السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«أوكيناوا» ستكون خالية من المارينز!

29 ابريل 2012
أعلنت الولايات المتحدة واليابان، يوم الجمعة الماضي، أنهما سينقلان حوالي تسعة آلاف جندي من المارينز من قاعدة "أوكيناوا" إلى قواعد أخرى، وذلك من أجل إزالة سبب دائم من أسباب التوتر في علاقات البلدين الحليفين. وكان الجانبان ينظران لتلك القاعدة التي يطلق عليها "محطة فيوتنما الجوية لسلاح المارينز"، والواقعة في جزيرة أوكيناوا، على أنها تشكل عنصر ردع ضرورياً ضد أي اعتداء صيني في المنطقة. بيد أن تلك القاعدة الصاخبة التي تقع في منطقة حضرية مزدحمة، كانت تمثل إزعاجاً دائماً لسكان الجزيرة، كما أن البعض منهم كان ينظر إلى جنود المارينز على أنهم مشاغبون، وقد يعمدون للعنف أحياناً. وفي تصريح له، قال وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا: "أنا سعيد للغاية لأننا قد وصلنا لهذه الاتفاقية المهمة وإلى خطة العمل الخاصة بها بعد سنوات عديدة من الخلاف". بيد أن الموضوع الذي لم يحل بعد، هو إيجاد بديل لـ"فيوتنما". فالإخفاق في إيجاد موقع مناسب لقاعدة جوية جديدة، كان سبباً في تأجيل محاولة سابقة لإعادة نقل المارينز لـ"جوام"، لكن الاتفاقية الحالية أزالت هذا الحاجز، بحيث سيغدو المارينز قادرين على مغادرة فيوتنما بمجرد تجهيز المنشآت الملائمة في منطقة "جوام" وغيرها. وقد أدى فشل الولايات المتحدة واليابان في التوصل لاتفاقية في الماضي بشأن حل موضوع قاعدة أوكيناوا، لمفاقمة التوتر بين البلدين في أكثر من مناسبة، وساهم في ذات مرة في استقالة رئيس الوزراء الياباني "يوكيو هاتوياما" عام 2010. وبموجب الخطة الحالية، سوف تبلغ تكلفة إغلاق"فيوتنما" ونقل جنود المارينز من أوكيناوا حوالي 8.6 مليار دولار، ستدفع الحكومة اليابانية منها 3.1 مليار لتسهيل عملية الانتقال. وقد أدلى مسؤولون يابانيون بتصريحات وصّلوا من خلالها رسائل مختلفة حول مدى التزامهم بشأن إعادة موضعة جنود المارينز المتمركزين في قاعدة فيوتنما ونقلهم لمناطق أخرى أقل ازدحاماً وأكثر بعداً عن العمران في جزيرة أوكيناوا. من هؤلاء وزير الدفاع "ناكوي تاناكا" الذي قال خلال مؤتمر صحفي إن خطة 2006 لا تزال الحل الوحيد المناسب. لكن وزير الخارجية "كويتشيرو جيمبا" قال، وفقاً لما جاء في وكالة "كايدو" للأنباء، إنه لا يزال هناك احتمال للنظر في خيارات أخرى لإعادة نقل الجنود الأميركيين. والخطة التي أعلنت الخميس الماضي، ساهمت على ما يبدو في تهدئة خواطر ثلاثة من كبار السيناتورات الأميركيين في لجنة الخدمات المسلحة الذين كانوا قد عبروا سابقاً عن قلقهم بشأن التكلفة، وحول الكيفية التي يمكن لخطة نقل القاعدة أن تؤثر بها على الاستراتيجية الأميركية الأوسع نطاقاً في المنطقة. وفي تصريح له، قال السيناتور الديمقراطي "كارل ليفن" (ميتشجان) والسيناتور الجمهوري البارز "جون ماكين" (أريزونا) والسيناتور الديمقراطي "جيمس ويب" (فرجينيا)، إن الخطة المعدلة قد عالجت "بعضاً" من المسائل ونواحي القلق التي كانوا قد أثاروها. وأعلن السيناتورات الثلاثة في بيان صادر عنهم، أنه "ما زال لدينا العديد من الأسئلة حول تفاصيل محددة في هذا الأمر، وما يعنيه بالنسبة لوضع قواتنا في منطقة آسيا والباسفيكي. وسوف نستمر في العمل مع الإدارة والحكومة اليابانية لإنجاز الأهداف التي نتشارك فيها جميعاً". وفي تاريخ سابق خلال الأسبوع المنصرم، كان الثلاثة قد كتبوا رسالة لوزير الدفاع "بانيتا"، يثيرون فيها شكوكاً حول الاقتراح الجديد، حيث ناقشوا تقديرات التكلفة، والاستدامة العسكرية، وإدارة القوة، وكيف سيكون من شأن ذلك كله أن يدعم مفهوماً استراتيجياً أوسع نطاقاً للعمليات، في هذه المنطقة التي تزداد حيوية على الدوام. واقترح السيناتورات عدم اعتبار أن أي خطة "نهائية" قبل الحصول على دعم من قبل الكونجرس الذي يتحكم في موضوع نفقات بناء القاعدة. وقال مسؤولون أميركيون إن الإخفاق في التوصل لاتفاقية بشأن إغلاق قاعدة "فيوتنما" الجوية قد أدى -ولا يزال- إلى خلق عراقيل للتحالف الأميركي الياباني على وجه العموم. وفي هذا السياق أدلى مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية بتصريح قال فيه: "لأننا أنفقنا وقتاً طويلاً في الكلام عن الانتقال من فيوتنما، فإننا لم نتمكن من تحقيق التقدم الذي كنا نروم تحقيقه في الجوانب الأخرى للتحالف بيننا وبين اليابان. ومن المفترض أن تجعل الاتفاقية الأخيرة الأمور أسهل بالنسبة للولايات المتحدة واليابان للمضي قدماً فيما يخص مسائل مثل أمن الفضاء المعلوماتي، وتقاسم المعلومات الاستخباراتية، والدفاع الصاروخي". وينظر للتحالف الأميركي الياباني باعتباره تحالفاً جوهرياً من أجل ردع الجهود الصينية الرامية للهيمنة على المنطقة، وتعزيز القوات الأميركية والكورية الجنوبية في حالة اندلاع حرب مع كوريا الشمالية. وجاء في بيان أميركي ياباني مشترك صدر الخميس الماضي، أن "البيئة الأمنية التي ينعدم فيها اليقين بشكل متزايد في منطقة آسيا والباسفيكي، تتطلب وجوداً أميركياً قوياً". وقال مسؤولون أميركيون إن نقل المارينز من قاعدة أوكيناوا لعدد من القواعد الأخرى في غرب الباسفيكي، سوف يوفر للأميركيين قوة في المنطقة أكثر قدرة، وأقل تعرضاً للهجمات مما كانت عليه في السابق، لأنها باتت موزعة على مساحة جغرافية أكبر. جريج جاف - إيميلي هيل محللان سياسيان أميركيان ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©