السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قاعدة عسكرية إيرانية في قطر.. فتنة كبرى

قاعدة عسكرية إيرانية في قطر.. فتنة كبرى
18 يوليو 2017 16:49
أحمد مراد (القاهرة) وصف خبراء عسكريون ومحللون سياسيون ما نُشر عن وجود مباحثات قطرية ــ إيرانية لتأسيس قاعدة عسكرية إيرانية في قطر بـ«مناورة سياسية»، تحاول قطر من خلالها أن تستفز جيرانها في الدول الخليجية الأخرى، ولاسيما الإمارات والسعودية والبحرين، وذلك رداً على المقاطعة العربية لها. واستبعد الخبراء والمحللون تنفيذ هذه الفكرة على أرض الواقع، مؤكدين أن القاعدة العسكرية الإيرانية لو وجدت على أرض قطر بالفعل، سيكون ذلك ضرباً من الجنون، ولوناً من ألوان الحماقة التي ترتكبها قطر في هذه الأيام. وحذر الخبراء من خطورة قيام قطر بتنفيذ هذه الفكرة المجنونة، والتي تشكل تهديداً خطيراً للأمن القومي العربي، وتثير القلاقل والاضطرابات في منطقة الشرق الأوسط، وتكون قطر بذلك قد زرعت فتنة كبرى، تهدد أمن وسلامة دول المنطقة. وكانت قناة «العالم» الإيرانية قد نشرت تغريدة في حسابها على موقع «تويتر»، أكدت فيه أن أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني بحث مع الرئيس الإيراني حسن روحاني إمكانية تأسيس قاعدة عسكرية إيرانية في قطر، وأبدى رغبة بلاده في تأسيس قاعدة عسكرية إيرانية في قطر، لتعزيز أمن واستقرار المنطقة، بحسب ما جاء في تغريدة القناة الإيرانية. اللواء جمال مظلوم، الخبير العسكري والاستراتيجي، أعرب عن دهشته من الأنباء التي ترددت عن بحث أمير قطر مع الرئيس الإيراني إمكانية تأسيس قاعدة عسكرية إيرانية في قطر، مؤكداً أنه يستبعد تماماً تنفيذ هذه الفكرة المجنونة على أرض الواقع، وقال: «لا يمكن لقطر وإيران أن ينفذا هذه الفكرة، وأعتقد أن ما نُشر عن هذا الأمر لا يخرج عن كونه مناورة سياسية، تحاول قطر من خلالها أن تستفز جيرانها في الدول الخليجية الأخرى، ولاسيما الإمارات والسعودية والبحرين، وتأتي هذه المناورة السياسية رداً على المقاطعة العربية لقطر». وأضاف: «الظروف السياسية والعسكرية التي تحيط بمنطقة الشرق الأوسط لا تسمح بأي حال من الأحوال بأن يكون هناك وجود عسكري إيراني في منطقة الخليج، ولي هنا أن أتساءل: كيف ستضم الدوحة قاعدة عسكرية إيرانية، في الوقت الذي يوجد على أراضيها أكبر القواعد العسكرية الأميركية، والتي بها القيادة المركزية وقيادة القوات الجوية الأميركية؟، وكيف ستسمح أميركا بوجود مثل هذه القاعدة الإيرانية بالقرب منها، خاصة أن مساحة دويلة قطر ضئيلة جداً، وهي مساحة لا يمكنها استيعاب هذا الكم من القواعد العسكرية؟، وفي تقديري فإن وجود عناصر من الحرس الثوري الإيراني في الدوحة أمر لن تقبل به أميركا، حفاظاً على حساسية وسرية قواعدها العسكرية، لأن الوجود الإيراني يعني أنه بإمكان طهران التجسس على القوات الأميركية ومعرفة تحركاتها، ولهذا كله أستبعد تماماً فكرة أن تضم قطر قاعدة عسكرية إيرانية». وتابع اللواء مظلوم: «يبدو أن قطر وإيران تحاولان الآن ترويج العديد من الأكاذيب لممارسة ضغوط على دول المقاطعة، تستطيع من خلاله أن تخرج قطر من الأزمة الحادة التي تعيشها منذ أن أعلنت بعض الدول العربية والإسلامية قطع علاقاتها السياسية والدبلوماسية والاقتصادية مع الدوحة». وقال: «أما لو افترضنا أن هناك رغبة قطرية حقيقية لإنشاء قاعدة عسكرية إيرانية على أراضيها، فإن هذا الأمر سيشكل تهديداً خطيراً للأمن القومي العربي، حيث أن هذا الأمر من المتوقع أن يثير القلاقل والاضطرابات في منطقة الشرق الأوسط، وتكون قطر بذلك قد زرعت فتنة كبرى تهدد أمن وسلامة دول المنطقة». أما الخبير الاستراتيجي والمحلل السياسي، د. مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، فقال: «شعرت بصدمة كبيرة عندما قرأت الخبر الذي نشرته قناة «العالم» الإيرانية عبر حسابها على موقع «تويتر» عن بحث أمير قطر مع الرئيس الإيراني إمكانية تأسيس قاعدة عسكرية إيرانية في قطر، وأعتقد أن هذا الأمر، لو تم بالفعل على أرض الواقع، سيكون ضرباً من الجنون، ولوناً من ألوان الحماقة التي ترتكبها قطر في هذه الأيام». وقال: «إنشاء قاعدة عسكرية إيرانية في قطر هو أمر لا يتوافق مع وجود قواعد عسكرية تركية وأميركية، وليس من مصلحة قطر أن يكون لإيران قاعدة عسكرية على أراضيها، خاصة أن أصلاً من أصول الأزمة الخليجية والعربية مع قطر الآن هو العلاقة المشبوهة التي تجمع بين قطر وإيران، والتي تأتي بالتأكيد على حساب مصالح واستقرار الدول الخليجية والعربية». وأضاف: «صحيح أن هناك علاقات تجارية واقتصادية وسياسية ودبلوماسية تنامت بشكل كبير بين الدوحة وطهران، وهناك موانئ إيرانية مفتوحة أمام قطر لنقل المواد الغذائية من إيران لقطر، لكن تنامي العلاقات العسكرية بين قطر وإيران لدرجة أن توجد قاعدة عسكرية إيرانية في قطر، فهذا الأمر لا يمكن استيعابه، وأعتقد أنه لا يمكن تنفيذه على أرض الواقع، وفي الحقيقة أن هذا الأمر، تأسيس قاعدة عسكرية إيرانية في الدوحة، يعتبر ضد قطر نفسها، إذ كيف ستضع قاعدة عسكرية إيرانية إلى جانب القاعدة العسكرية التركية والقاعدة العسكرية الأميركية، فبالتأكيد هذا الأمر لا يمكن أن يتم أبداً، ولاسيما وأن مساحة قطر لا تسمح بهذا الكم من القواعد العسكرية الأجنبية». وتابع غباشي: «قد يكون هناك مبرر لقيام قطر باستضافة قاعدة عسكرية تركية على أراضيها، وذلك بناء على اتفاقية الدفاع المشترك الموقعة بين الدوحة وأنقرة في عام2014، والتي على أساسها تأسست القاعدة العسكرية التركية في قطر، ولكن ليس هناك أي مبرر حتى تستضيف قطر قاعدة عسكرية إيرانية، فهذا الأمر، لو تم، سيكون بمثابة صدمة وهزة كبرى تصيب مختلف دول المنطقة العربية، والتي سوف تصبح على صفيح ساخن، لأن قطر بهذه الجريمة الكبرى سوف تجمع على أرضها جميع الأعداء الذين يستهدفون خيرات المنطقة الخليجية». وبرؤية أخرى، أوضح اللواء نبيل ثروت، الخبير العسكري والاستراتيجي، ووكيل جهاز المخابرات العامة المصرية الأسبق، أن إنشاء قاعدة عسكرية إيرانية في قطر قضية تخص، في المقام الأول، مجلس التعاون الخليجي الذي بالتأكيد لن يقبل هذا الأمر، وسيرفض هذه الخطوة التي تتحدث عنها قطر، وذلك لأن هذه القاعدة سوف تتسبب في إحداث أزمات سياسية وعسكرية كبيرة في المنطقة العربية. وقال: «بالتأكيد إيران تحاول أن توجد سياسياً وعسكرياً في العديد من العواصم العربية، وقد نجحت في أن يكون لها قدم في بيروت ودمشق وصنعاء وبغداد، وذلك بمعاونة المليشيات المسلحة التي تقدم لهم إيران دعماً مالياً وعسكرياً لتنفيذ الأجندة الإيرانية في المنطقة العربية، وفي هذا الإطار تأتي محاولات إيران لتقوية علاقاتها مع قطر، مستغلة ظروف المقاطعة العربية للدوحة، ويبدو أن النظام القطري وقع في فخ وشباك الصياد الإيراني، والذي يعمل على تنفيذ مخططات تخريبية في دول المنطقة العربية والخليجية كافة حتى يبسط نفوذه في منطقة الشرق الأوسط كله، وهو الأمر الذي يساعده في مواجهته مع الولايات المتحدة الأميركية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©