قال رجل لرجل: عجبت منكم أن فقهاءكم أظرف من فقهائنا ومجانينكم أظرف من مجانيننا قال: أوَ تدري من أين ذلك؟ قال: لا أدري. قال: من الجوع ألا ترى أن العود إنما صفا صوته لما خلا جوفه.
وقيل للحارث بن كلدة طبيب العرب: ما أفضل الدواء؟ قال: الأزم، أي «قلة الأكل»، ومنه قيل للمجاعة: الأزمة وللكثير أزمات، وقيل لآخر: ما أفضل الدواء قال: أن ترفع يدك عن الطعام وأنت تشتهيه.
ودعا عبد الملك بن مروان رجلاً إلى الغداء فقال: ما في فضل يا أمير المؤمنين، فقال: لا خير في الرجل يأكل حتى لا يكون فيه فضل.
وقال الجاحظ: كان أبو عثمان الثوري يجلس ابنه معه يوم الرأس وكان له يوم معروف يأكل فيه رأساً لا محالة وكان يجلس ابنه معه: ويقول: إياك يا بني ونهم الصبيان وأخلاق النوائح ونهش الأعراب وكُل مما يليك.
وقيل لبقراط: ما لك تقلّ الأكل جداً قال: إني إنما آكل لأحيا وغيري يحيا ليأكل.
لما ديب - أبوظبي