السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

مواجهة المشكلات لا القفز فوقها

3 مايو 2011 22:37
عودة بالذاكرة إلى الوراء وإلى قبل 27 سنة منذ أن أعاد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية تشكيل مجلس إدارة اتحاد كرة القدم بعد المشاركة في الدورة السابعة لكأس الخليج بمسقط عام 1974، وفي الاجتماع الأول لمجلس إدارة الاتحاد تحدث سموه عن خططه وبرامجه التي من شأنها الارتقاء بكرة القدم الإماراتية لبلوغ العالمية. قال سموه في ذلك اليوم مخاطباً إخوانه أعضاء مجلس الإدارة: إنني أدعوكم لمواجهة المشكلات مهما كان حجمها.. ولا تقفزوا فوقها أو ترجئوها أو تتجاهلوها وتهربوا من الواقع، لأن في ذلك ضياعاً للوقت والجهد وحياداً عن بلوغ الأهداف وفقداً لمصداقيتكم، وأضاف: هذا لا يعني أن الطريق أصبح ممهداً، وإنما ستظهر لكم مجدداً وقد يصعب عليكم حلها حينما تتفاقم. وفعلاً عمل سموه ومجموعته التي اختارها لتعمل معه وفق هذا التوجه منذ اليوم الأول.. ثم بدأ يتابع العمل بشكل مباشر يواصل الليل بالنهار، وكان على اتصال دائم بالأعضاء المكلفين بالمهام في الوقت الذي لم يكن للهواتف المحمولة وجود، إلا أن ذلك لم يثن سموه عن متابعة الأعمال اليومية للاتحاد باللقاءات المباشرة شبه اليومية وفي كل المواقع والمناسبات، على هامش تدريبات المنتخبات ومبارياتها وعلى هامش مباريات الدوري والكأس، وكلما سنحت فرصة اللقاء، وكان هاجسه الأول كرة الإمارات بأنديتها ومنتخباتها والعمل اليومي للاتحاد ولجانه العاملة. وفي غضون 6 سنوات من هذا العمل ووفق هذا التوجه استطاع منتخب الإمارات بلوغ العالمية بالتأهل لنهائيات كأس العالم في إيطاليا عام 1990 ووضع كرة الإمارات على الخريطة العالمية، وأصبحت واجهتها المشرقة في المحافل الدولية، كل ذلك بفضل سياسة مواجهة المشكلات، والحرص على تذليل الصعاب وحل ما يمكن حلها وفق الإمكانات وفي إطار العمل الرياضي والنظم واللوائح المعتمدة، والعمل بروح القانون بما لا يتعارض والمصلحة العامة لرياضة الإمارات. إن ذكر هذه الحقائق في هذه الأيام ليس للانتقاص من مكانة القائمين على شؤون رياضتنا وكرتنا لأن من يقودون المسيرة حريصون على خدمة رياضتنا وأهدافها الاستراتيجية في بلوغ المراتب العليا في منظومة العمل الرياضي، وإنما للتاريخ الذي يجب أن يقر بالسياسة الحكيمة التي نهجها سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان منذ اليوم الأول لتوليه قيادة مسيرة كرة القدم الإماراتية ويقتدي بها الآخرون في استكمال المسيرة وتكرار تحقيق الإنجاز الأهم في مسيرتنا الكروية. وما يحدث الآن من تأجيل وترحيل وتجاهل للكثير من القضايا التي تطرح على الساحة الرياضية، من مطالبة بزيادة عدد اللاعبين الأجانب، وتقليصهم، والاستعانة بحكام من الخارج من عدمها، وزيادة عدد فرق دوري المحترفين والنظر في عملية الهبوط والصعود والمشاكل الأخرى.. كل هذه الأطروحات في حاجة ماسة للنظر فيها واتخاذ قرار بشأنها حتى لا نترك مجالاً للتأويل والاجتهاد الذي ينعكس سلباً على مسيرتنا الرياضية، ويكفينا ما تعرضنا له من تردد في المشاركة بالصف الأول في كأس الخليج التاسعة في الكويت بعد صعودنا لنهائيات كأس العالم لدواع سياسية، والنتائج الهزيلة التي خرجنا بها في تلك البطولة وتداعياتها على معنويات المنتخب بعد ذلك، فلنعمل بفلسفة بوسلطان في إدارة شؤوننا الرياضية وليكن أسلوب سموه منهاج حياتنا الرياضية، وما النتائج المشرفة التي حققها فريق الجزيرة بتتويجه بطلاً لكأس رئيس الدولة واقترابه من درع الدوري إلا حقيقة ما ذهب إليه سموه في قيادته لاتحاد الكرة في عصره الذهبي. Abdulla.binhussain@wafi.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©