انتحاري يقتل 65 شخصاً يتسلمون مساعدات في باكستان

قتل 65 شخصاً على الأقل بينهم نساء وأطفال في هجوم انتحاري ارتكبه شخص كان يقود دراجة نارية. ووقع الهجوم صباح أمس في قرية فقيرة في منطقة مهمند البشتونية على الحدود الأفغانية شمالي غرب باكستان أحد معاقل “طالبان الباكستانية” ومقاتلي القاعدة الأجانب، فيما قتل الجيش الباكستاني نحو 12 متشدداً في غارات جوية بمنطقة أوراكزاي. ووقع الاعتداء في قرية ياكاجوند عندما اقتحم الانتحاري بدراجته النارية البوابة الحديدية لمنزل تقوم فيه مكاتب الإدارة المحلية في الوقت الذي كانت فيه جمهرة من المواطنين تنتظر دورها أمام خيمة كبيرة أقيمت في المكان للحصول على معونات تتضمن خصوصاً مواد غذائية وكراسياً نقالة للمقعدين. وقال رئيس الإدارة المحلية رسول خان “كنت أنا الهدف، أرادوا قتلي لكن لحسن الحظ لم أكن في المكتب”. وحتى بعد الظهر كان عمال الإغاثة يحاولون رفع الأنقاض في عدد من المحال التجارية التي انهارت جراء الانفجار، ما ينذر بوجود ضحايا آخرين لا يزالون مطمورين تحت الأنقاض. وشن الانتحاري هجومه عندما تجمع المئات حول مكتب خان المسؤول البارز في مهمند، حيث صعدت قوات الأمن هجماتها على متشددي “طالبان” الباكستانية في الأسابيع القليلة الماضية. ويبدو أن المهاجم كان يستهدف شيوخ قبائل جاءوا إلى مكتب خان مساعد المسؤول السياسي في المنطقة لحضور اجتماع. وقال خان “ارتفع عدد القتلى إلى 65.. أصيب حوالي 112 شخصاً”. ومن بين المصابين العديد من النازحين من جراء القتال بين قوات الأمن والمتشددين وكانوا يتسلمون سلع إغاثة بالقرب من موقع الهجوم. وقال سكان إن خمسة أطفال تتراوح أعمارهم بين خمسة وعشرة أعوام وعدداً من النساء كانوا بين القتلى. وقال رياض حسين وهو شاهد عيان “كنت أقف على بعد 200 متر عن المكتب عندما سمعت الانفجار. لا أعلم كيف وقع لكن يمكنني أن أرى العديد من الجثث على الأرض وأرى كثيرين يجرون في كل الاتجاهات”. وأظهرت لقطات تلفزيونية سحب أشخاص من تحت الأنقاض. وقال شهود إن الانفجار ألحق أيضاً أضراراً بالعديد من السيارات ونحو 30 متجراً. وصرح مسؤول أمني في المكان بأن الانفجار ألحق أضراراً أيضاً بجدار سجن قريب وأن عدة سجناء تمكنوا من الفرار. وقال مقصود أحمد المسؤول الآخر في الإدارة المحلية “أصيب مكتب الإدارة بأضرار وكذلك حائط سجن وتمكن 28 سجيناً من الفرار معظمهم من المسجونين بجنح. وأضاف خان “نعتقد أن هناك انفجارين وليس انفجاراً واحداً، الأول سببه الانتحاري والثاني ربما يكون ناجماً عن سيارة مفخخة تم تفجيرها عن بعد”. وقال ضابط في الجيش الذي ضربت قواته طوقاً على الموقع “كان الانفجار شديداً وانهار العديد من المباني والمتاجر القريبة من مكتب الإدارة”. وقال شاهد عيان (23 عاماً) “كان الناس يولولون وتناثرت أجزاء بشرية في كل مكان”. وشنت باكستان هجومين كبيرين العام الماضي في شمال غرب البلاد على متشددي حركة طالبان الباكستانية الذين يعيشون في المنطقة والذين قتلوا مئات الأشخاص في هجمات انتقامية في أنحاء باكستان كان معظمها في شمال غرب البلاد ووصل بعضها إلى مدن رئيسية. وكان انتحاريان قد قتلا 42 شخصاً على الأقل الأسبوع الماضي في هجوم على أهم مزار صوفي في باكستان بمدينة لاهور في شرق البلاد. وتراجعت طالبان الباكستانية الحليفة لطالبان الأفغانية أمام هجمات الجيش الباكستاني على مدار العام الماضي. من ناحية أخرى، صرح مسؤولون أمنيون بأن طائرات مقاتلة قتلت أمس الجمعة نحو 12 متشدداً في هجمات بمنطقة أوراكزاي. ولم يتسن التأكد من عدد القتلى من مصدر مستقل ويرفض المتشددون دائماً الأرقام الرسمية. وقال مسؤولون إن أشخاصاً يشتبه في أنهم متشددون خطفوا اثنين من المهندسين العاملين في مشروع للمياه في وزيرستان الجنوبية.