الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سماء وأرض من الضحايا

27 ديسمبر 2009 13:02
أرضٌ وسماءٌ سماءٌ وأرضٌ من الضحايا تضطربان تحت أنامله. يجلس الشاعر في ركن المقهى يقذف جملته المرتبكة في مدلهمّ الليالي. كانت الحربُ قد بدأت في رأسه وامتدّت إلى هشيم العالم. يحدّق في فنجان القهوة بتلاله الداكنة. أحلام ذئاب تندفع نحو طرائدها المتـْرَفة وعول تعشق ضوء القمر بحّارةٌ يعبرون المحيط الهنديّ مدفوعين بالرياح الموسميّة نحو ممباسا حيث أقام العُمانيّون ممالكهم البهيجة. وهناك أيضاً كواكب أخرى تلمع في ليل المخيّلة: نخلة ترتجف تحت ضلع الفيضان فأسٌ نسيَها حطابٌ في أزمنة بعيدة، زهرة تركها العاشق قبل رحيله. البراكين التي تجاور أنهار الجليد في إيسلندا وقوس قزح البلدات وقد اضمحلت بسكانها قبل قليل. يرمق طرف فنجانه يرى المصائرَ تتداعى كسفنٍ تقتربُ من جبلها المغناطيسي. ينظر إلى الفنجان الذي اختفي وربما استحال إلى جملة شعريّة تجدّف في ليل النسيان. *** في ضياء المساء في بهو البحر الفسيح في الفراغ الفاغر شدقيه كهاويةٍ في مضيق.. يتحوّل الفضاء المحتدم بالهوام والأسلاف. غابة صياح وعويل. الغربان تسبح في اصفرار المغيب مالك الحزين يمد عنقه نحو سماء الرحمة، وحيدا يحمل عشّه المتناثر من جزيرة إلى أخرى على مفارق بحار مهجورة. الحمام والزيزان تغرق في صمت كئيب. وهناك طيور أخرى تولول كاتمةً صرخة الرحيل. الفضاء بكامله يتمدّدُ كجنازة تسيّجها الجبال مشيّعوها طيور قذفتها الصدفةُ وضيق الحال. وحده الموج أطلق المساء سراحه مزمجراً في الكهوف الغائرة كنيرانٍ مضطرمة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©