أحمد شعبان (القاهرة)
أمر الله عز وجل عباده في القرآن الكريم بكثرة الاستغفار، وأمرنا رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم به، سواء أقام الإنسان بعمل يستدعي أن يطلب بعده المغفرة مثل المخالفات، أم بعد أدائه للطاعات، قال تعالى على لسان سيدنا شعيب عليه السلام: (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ...)، «سورة هود: الآية 52».
يقول الدكتور محمد نبيل غنايم أستاذ الشريعة بجامعة القاهرة: علمتنا آيات القرآن الكريم أهمية الاستغفار من الذنوب في حياة الإنسان، قال تعالى: (وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا)، «سورة النساء: الآية 110»، وقيل في فضل هذه الآية إن إبليس بكى فزعاً منها، حيث يخبر الله تعالى عن كرمه وجوده وعفوه وسعة رحمه ومغفرته، أن كل من تاب إلى الله واستغفر، تاب عليه من أي ذنب، فمن أذنب ذنباً صغيراً كان أو كبيراً ثم يستغفر يجد الله غفوراً رحيماً ولو كانت ذنوبه أعظم من السماوات والأرض والجبال. قال تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ...)، «سورة آل عمران: الآية 135»، وقال: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَ?هَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ...)، «سورة محمد: الآية 19»، الأمر بالاستغفار لرسول الله في هذه الآية جاء بعد الأمر بالتوحيد، وإذا كان رسول الله، وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر أُمر بالاستغفار؛ فدلالة ذلك واضحة في أهميته الاستغفار للنبي وللمؤمنين.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستغفر الله كثيراً بعد الصلوات، ويستغفره أكثر من سبعين مرة في المجلس الواحد، حيث قال: «من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب»، وقال: «ينزل الله تبارك وتعالى في كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: هل من سائل فأعطيه؟ هل من داعٍ فأستجيب له؟ هل من مستغفر فأغفر له؟»، وكان رسول الله إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثاً، وقال: «اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام»، وقال: «ما من مسلم يذنب ذنباً ثم يتوضأ فيصلي ركعتين، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غفر له».
والاستغفار من أنفع العبادات، حيث أمرنا به الله في كثير من الآيات، قال سبحانه: (... وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)، «سورة المزمل: الآية 20»، ويعتبر سبباً من أسباب محو الآثام والذنوب، وإزالة البلاء، وجلب النعم للإنسان.
عدد اليوم
