السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عناق الضوء والحرف في رحاب اللوحةw

عناق الضوء والحرف في رحاب اللوحةw
10 يوليو 2010 19:33
احتفت جمعية الإمارات للتصوير الضوئي مؤخراً، في منطقة الشارقة القديمة بالمعرض الجماعي (الكلمة والصورة) الذي أقيم ضمن فعاليات الدورة الرابعة من ملتقى الشارقة لفن الخط العربي، بتنظيم من دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة. جاء هذا المعرض ضمن سلسلة من المعارض الفردية والجماعية التي يستضيفها ملتقى الشارقة لفن الخط العربي، وهي معارض تعنى في مجملها بالمزج بين تقنيات الصورة الفوتوغرافية والكتابات العربية التي تحتل مساحات شتى في أرجاء الأعمال المصورة، حيث تتزين بها الجدران والعمائر والأجسام البشرية والصحراء ومختلف الكائنات الحية، في حلول بصرية مبتكرة تستفيد من إيحاءات الصورة، وجماليات الأنماط الخطية العربية الأصيلة والمعاصرة. الجديد والقديم بحسب إدارة جمعية التصوير للإمارات ضم المعرض أربعين (صورة/ لوحة) قدمها ستة عشر من الفنانين الشباب الذين مزجوا ببراعة لا تخطئها العين، بين فنون التصوير الفوتوغرافي والتصميم الجرافيكي مع جماليات الحرف العربي. وقد استفادت لوحات الفنانين المشاركين من البعد التجريبي من أجل عمل تداخل حي ما بين الصورة الفوتوغرافية مع جمالية الحرف العربي العريق، من أجل إبراز تناغم جمالي ما بين مكونات الخط كفن قائم بذاته، مع الإمكانات التعبيرية اللامحدودة التي تمتلكها الصورة الفوتوغرافية كفن تعبيري جديد نسبياً ينضم لقائمة الفنون الإنسانية الجميلة، وقد تميز أغلب المشاركين في المعرض بروح التجديد والمغامرة التي تعتمد إلى حد كبير على إعمال عنصر الخيال كمحرك للعمل الفني, دون أن يطغى كل من فن التصوير أو الخط العربي على الآخر, بل نجحت الأعمال الفنية في إبراز تجاور وتحاور وتداخل جمالي متناغم, يقوم في الوقت ذاته على ندية هذين الفنين كفنين مستقلين في الأساس. لوحات المعرض ركزت على إبراز قيمة الضوء كأساس يحرك أبعاد الصورة الفوتوغرافية والخط العربي على حد سواء، مع الأخذ في النظر خصوصية الشكل التعبيري بين كل فنان وآخر، وهو شكل فاعل ومثمر للفن. وقد كانت الأعمال المنتقاة لهذا اللقاء الجماعي أو الحوار الفني بين الصورة والحرف، كما يشير الكتيب الفني الخاص بالمعرض، تستشف ملامحها من الحياة والطبيعة والوجوه والصمت أحياناً، بحيث يعاد رسم تلك الملامح بامتزاج الكلمة بالصورة في ثنائية متفردة تلقي بظلالها في عالم الألق الضوئي. أنماط جديدة من جهته أكد هشام المظلوم، مدير إدارة الفنون بثقافية الشارقة والمنسق العام لملتقى الخط، أن المعرض: «يأتي ضمن البرامج المهمة لملتقى الخط في دورته الرابعة، والذي يحتضن مختلف التجارب الفنية والأنماط الإبداعية التي تتلمس في الخط العربي أبعاده الكلاسيكية المتمازجة مع التجارب المعاصرة الباحثة عن طاقات جمالية مختلفة ومتجددة للحرف العربي. ويضيف المظلوم: «يدخل معرض (الكلمة والصورة)، وللعام الثاني، في برامج ملتقى الخط كي يعبر عن الإمكانات الجمالية المتفردة وذات الحساسية الفنية العالية التي يملكها أعضاء جمعية الإمارات للتصوير الضوئي، بحيث أوضح الفنانون المشاركون فيه عن وعيهم وإدراكهم لمرتكزات الفنون المعاصرة التي يتداخل فيها المضمون أو المعنى مع الشكل التعبيري، فتحولت الصورة الفوتوغرافية لدى هؤلاء الفنانين إلى مساحة تجريبية يمكن من خلالها استحداث أنماط حروفية جديدة ومبتكرة، ومليئة بالحس التأويلي من قبل الآخر، وبالحس الانطباعي الحر والمتدفق لمفردات ورؤى الفنان ذاته، ولاستثماراته الموفقة لعناصر الجسد والبيئة وزوايا وأبعاد المنظور الداخلي والخارجي على السواء». المشاركون شارك في المعرض ستة عشر فناناً، هم عمر عبد الرحمن الزعابي وميثاء بنت خالد وعبدالعزيز عبد الله بن علي وبشرى عبدالله بن علي وإبراهيم محمد الشيخ وعمار محمد العطار وسعود سليمان زمزم وبلقيس محمد البعداني وأمين عيد العبد الهادي وحمدان بطي الشامسي وأحمد عبدالله حسن وخولة شريف الحواي وطارق أحمد الحمراني وبدر كمال سجواني ومحمد عتيق حارب وميعاد بدر الحمادي. 1تلاقي الحرف والصورة إن تعانق الحرف والفن كائن منذ الأزل، كونه تلاحماً إبداعياً ألهم البشرية، وهو تناغم يستشف ملامحه من الحياة والطبيعة والوجوه والصمت أحياناً، ويعيد رسم تلك الملامح بامتزاج الكلمة والصورة وفق صياغة تشكيلية تعيد رسم العلاقة بين المشهد والمشاهد. فمعرض الكلمة والصورة في دورته الثانية، والذي تنظمه جميعة الإمارات للتصوير الضوئي بالتعاون مع إدارة الفنون بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، يأتي ضمن ملتقى الخط العربي، كجامع لإبداعات أعضاء الجمعية، وانعكاسٌ لمرايا الروح الشفافة التي تبعث في النفوس وهج الحياة في فن راق، يخلد اللحظة التي يقتنصها في غفلة الأزمنة وأمكنتها، وليعكس افتتانا بالضوء يداعب الحرف، حيث تترجم الأفكار والمشاعر، وتختلط الألوان، ويختزل الفن، لذلك كان المعرض إبحارا مختلفا أسر المتلقين والزوار، وهم يتجولون بين أروقته الحالمة.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©