الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

73 مليون مشارك منتظم وفعّال.. و9 ملايين يحبون اللعبة

73 مليون مشارك منتظم وفعّال.. و9 ملايين يحبون اللعبة
28 ديسمبر 2009 01:39
«مرحباً أيها المزارعون!» عبارة يتوجّه بها مصممو لعبة «فارم فيل» إلى اللاعبين الـ 73 مليون و35 ألفاً و58 على فايسبوك أو تويتير. فهذه اللعبة من تصميم شركة زينجا Zinga الأميركية، وتستخدم فايسبوك وتويتير في حصاد اللاعبين الذين يتحولون إلى مزارعين يتنافسون لبناء مزرعتهم وإدارة شؤونها، وممارسة الأعمال المتعلقة بها وجني الأموال الافتراضية منها لتكبير حجم أعمالهم أو لشراء المزيد من الحيوانات والبذور لمزيد من الخير الافتراضي. ولم يكتف المصممون بالعدد الهائل المشارك باللعبة، إنما صار للعبة صفحة خاصة من خلال فايسبوك للمعجبين، وكل اللاعبين المنتظمين والفعالين الذين ذكرنا عددهم، معجبون باللعبة ولكن حتى تاريخ إعداد التحقيق فقد بلغ عددهم نحو 9 ملايين معجب. «معجبو فارم فيل» المزرعة يصنعها اللاعب وينميها وفق جهوده الخاصة، وجهوده هذه تتمثّل في الجلوس لساعات ربما يومياً للعب بواسطة الإنترنت، والمنافسة في اللعبة يعتبرها البعض ومنهم بعض المعجبين بها، منافسة شريفة، لا حرب فيها ولا تدمير، إنما سباق على المستويات التي يصل إليها اللاعب وخوض مباريات من مثل «من سيحظى بجائزة أجمل مزرعة».. ويعلن المصممون في موقعهم الرسمي عن هدفهم وهو ترويج الألعاب الاجتماعية على أنواعها. ومن الطبيعي أن تبغي الشركة الربح من خلال ألعابها، غير أنه بوسع اللاعب إذا لم يرد دفع مال حقيقي ألا يفعل فيتابع اللعبة، ولكن ثمة لاعبين اشتكوا في موقع «معجبي فارم فيل» من عدم توافر المساحة اللازمة لهم لوضع الحيوانات التي لديهم أو لزراعة البذور الإضافية التي حصلوا عليها، إذ أن ثمة طريقا مسدودا يصل إليه من يتعدى مستوى معينا في اللعبة أو من تجاوز مرحلة معينة، حيث سيجد نفسه وقد نمت أعمال مزرعته وزاد عدد الحيوانات التي يملك، في حين أن المساحة المتوافرة ضئيلة نسبة لهذا التطور في الأعمال. من بين اللاعبين، حاولنا رصد الآراء، والاطلاع أكثر على هذه اللعبة التي تمكنت من الرواج بسرعة، والتي من دون شك توجه دعواتها للمشاركين في فايسبوك للمشاركة في لعبها بشكل دوري من خلال الأصدقاء على الصفحة الخاصة أو من خلال الإعلان عن هذه اللعبة التي باتت من ضمن تطبيقات فايسبوك، ولكنها ليست تابعة له. من رصيد أمواله يتحدث خالد عثمان عن لعبة فارم فيل التي يلعبها باستمرار وبشغف أوصله إلى مستوى عال فيها من دون أن يدفع من ماله الخاص أي قرش، ويقول «على اللاعب أن يدفع إذا كان يريد شراء ما يفوق ثمنه العملة التي يمتلكها أو التي حصل عليها من خلال الزراعة والحصاد، وبوسعه أن يشتري ما يريد من سوق خاص بالمزرعة من الحيوانات إلى البيوت والديكورات المتنوعة ومنها الخاص بالمناسبات، فبوسعي مثلا وضع الثلج في مزرعتي في هذا الفصل. لقد اشتريت شجرة الميلاد والتي تأتي صغيرة وتكبر مع كل عدد محدد أتلقاه من الهدايا من الأصحاب المشاركين في اللعبة. لذا لا أتردّد في إرسال طلب للهدايا منهم، فهي تكبر كي تصل إلى حجمها الطبيعي. لم أتحمّس لاستخدام بطاقة الائتمان أبداً خصوصاً أن بوسعي كسب الأموال الافتراضية عبر شراء البذور وزراعتها وانتظار نموها وحصادها». ويتحدث عن اللعبة «من الملفت أنني لست بحاجة مثلاً لسقي المزروعات أو إطعام الحيوانات، فكل شيء أحصل عليه من حليب من الحيوانات وفواكه ومزروعات متنوعة من دون عناية، إذ يكفي أن أشتري البذور والحيوانات فأبدأ بالاستفادة منها. بعض النباتات يحتاج إلى ست ساعات فقط لحصاده وبعضها لثلاثة أيام. إن غالبية أصحابي يلعبون «فارم فيل» من دون أن يدفعوا المال، ويكسبون المال الافتراضي عبر الزرع فيطوّرون أوضاعهم وينتقلون من مستوى إلى آخر. ثمة أنواع بذور ليس بالوسع شراؤها من السوق إلا إذا كنت قد وصلت إلى المستوى 37 وهو الأعلى لجهة شراء البذور». مساعدة من الزوجة سيزار باتيستا يتابع ما يجري في مزارع أصحابه في لعبة فارم فيل، ويعتقد أنه لا يزال في مستوى متواضع مقارنة بما وصلوا إليه. ولا يعرف باتيستا الدافع وراء اتجاهه لدخول اللعبة والاستمرار فيها، ويفكّر لبرهة قبل أن يقول «ربما لأنني أحب الزراعة (يضحك) وربما لتعبئة وقت الفراغ في المنزل أو للتنافس مع الأصحاب المشاركين في اللعبة». ويضيف «أهتم بجعل مزرعتي جميلة ولا أدفع فلساً واحداً لها من بطاقة الائتمان وكثير من أصحابي يفعلون المثل، لذا لا أعرف كيف يستفيد مبتكرو اللعبة». ينتظر باتيستا الذهاب إلى المنزل لتفقد مزروعاته لأن فايسبوك مقفل في العمل ولا يتمكن من الدخول إلى الموقع بسبب الإلهاء الذي قد يسبّبه للموظفين. وبما أنه يمتلك جهازي كومبيوتر في المنزل فإنه يجلس إلى واحد وزوجته إلى آخر، فهما يتعاونان في منح الهدايا وفي حصاد المزروعات. يمضي باتيستا نحو ساعة من الوقت يومياً للعب فارم فيل... تتجاهل اللعبة نازك فواز تشير إلى أنها تتلقى يومياً على صفحتها في موقع فايسبوك الإلكتروني كمّا هائلا من الدعوات للمشاركة في الألعاب الإلكترونية، ولكنني ـ تقول ـ أقاوم ولا أتجاوب مع هذه الدعوات. أضغط على مربع «تجاهل» ببساطة وأمضي، غير أنني ألاحظ مدى نشاط بعض الأصحاب على الإنترنت من خلال ما يقومون به مثلاً في فارم فيل، فكل ما يقومون به يبدو للعيان في الأخبار الجديدة، من مثل «فلانة اشترت بذوراً.. فلان زرع... فلان اشترى منزلاً... إلى آخره من النشاطات التي تتوالى بين دقيقة وأخرى، ما يثير دهشتي لأنني أتمنى لو كان لدي الوقت للمشاركة بأي شيء مسلٍّ». تعلن نازك أنها حسمت قرارها في أن تفعل ما هو أكثر من تجاهل الدعوات المماثلة، وهو إلغاء صفحة فايسبوك الخاصة بها. والسبب كما تقول «بات أي شخص يدخل ويرى صور الآخرين ويتصفح المعلومات وليس فقط الأصدقاء، وما أضعه خاصاً بالأصدقاء فقط خلال ضبط صفحتي، يتحوّل بين ليلة وضحاها إلى مشاع إذ تتغيّر خاصيات الضبط أوتوماتيكياً من فترة إلى أخرى». خاصية تصميم المزرعة ميرنا أبو زيد تعترف بأنها ومنذ خمسة أشهر «مجنونة» بلعبة فارم فيل خصوصاً أنها تتمتع بتزيين مزرعتها وتصميمها بشكل كبير. ولكنها تعلمت الدرس من لعبة أخرى سابقاً ولا تدفع من بطاقة الائتمان بل تقتنع بما تملك من مال افتراضي وتضيف إليه من الأعمال التي تنجزها في مزرعتها. تقول: «دفعت سابقاً في جمعية الحيوانات الأليفة» (Pet Society) نحو 150 دولاراً أميركياً، وبعدها توقفت عن ذلك حين وجدت أن ما أفعله لا معنى له وتبذير للمال من دون أن ننتبه». في بداية دخولها للمشاركة في لعبة فارم فيل كانت متحمسة جداً، لذا كانت تمضي يومياً من ساعتين إلى ثلاث ساعات. ومن ثم قلّلت من جلوسها للعب هذه اللعبة، ولكن حين تريد تغيير تصميم المزرعة وتزيينها تمضي نحو أربع ساعات متواصلة. جانب خيالي وإبداعي في ابتداع المزرعة الخاصة باللاعب من خلال فايسبوك نفسه، وجدت في صفحتي الخاصة أن 109 أشخاص من أصدقائي المسجلين يلعبون هذه اللعبة، فطرحت عليهم بعض الأسئلة، وحصدت كما هم يحصدون في فارم فيل، عدداً من الإجابات التي أبلغتهم عن نشرها، وهذه أبرزها: تقول حنان عيسى «بالنسبة للعبة فارم فيل تحديداً، هي المرة الأولى التي أتعلق فيها بلعبة على الإنترنت. هي لعبة جميلة وفيها فن إذ تترك مساحة لك في حرية الاختيار في زرعها وتزيينها كما تشائين، بالإضافة إلى أنها تحتاج إلى عناية والتزام». وتضيف «السبب الأهم بالنسبة لي، كلاجئة فلسطينية لا وطن ولا أرض لي، أنها المرة الأولى التي أشعر فيها بأن لدي أرضا «لي» أستطيع أن أهتم بها ولو في العالم الافتراضي». رولا الخطيب تعبر عن عدم ولعها بالألعاب، إنما بالنسبة لفارم فيل فهي تعيدها إلى الزمن الجميل حيث لا عنف ولا قتل ولا دم، إنما عيش في حلم في أحضان الطبيعة فترتاح نفسية اللاعب من دون أن يدري». شانتال صوايا، تحب هذه اللعبة لأنها لعبة بريئة، بحسب رأيها، «تساعد على استخدام الحس الإبداعي والجانب الخيالي من خلال ابتداع المزرعة الخاصة باللاعب، وإنبات الخضراوات الخاصة به والفواكه وسواها من المزروعات.. وهذا كله بالوسع تصميم عرضه وتزيينه على هوى اللاعب وذوقه الخاص». وتقول «إنها لعبة مسلية حين نمتلك وقت فراغ نمضيه عندما نكون في انتظار شيء ما أو في المطار أو محطات الباص أو في غرف الانتظار في العيادات الطبية. وبغض النظر عمّن اخترع هذه اللعبة، وما هي أهدافه، فإنها بالفعل لعبة مسلية وإلا لما كانت رائجة إلى درجة كبيرة كما هي الآن». ربى الحلو حاولت أن تفهم لما استحوذت هذه اللعبة على اهتمام الكثير من أصحابها على فايسبوك، وشعرت بأنها «إدمان» و»لعبة مسيطرة بما أن على اللاعب أن يزرع ويحصد في وقت محدد من قبل مصمّم اللعبة، وهذه الخاصية الأخيرة جعلتها تكره اللعبة كثيراً لشعورها بأن شخصاً وليس حتى شيئاً معينا يسيطر عليها». وترى أن لعبة فارم فيل تشبه سواها من الألعاب المتوافرة من خلال فايسبوك، وتساعد من تنقصه التعابير في اللغة الإنكليزية على أن يتعلّمها بما أن اللعبة تغصّ بها. ولكن هذا لا يعني أنها معجبة بها وتعتقد أن لعب فارم فيل مضيعة هائلة للوقت، ومع الوقت لن تبقى هذه اللعبة بالنجاح الذي تبدو عليه حالياً».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©