الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

5 ملايين دولار من شركات «بن همام العقارية» لـ 30 اتحاداً أفريقياً

5 ملايين دولار من شركات «بن همام العقارية» لـ 30 اتحاداً أفريقياً
18 يوليو 2017 00:14
أبوظبي (الاتحاد) وضع بن همام نصب عينيه العديد من رؤساء الاتحادات في إفريقيا وآسيا والذين رأى فيهم الرغبة للمال. وتمثلت التعقيدات الأولى في وجود 3 دول آسيوية تسعى لاستضافة المونديال هي أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية، أما بالنسبة لأصوات أعضاء أميركا الجنوبية وعلى الرغم من فساد بعضهم، إلا أن الحصول على أصواتهم كان صعباً، إذ كانوا بحاجة إلى الكثير من الصبر. أما في أوروبا، فكان الأوروبيون بمنأى عن الأزمات المالية لكن أكثر ما يميزهم أنهم يصوتون فرادى على عكس القارات الأخرى التي كانت تتفق وبشكل جماعي على هوية الدولة المرشحة، بينما كان لميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي طريقة أخرى لاستمالته وذلك عبر ساركوزي. وبدأت رحلة بن همام لشراء الأصوات من كوالالمبور وبالتحديد من مقر الاتحاد الآسيوي إذ كلف مساعده محمد المحشادي بسحب مبلع 200 ألف دولار للإنفاق على تكاليف الدعوة التي وجهها لأعضاء الاتحاد الإفريقي بعد اجتماع الاتحاد الدولي الذي أقيم في سيدني، الدعوة كانت تشمل التكاليف والإقامة بالإضافة إلى مظاريف مغلقة كمصروف للجيب كما لجأ بن همام لاستمالة قلوب الأفارقة إلى صديق يدعى أماندجيوديالو الذي كان يتمتع بعلاقات صداقة بمعظم رؤساء الاتحادات الإفريقية والذي بعد عودتهم إلى إفريقيا أمر بن همام بتحويل مبالغ مالية إلى حساب رئيس اتحاد الكرة في بنين إضافة إلى رؤساء اتحادات أخرى لتنهال الرسائل بعدها على بن همام من كل صوب في إفريقيا تشكره على حفاوة الضيافة وعندها بدت إفريقيا جاهزة للغزو القطري. وفي أكتوبر من عام 2008 كرر بن همام دعوته لكنه كان أكثر سخاء حيث شملت الدعوة رؤساء الاتحادات وزوجاتهم وعائلاتهم فقد كان كل شيء مدفوعاً مقدماً إلى جانب تخصيص مبلغ خمسة آلاف دولار لكل ضيف عدا عن الهدايا التي غمرت الضيوف، مما ساهم في تأسيس شبكة متينة من العلاقات. بعد ذلك بعث سي ميمين نائب رئيس الاتحاد الإفريقي برسالة إلى بن همام طلب فيها تمويل رحلة حج له ولزوجته وعلى الفور تم تحويل مبلغ 22 ألف دولار لتغطية مصاريف الرحلة، وطلب رئيس اتحاد سوازيلاند آدم مثيثوا مبلغ 30 ألف دولار بدعوى أنه خرج لتوه من مجال السياسة ولم يحصل على معاشه بعد، حيث تم تحويل المبلغ له، وذلك في فبراير من عام 2009 وهو ذات الشهر الذي أعلنت فيه قطر ترشحها رسمياً لاستضافة المونديال، فكانت أول رسالة إلكترونية يتلقاها بن همام وقتها من فضل الحسين رئيس اتحاد جيبوتي يقول فيها: «صديقي العزيز سعدت كثيراً بما سمعت وأنا معك حتى النهاية ومتأكد من أن الصومال والسودان وجيبوتي واليمن سيدعمونكم في مساعيكم إذ يمكنكم الاعتماد علينا في تلك الحرب التي ستخوضونها». الكاتبان البريطانيان بليك وجوليبريت يبرران حماسة رئيس الاتحاد الجيبوتي بأنه كان نتاجاً طبيعياً بعد حصوله على مبلغ 30 ألف دولار كنفقات علاجية من بن همام، في حين حصل رئيس الاتحاد الصومالي على مئة ألف دولار أودعت في حسابه البنكي. وأظهرت وثيقة أخرى في 18 يوليو 2009 تحويلاً بنكياً بقيمة 10 آلاف دولار لسيدي كتينيه رئيس اتحاد جامبيا والذي جاءه من عائشة محمد عبدالله وهي ابنة بن همام حيث كشفت تلك الوثيقة بالذات حقيقة التحويلات التي كانت تأتي من فروع شركة محمد بن همام العقارية بالدوحة، وبحسب الوثائق فإن بن همام دفع على مدار العامين السابقين للتصويت ما يقرب من خمسة ملايين دولار لمسؤولين في ثلاثين اتحاداً إفريقياً. وبعد اجتماع اللجنة العليا للفيفا في جزر الباهاماس عام 2009 أرسل الجامبي كتينيه من جديد لبن همام يطلب فيها مساعدات مالية أخرى ليرسل الأخير مبلغ 10 آلاف دولار وبعد أيام قليلة أرسل مانويل ديندي رئيس اتحاد ساو توميه بطلب مبلغ 230 ألف دولار بدعوى بناء مؤسسات رياضية في بلاده رغم أن اتحاده لم يكن له صوت، ليطلب بن همام من مساعديه إرسال مبلغ 60 ألف فقط، فيما حصل رئيس اتحاد ساحل العاج من أحد الحسابات الخاصة ببن همام على مبلغ 22 ألف دولار في يوليو 2009. المرحلة الثانية من خطة بن همام كانت الأكثر صعوبة إذ كان عليه أن يستميل النجم الألماني فرانز بكنباور صاحب التأثير الكبير في اللجنة التنفيذية بالفيفا ولأن بن همام كان قد ساعده في حملة بلاده لاستضافة بلاده لمونديال 2006 فلم يكن عليه سوى أن يطلب من بكنباور رد الجميل، حيث قام بدعوة الأخير ومعه مساعده رادمان لزيارة الدوحة. كما تم تحويل مبالغ مالية إلى ماري مارتينيز زوجة رئيس الاتحاد الفلبيني، ودفع بن همام المصروفات الجامعية لابنة رئيس اتحاد منغوليا جانبولد بويانميك. بحلول ديسمبر من عام 2009 قرر بن همام أن يلقي بأوراقه كاملة، ووجه الدعوة للأربعة الكبار أصحاب الأصوات وأعضاء الاتحاد الإفريقي لزيارة الدوحة حيث كان همه الأكبر هو أن يعود هؤلاء من قطر وهم مدينون لبلاده وبالفعل بدا على عيسى حياتو رئيس الاتحاد الإفريقي والنيجيري آموس أدامو الرضا بعد أن تم تحويل مبلغ 400 ألف دولار إلى كلا الاتحادين كما حصل جاكوبس أنوما رئيس اتحاد ساحل العاج على مبلغ 400 ألف دولار وحصل بعدها على مبلغ مماثل في العام التالي قبل أشهر من التصويت، فيما أعلن الاتحاد الإفريقي توقيعه صفقة مع «حملة قطر 2022» لرعاية الاجتماع السنوي في 2010 بقيمة مليوني دولار وهو ما يعني أمراً واحداً أن الأفارقة باتوا في جيب قطر. ويشير الصحفي البريطاني جوليبريت إلى أن قطر عرضت على ابن أحد المصوتين آموس أداموا النيجيري مبلغ مليون جنيه استرليني لإقامة حفل عشاء قبل كأس العالم في جنوب إفريقيا رغم أن كلفة العشاء لوحده كانت 20 ألف جنيه وهذا الأمر بدا كرشوة على حد وصفه. وكانت فيدرا الماجد القطرية الجنسية التي تعيش في الولايات المتحدة والتي تم الاستعانة بها للترويج للملف القطري اعترفت بأنها قدمت رشوة لعيسى حياتو قيمتها مليوني دولار حيث رفعت دعاوى قضائية اعترفت خلالها بتقدميها الرشوة إلى جانب الكم الهائل من المبالغ المالية التي تم دفعها رشاوى لأشخاص آخرين مما جعلها عرضة للتهديد بالقتل وهو ما دعاها إلى التقدم بطلب لحمايتها من هذه التهديدات. أما عن الرشاوى الأخرى التي دفعها بن همام فتشير التقارير والوثائق إلى أنه التقى النجم الليبري جورج وياه في يناير من عام 2010 وبعدها بأيام صب مبلغ 50 ألف دولار في حساب الأخير، كما حصل رئيس اتحاد طاجكيستان على نفس المبلغ أما رئيس الاتحاد النيبالي فحصل على 115 ألف يورو في حسابين منفصلين. وبعد أن ضمن بن همام أن تتخطى بلاده المرحلة الأولى من التصويت اجتمع برؤساء اتحادات استراليا واليابان وكوريا الجنوبية التي تقدمت بعروض لاستضافة مونديال 2022 حيث كان مطلبه ضرورة بقاء القارة الآسيوية موحدة وبأن يكون التصويت الجماعي لصالح الدولة الآسيوية التي تدخل المرحلة الثانية من التصويت كان يعلم أنها قطر وليس أي دولة سواها بعدما اشترى هذا الكم الهائل من الأصوات الآسيوية. إحدى الرسائل الإلكترونية مع رجل الأعمال التايلاند سيم هونج تشي تكشف عن مساعي بن همام لترتيب لقاء ما بين سيم هونج تشي ونائب رئيس الوزراء القطري المسؤول عن قطاع الطاقة لإبرام صفقة غاز ضخمة بين البلدين بمئات الملايين من الدولارات حيث وافقت قطر على تخفيض السعر مقابل الحصول على صوت تايلاند وحضر الاجتماع ممثلو شركة بي جي تي للغاز الحكومية التايلاندية وممثلون عن شركة غاز قطر الحكومية إلى جانب خالد بن حمد العطية وعبد العزيز بن أحمد المالكي وبالرغم من عدم الإعلان الرسمي عن الصفقة ألا أنه وبعد الاقتراع وفوز قطر بتنظيم المونديال بخمسة أشهر بدأت شحنات الغاز القطرية تتدفق إلى الموانئ التايلاندية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©