29 ابريل 2012
أعلنت جماعة “أنصار الشريعة” المتشددة، والمرتبطة بتنظيم “القاعدة” المتطرف أمس، عزمها الإفراج اليوم الأحد عن 73 جنديا تحتجزهم منذ قرابة الشهرين، وهددت مؤخرا بإعدامهم، فيما نفت السلطات اليمنية إجراء أي مفاوضات مع التنظيم بشأن جنودها الأسرى، بينما قتل تسعة متشددين الليلة قبل الماضية في كمين مسلح لمليشيات قبلية شرقي محافظة أبين.
وكانت الجماعة المتشددة هددت، الأسبوع الفائت، بإعدام 73 جنديا، على دفعات، ابتداء من يوم غد الاثنين، معللة ذلك بعدم تجاوب الحكومة اليمنية مع مطالبها بإطلاق سراح معتقليها في السجون الأمنية.
إلا أن جماعة “أنصار الشريعة” أعلنت، عزمها إطلاق سراح الجنود الأسرى، اليوم الأحد، في مهرجان حاشد يقام وسط بلدة جعار، المعقل الرئيس لها، والواقعة على بعد 12 كم شمال غرب زنجبار.
وقالت مصادر محلية في جعار لـ «الاتحاد»، إن عددا من مقاتلي “أنصار الشريعة” أعلنوا عبر مكبرات الصوت وهم يمرون في شوارع البلدة، عفو الجماعة عن الجنود الأسرى، وإطلاق سراحهم اليوم الأحد.
وجاء هذا القرار، عقب وساطة قام بها العشرات من أهالي الجنود، الذين أُسروا، في الرابع من مارس الماضي، إثر معارك عنيفة مع “القاعدة” خلفت أكثر من 185 قتيلا من الجنود. وأوضحت المصادر السابقة أن جماعة “أنصار الشريعة” استقبلت في مدرسة حكومية بالبلدة، “أهالي الأسرى الذين توسلوا قادة الجماعة بإفراج عن ذويهم”.
وأعلن الزعيم القبلي الجنوبي البارز، فهيم أحمد العوذلي، استعداده لدفع فدية مالية لجماعة “أنصار الشريعة” مقابل إطلاق سراح الجنود الـ73، حسب مصدر قبلي تحدث لـ«الاتحاد». وأوضح المصدر أن العوذلي أبدى استعداده دفع الفدية المالية “نظرا لعدم استجابة الحكومة لمطالب (القاعدة) بالإفراج عن معتقليه في سجون المخابرات”.
بالمقابل، نفى محافظ محافظة أبين، جمال العاقل، إجراء “أي مفاوضات” مع تنظيم القاعدة بشأن الجنود الأسرى.
وقال العاقل، في تصريح لموقع وزارة الدفاع اليمنية، إن “القوات المسلحة ستواصل ومن دون هوادة الحرب ضد العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة حتى يتم تطهير محافظة أبين وبقية المحافظات التي توجد فيها تلك العناصر وتخليص المجتمع من شرورهم”، مشيرا إلى مقتل وجرح العديد من عناصر التنظيم في معارك مع الجيش “في جميع محاور محافظة أبين” خلال الـ24 الساعة الماضية.
وأفاد سكان محليون في بلدة “أمعين”، لـ«الاتحاد» بأن الطيران الحربي شن صباح امس غارة جوية على مواقع مفترضة لتنظيم “القاعدة” في البلدة، التي تتبع إداريا مديرية “لودر” شمالي أبين.
وأوضحوا أن صاروخين سقطا على منزل ومحلي تجاري وسط البلدة، ما أدى إلى احتراق المنزل، الذي غادره ساكنيه قبل أيام، مشيرين إلى أن الغارة أسفرت عن مقتل وجرح عدد من مسلحي “القاعدة”، فيما شوهد بعضهم يغادرون موقع الانفجار.
كما أسفرت الغارة عن إصابة شخص يملك ورشة حدادة واقعة بالقرب من المنزل المستهدف.
وقُتل تسعة مسلحين متشددين، الليلة قبل الماضية، في كمين مسلح لمليشيات قبلية شرقي محافظة أبين، حسبما أفات مصادر محلية. وأوضحت المصادر أن تسعة متشددين قتلوا في كمين استهدف سيارة، كانت تقل عناصر تنظيم القاعدة، في منطقة “العرقوب” بالقرب من بلدة “شقرة” الساحلية، شرقي مدينة زنجبار، عاصمة أبين، التي اقتحمها الجيش اليمني، قبل أيام، بعد 11 شهرا من سقوطها بأيدي مقاتلي “أنصار الشريعة” المتشددة والمرتبطة بتنظيم القاعدة”.
إلى ذلك، اغتال مسلحون مجهولون، يشتبه بانتمائهم إلى تنظيم القاعدة، صباح أمس السبت، ضابطاً بجهاز الأمن السياسي (المخابرات) في محافظة لحج جنوبي البلاد.
وقال مسؤول محلي في لحج لـ«الاتحاد»، إن مسلحين كانا على متن دراجة نارية، أطلقا الرصاص على الضابط بجهاز الأمن السياسي، ياسر عبدالقوي عوض، أثناء مروره في أحد شوارع مدينة الحوطة، عاصمة محافظة لحج الجنوبية، مشيرا إلى أن الضابط “فارق الحياة” خلال نقله إلى مستشفى “ابن خلدون”، القريب من مكان الهجوم.
المصدر: صنعاء
عدد اليوم
