الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أفكار جبارة لتنمية قارّة

أفكار جبارة لتنمية قارّة
28 ديسمبر 2009 01:54
ربما على سبيل الإحساس بالانتماء للإنسانية، وتذكير انفسهم بأنهم ما زالوا مقيدين على قائمة البشر. وربما لمصالح استعمارية أو اقتصادية بحتة، وربما وربما وربما.. لكنهم يجتمعون -أقصد الدول الغنية- ويهددوننا بدعم أفريقيا بلا هوادة، ويتحدثون عن تخفيض ديون.. مشاريع.. منح.. أعطيات وخلافه، ويتم عادة تحديد المبلغ التقريبي -عادة- بالمليارات، ولا يصل منها في النهاية سوى الملايين أو الآلاف فقط لا غير. لم نسمع أن أطفال أفريقيا نشفت ألسنتهم وهم يلهجون بالدعاء للسادة الكبار، فهم لم يعرفوا أصلا بالقصة ولم ولن تصلهم خيرات هذه القرارات، وما كان سوف يكون، وسوف تختفي المليارات قبل وصولها بين بيروقراطية الدول الكبرى وفساد الحكومات، بين خبراء أجانب مفترضون وبين أعوان أفارقة يختصون بالاستيلاء على المعونات بمشاركة وموافقة السلطات الرسمية. كيف يمكن إذا تنمية وتطوير أفريقيا وإخراجها من دياجير الجهل والمرض والطفر وقلة الزفر؟ وكيف يمكن تحويل الأموال إلى مشاريع إنتاجية قادرة على انتشال الإنسان الأفريقي من وضعه البائس اليائس؟ يوريكا.. يوريكا (على طريقة أرخميدس أبو السائل المزاح) يعني وجدتها.. وجدتها. أقصد أنني وجدت طريقة لتنمية أفريقيا دون «إجميلة حدا» لا الدول الثماني ولا مجموعة السبعين ولا صندوق النقد الدولي ولا بسطار البنك الدولي. طريقتي بسيطة وسهلة وتعتمد على إقناع اليهود بأن لهم حقوقا تاريخية في أفريقيا، وأن يهود الفلاشا -مثلا- هم يهود لوحتهم شمس أفريقيا وهم يحمون خاصرة الامبرطورية اليهودية، وأن أفريقيا هي الباحة الخلفية لإسرائيل ومزرعة موزها وسلة غذائها. واليهود ليسوا بحاجة إلى الإقناع بهكذا سواليف، وما أسرع ما يرسل نتنياهو كتيبة من جيشه ليحتل موطىء قدم في القارة السوداء . هنا تبدأ القصة، فما أسرع ما يجتمع الكونغرس الأميركي ويقر جدول مساعدات عملاقة للدولة الفتية، ويشرع بالاتصال مع دول الجوار الأفريقي ويسقط حكومات ويلغي دولا وينشىء دولا أخرى ليبني زنارا من الحكومات غير المعادية للدولة الفتية، ولا يتأتى هذا إلا برشوة الحكام وبناء تنمية مشوهة وأسواق استهلاكية. وسرعان ما يبدأ التنافس الدولي على النفوذ في أفريقيا الصين من جهة وفرنسا من جهة..اليابان من جهة وأوروبا من أخرى.. وهكذا تشتعل الحركة السياسية والاقتصادية وينشغل مجلس الأمن ويصحو الفيتو الأميركي من كسله، حركة الطائرات والمطارات والبحث عن النفط وملاحقة الارهابيين ودعوة الجانبين إلى التزام الهدوء وضبط النفس واتهام بعض المنظمات الأفريقية بمعاداة السامية، وإنكار المذابح النازية ضد يهود أوروبا وحروب قصيرة المدى وجسور جوية ومستوطنات ومستعمرات تنمو كالفطر وتنظيمات ثورية ويمين ..يسار.. وسط.. وهز وسط، وحرب أخرى قصيرة المدى، ثم محادثات سلام في جنيف، ثم في مدريد، ثم في أوسلو. أسمرة- مدغشقر أولا.. ثم تفاهمات شرم الشيخ وخرائط طريق وخرائط طحين. ويستمر الحراك ويتم إلزام الدول الأكثر غنى في أفريقيا بدعم الدول الأكثر فقرا..سياسة أمر واقع واهتمام عالمي واسع بما جري في أفريقيا. الشعب لا شك سوف يستفيد ويتنغنغ على المساعدات العالمية و»بقج» هيئات غوث اللاجئين وكرتات المؤن، وأكياس الطحين القادمة على سبيل المساعدة المقدمة من الشعب الأميركي للمناطق المنكوبة.. الأكياس ناعمة وتصلح بعد تفريغها لتحويلها إلى دشاديش لأطفال أفريقيا العراة . طريقتي في تنمية أفريقيا مجربة تماما.. تذوقوها وتمتعوا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©