الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«المقاطعة» تدفع مونديال 2022 إلى «المجهول»

«المقاطعة» تدفع مونديال 2022 إلى «المجهول»
4 يونيو 2018 01:23
دبي (الاتحاد) بعد مرور عام على بدء المقاطعة الخليجية والعربية لدولة قطر نظراً لدعمها للإرهاب وتدخلها في الشؤون الداخلية للدول العربية، أصبح ملف مونديال 2022 على رأس الملفات المتضررة من تلك المقاطعة، حيث يتبقى ما يقرب من 4 سنوات على كأس العالم 2022، مما يجعل من فرضية استمرار المقاطعة أمراً وارداً، خاصة إذا لم ترضخ قطر لشروط المصالحة، وهي على الأرجح سوف تستمر لفترة طويلة في طريق المراوغة والهروب، ومن ثم يتعين عليها دفع الثمن باهظاً، خاصة في الملف الذي تعيش من أجله وهو كأس العالم 2022، والذي حصلت على حق تنظيمه في العملية الأكثر فساداً في تاريخ الرياضة العالمية على حد وصف الإعلام العالمي. (1) رشى وفساد المقاطعة العربية جعلت أزمات الملف القطري أكثر عمقاً، ودفعته إلى الطريق المجهول، فهو يعاني في الأساس من مشكلات حقيقية تهدد بسحب التنظيم من قطر، وعلى رأس الأسباب الرشى والفساد والتربيطات غير الشرعية في مرحلة ما قبل التصويت، ومرحلة التصويت، وما تلاها من شراء لصمت بعض الجهات والشخصيات، إلا أن الإطاحة بغالبية رجال الفيفا في السنوات الماضية، مع بقاء الملف الذي تسبب في الإطاحة بهم هو إحدى أكبر علامات الاستفهام في تاريخ الفيفا والكرة العالمية، في حين يقول جياني إنفانتينو رئيس الفيفا الحالي، إنه لا علاقة له بما حدث قبل توليه مقاليد الأمور. (2) عبودية العمال مع بدء العمل في المنشآت المونديالية بالدوحة تفاقمت أزمة العمالة، فقد سجلت المنظمات الحقوقية العالمية ممارسات أقل ما يقال عنها إنها عبودية العصر، حيث يتم جلب العمال من الدول الفقيرة، ودفعهم للقبول برواتب قليلة، والقبول بمكان إقامة لا يتناسب مع آدميتهم، كما يعانون من العزلة في معسكرات خارج المناطق السكانية، فضلاً عن العمل في أوقات ارتفاع درجات الحرارة، مما أدى إلى ارتفاع نسبة الوفيات بصورة لم يسبق لها مثيل في أي مونديال أو دورة أولمبية، حيث يدفع 800 ألف عامل ثمناً باهظاً للوجه القبيح لكرة القدم، وعلى الرغم من التعهدات بتحسين أوضاع العمالة إلا أن هذا لم يحدث. (3) شراء الميديا حينما تنجح في شراء حق تنظيم كأس العالم، على الرغم من أن التقارير الأولية في فترة تقديم الملفات أشارت إلى أن قطر هي الدولة الأقل قدرة على الاستضافة لأسباب تتعلق بارتفاع درجات الحرارة، والبنية التحتية الضعيفة، وعدم توفر ثقافة رياضية كروية بها، وغيرها من الأسباب، حينما تنجح في تجاوز جميع هذه العوائق، فإن أصابع الاتهام سوف تحاصرك، حيث لا يوجد طريق سوى الفساد، ومع ارتفاع موجات التقارير العالمية التي تتحدث عن هذا الفساد، تحرك القطريون لدفع المزيد من المال لحماية ملف الفساد، فكانت اتفاقيات الشراكة مع بعض الصحف العالمية، واستقطاب وكالات الأنباء العالمية إلى الدوحة، واستضافة بعض الوفود الصحفية بهدف تحسين الصورة. (4) شتاء الغضب في مارس 2015 أشارت مصادر في الفيفا إلى أن مونديال 2022 سوف يقام في الفترة من 21 نوفمبر حتى 18 ديسمبر، وذلك تجنباً لإقامته صيفاً في درجات حرارة لا تتناسب مع ممارسة كرة القدم، وهي المرة الأولى في تاريخ المونديال الذي لم يسبق تنظيمه في الشتاء، مما تسبب في غضب الأندية الأوروبية، والتي سوف يلحقها الضرر في موسمها والموسم الذي يسبقه والذي يليه، وتعهدت قطر من جديد بتعويض أندية ودوريات وبطولات أوروبا عن هذه الأضرار، مما يجعل الدوحة تستمر في دفع المال من والرضوخ لكافة صنوف الابتزاز من أجل تحقيق حلمها الذي يضربه الفساد من الألف إلى الياء. (5) المقاطعة العربية مع بدء المقاطعة العربية للدوحة قبل عام، أصبح ملف مونديال 2022 يسير أكثر من أي وقت مضى في طريق المجهول، فقد ارتفعت كلفة البناء بنسبة تقترب من 40%، كما أن فكرة استضافة العالم بينما يعيش هذا المستضيف أزمات حقيقية مع الجيران هو أمر يبدو عصياً على المنطق، كما أنه لم يسبق لأي بلد حظي بشرف تنظيم كأس العالم أن عانى من ظروف سياسية مشابهة، حيث لا يمكن استضافة العالم، وفي الوقت ذاته دعم الإرهاب الذي يقوض استقرار هذا العالم، فضلاً عن المعاناة من المقاطعة مع الجيران، والعزلة عن اليابسة التي تصل هذا البلد بالعالم، ومن المتوقع أن يعاني ملف قطر 2022 أكثر في الفترات المقبلة في ظل استمرار هذه المقاطعة العربية والخليجية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©