الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تراب من الجنة!

تراب من الجنة!
28 ديسمبر 2009 01:49
اعترض أحد طلاب السنة الرابعة من المرحلة الابتدائية المتميزين بأدب جم على درجة الامتحان الفصلي لمادة «التعبير» عندما تسلم من أستاذ اللغة العربية ورقة إجابته، وفوجئ بأن درجته فيها«8 من 10» فقط، وقال لأستاذه: « لو سمحت يا أستاذ.. درجتي 8 فقط، رغم أن حضرتك لم تؤشر فيها على أي خطأ في القواعد أو الإملاء ..!» فرد الأستاذ:» نعم..أنقصت منك درجتين فقط .. ليس هناك من يستحق الدرجة الكاملة في التعبير»، فرد الطالب بحزن يغلف نبرة صوته:» كنت أنتظر أن أحصل على الدرجة كاملةً»، فلم يود المدرس أن يحرج تلميذه أمام أقرانه باعتباره أحد الطلاب النابهين، وقال بلغة مغلفة بالمزاح: «إن أحضرت تراب الجنة سأعطيك الدرجة كاملة!»، وذلك من باب الإشارة إلى استحالة حصول أي طالب على الدرجة كاملة في التعبير. رجع الطالب إلى بيته وهو مهموم ويفكر فيما حدث، واذا به في اليوم التالي يدخل الصف وفي يده كيس مليء بالتراب، وأعطاه لأستاذه. فسأله: « ماهذا؟»، فأجابه بثقة: « إنه تراب الجنة كما تريد ياأستاذ!». فقال له:» من أين لك به؟ وكيف حصلت عليه؟». أجاب:» المسألة أسهل مما كنت أتصور.. فقد ترقبت أمي حتى خرجت إلى الحديقة، وانتظرت حتى مشت على أرض ترابية.. ومن ثم قمت وجمعت بعضاً من التراب الذي مشت عليه في هذا الكيس.. لأنك سبق أن أخبرتنا وشرحت لنا مكانة ودور الأم كما ورد في الحديث الشريف.. وقلت لنا: «إن الجنة تحت أقدام الأمهات.. فاعتبرت التراب الذي مشت عليه أمي تراباً من الجنة!». فاندهش الأستاذ من منطق تلميذه وحجته، وعدّل درجته في التعبير، وأعطاه الدرجة كاملة تقديراً لذكاء تلميذه، وحسن تصرفه! دروس عديدة يمكن لنا كآباء وأمهات ومربين أن نستلهمها ونستحضرها من هذه القصة، ولعل أهمها- كيف يمكن لنا أن نوظف ونستفيد ونستلهم من تراثنا الديني، وإرثنا الحضاري والتاريخي الكثير من مفردات القيم، والدروس الأخلاقية والخلقية- لنغرسها في نفوس أبنائنا الصغار بأسلوب تربوي سليم وسهل وسلس، ليقتنعوا بها، ويعيشوها، ويترجموا أبعادها بفهم ووعي وقناعة وحب، ولتصبح هذه القيم السلوكية الإيجابية جزءاً متأصلاً من شخصياتهم، ونشأتهم وثقافتهم، ولا أظن أن هناك وسيلة أخرى تحميهم وتصونهم وتقيهم شر الرياح الثقافية المسمومة سوى العودة إلى هذه الجذور. المحرر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©