشر الذين يسعون إلى المنافسة مع أقرانهم، للحصول على درجات عالية· ولفت حسن إلى أن لجنة التقويم والامتحانات بوزارة التربية والتعليم نفذت العام الماضي عدة زيارات ميدانية لمدارس خاصة في عدة مناطق في الدولة، رصدت من خلالها بعض التجاوزات لعدم التزامها بالشروط والمعايير الخاصة بعملية التقويم· وتتوزع درجات الطلبة في الثاني عشر وفق نظام الامتحانات الجديد على 50% للاختبار التحريري، 50% لأعمال السنة التي تنحصر بتقييم المدرسة· وبحسب حسن، فإنه ''ليس هناك ضرورة'' لعقد امتحانات الثاني عشر في نفس موعد امتحانات صفوف النقل، ما يوفر نوعاً من الانسيابية في الأداء العام للامتحانات، ويعيد إلى امتحانات الثانوية العامة بعضاً من ''هيبتها وبريقها المفقود'' الذي تلاشى بعد توحيد آليات التقييم بكامل صفوف المرحلة الثانوية، و''التغيير المفاجئ'' الذي ''حوّل شهادة الثانوية العامة إلى مجرد مرحلة ضمن صفوف النقل بالمرحلة الثانوية''، على حد تعبيره· ورأى موجه اللغة العربية بمنطقة العين التعليمية الدكتور طلال الدرويش أن ''تهافت'' بعض طلبة الثاني عشر الدارسين في المدارس الحكومية على الالتحاق بالتعليم الخاص، يعد ''دلالة واضحة'' على مدى جدية هؤلاء في البحث عن الدرجات بتلك المدارس التي تسعى بطبيعة الحال إلى ''ترسيخ موقعها التجاري والدخول في المنافسة''، بصرف النظر عن التداعيات السلبية المترتبة على ذلك بتخريج طلبة ''متواضعي المستوى لا تعكس معدلاتهم المرتفعة حقيقة مستواهم العلمي'' · وطالب الدرويش بـ''تقنين'' عملية نقل الطلبة من التعليم العام إلى الخاص، بعد أن تكشفت حقيقة نوايا بعضهم· وفي هذا الإطار، اقترح منسق توجيه الرياضيات بمنطقة العين التعليمية علي مصطفى تحديد مركزين لعقد وتصحيح امتحانات الصف الثاني عشر في كل منطقة تعليمية بإشراف كامل من وزارة التربية والتعليم، أحدهما لمدارس البنين، والآخر لمدارس البنات، بدلاً من تصحيح الامتحانات في مركز واحد على مستوى الدولة، كما كان يحدث سابقاً، ''توفيراً للجهد والنفقات''· وعلى الجانب الآخر، اتسمت آراء مديري ومديرات المدارس الخاصة في العين حيال هذه القضية بنوع من الشفافية· فلم تخف إلهام العبد، وهي مديرة مدارس الظفرة الخاصة في العين حقيقة وجود تجاوزات في بعض المدارس التي تتجاهل معايير وشروط عملية التقييم، ''فهناك طلبة يرسبون في مدارس فينتقلون إلى أخرى وينجحون ويحصلون على درجات مرتفعة''· وعزت العبد هذه التجاوزات إلى ''تخلي'' بعض المديرين عن مسؤولياتهم التي يجب أن يتولوها في تعاملهم مع قدرات هؤلاء الطلبة، فضلاً عن وجود ''تربيطات'' أو علاقات شخصية تعد بمنح بعض الطلبة نوعا من ''التسهيلات'' تتمثل في درجات مرتفعة لا تعبر عن مستواهم الحقيقي· وطالبت العبد بإحكام الرقابة على المدارس الخاصة سواء الأجنبية التي تدرس منهاجي اللغة العربية والتربية الإسلامية للصف الثاني عشر، أو تلك التي تدرس منهاج وزارة التربية والتعليم، منعاً لتلك التجاوزات التي تضر بمصلحة الطلبة· وأقر مدير إحدى المدارس الخاصة فضل عدم الكشف عن اسمه بوجود تجاوزات، قائلاً إن معظم المدارس الخاصة التي يوجد بها الصف الثاني عشر وتطبق منهاج وزارة التربية والتعليم ''لم يعد أمامها خيار آخر، خصوصاً في ضوء عدم القدرة على تجاهل عامل الربح والخسارة''، مشيراً إلى أن رفض أية مدرسة خاصة ''التسليم بمفردات الأمر الواقع، والرضوخ لرغبات الطلبة الطامحين في الحصول على معدلات مرتفعة''، يعني الخروج من دائرة المنافسة، والتعرض للخسارة· من جهتهم، عبرّ أولياء أمور طلبة عن قلقهم ''البالغ''، جراء حالة ''التسيب'' التي باتت تعتري عقد وتصحيح امتحانات الصف الثاني عشر في غالبية المدارس الخاصة التي تدرس منهاج الوزارة، الأمر الذي يفرز أوائل ومتفوقين لا يمتلكون المقومات التي تؤهلهم لذلك، ما يخل بمبدأ تكافؤ الفرص بين الطلبة·
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©