السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«فقدان الهوية» خلل نفسي يرتبط بظروف اجتماعية

«فقدان الهوية» خلل نفسي يرتبط بظروف اجتماعية
10 يوليو 2010 19:34
شريحة من البشر من الصعب تصنيفهم ذكوراً أم إناثاً فعندما نشاهدهم نقف مذهولين لا نعرف كيف نصفهم فالمشهد الأول لصبية بشعر طويل وأقراط تزين الأذن ورائحة عطر نسائي تفوح منهم، أما المشهد الثاني فلفتيات بشعر قصيرة وملابس رجالية ومشية حادة توحي بإطلالة صبيانية. لتضطرب الرؤية ويقفز سؤال إلى الذهن “ولد أم بنت؟” يرتبط السلوك الإنساني بمعايير وحدود مقبولة وإذا حدث أي خلل به سواء كان كمّاً أو كيفاً زيادةً أو نقصاناً فهو دليل على مشكلة أو اضطراب نفسي، إلى ذلك قال الدكتور أحمد فلاح العموش، رئيس قسم الاجتماع بجامعة الشارقة “نصادف في المراكز التجارية وعلى أرصفة الشوارع أشخاصاً يظهرون بعكس جنسهم متباهين لامبالين بنظرة المجتمع التي ترفضهم، وكل ما يفعلونه هو من باب التمرد والسعي للفت الأنظار، وهي شريحة تحتاج إلى علاج نفسي”، مشيراً إلى أن الظاهرة دخيلة على المجتمع وتحتاج إلى تكاتف كل الجهات للقضاء عليها. أشكال الظاهرة يمكن تلخيص أشكال الظاهرة في ثلاثة أنواع تتشابه في المظهر ولكنها تختلف في مضامينها الداخلية، في هذا السياق يقول الدكتور علي عطية، استشاري الطب النفسي “النوع الأول من هذه الفئة يشكل الغالبية العظمى وهم ذكور عاديون وطبيعيون ولكنهم يحاولون اللجوء إلى الظهور بمظهر مختلف، من خلال مجاراة الموضة ولفت الأنظار وارتداء الملابس الغريبة، أما النوع الثاني فهي فئة قليلة ولا تشكل سوى من (2-3) %، ويعتبرها علم النفس حالات مرضية تسمى في علم النفس “الإلباسية المعاكسة” فالولد يفضل ارتداء ملابس البنات، والفتاة تفضل زي الصبيان، أما النوع الثالث وهو الأندر فهو لا يشكل سوى 1% ممن يمكن تسميتهم بالجنس الثالث”. وينفي الدكتور وجود أساس علمي لهذه التسمية، فهم من الناحية البيولوجية أسوياء ولكن من الناحية النفسية هم ذكور يشعرون أنهم إناث، أو إناث يشعرون أنهم ذكور، ومعظم من ينتمون إلى هذه الشريحة لا يعانون من مرض نفسي، وإنما يسعون للفت الأنظار وتقليد الغرب”. شعور بالاختلاف فرح بالسؤال الذي طرح عليه “هل أنت ولد أم بنت؟”، وأجاب أشعر بالراحة والسعادة من شكلي الحالي، فأنا منذ فترة طويلة يهمني هذا الشعور بالاختلاف، كنت أتمنى من أي أحد يصادفني أن يسألني هذا السؤال”. ويتابع “قد يعتبرني البعض مختلاً عقلياً أو مجنوناً ولكن كل تلك الأقاويل ونظرات الاستغراب لا تهز شعرة مني”. يصمت (م.س) ثم يتابع حديثه بثقة “أفضل العيش كما أحب، وليس كما ينظر كل واحد لي، فأنا لي الحق بالتعامل مع جسدي وشكلي كما يحلو لي فهو ملك لي وحدي”. وحول علاقته بالآخرين من الشباب والبنات، قال “نحن معتادون في مجتمعاتنا الشرقية أن نتدخل فيما لا يعنينا بمعنى أن ندس أنوفنا بما لا يخصنا”. أنثى بامتياز (مريام .ص) البالغة من العمر 19 سنة، تظهر بمظهر صبياني فشعرها قصير وملابسها رجالية وصوتها خشن على الرغم من أن وجهها جميل، قالت” أنا أنثي بامتياز، لكن يعجبني أنا ينادي أصدقائي “ميمو”، وهذا لا يعني أنني صبي لأن قصة شعري مثلهم”. وبينت “أهلي هم السبب فهم لا يبالون بمشاعري، فكل طلبات أخي مجابة وما يريده يأتي له في لمح البصر، ولكن بالنسبة لي فالأمر مختلف، احتياجاتي لا تنفذ بشكل سريع، يتجاهلون طلباتي باعتباري لا أشكل أي أهميه لهم فأنا مجرد فتاة فقط وهو رجل البيت”. وعن نظرة المجتمع والناس لها، قالت “تلاحقني نظرات التعجب والاستغراب وكأنهم يسألونني “أين شعرك؟” وبالتالي يبدأون بالتشكيك بأنوثتي، أما علاقتي بالطرف الآخر فهي عادية والكثير منهم يفضل ذات الشعر القصير”. شعار التجاهل تحملق العيون بنرمين التي تفضل الإيحاء بأنها فتى، عن شعورها حيال ذلك، قالت “الجميع يشير إليّ، يتهامسون ثم تبدأ الضحكات والتساؤلات التي تصم أذني، هل أنا ولد أم بنت؟”. وأضافت “التجاهل هو شعاري، فأنا لي حرية التصرف، وليس لأحد الحق في أن يتدخل في ذلك”. لكنها سرعان ما انفعلت حين قالت “أفعل ذلك انتقاماً من أسرتي”. تصمت وتتابع “أمي وأبي منفصلان وهما اللذان لم يحسنا تربيتي لو كنت في يوم من الأيام محور اهتمامهما، المشاكل والمشاحنات التي تدور في البيت ليل - ونهار جعلتني أمشى في هذا التيار الذي لا أعرف نهايته”. جيل التمرد علق أبو عمر صاحب شركة، على الظاهرة بقوله “لا يعجبني الصبي الذي لا يستطيع أحد أن يميزه فلا هو بنت أو ولد، فالشعر نراه طويلاً ومربوطاً من الخلف، أما الأذنان فبهما أقراط وبشكل يشبه إلى حد كبير الشكل المتعارف عليه في البنت، في المقابل هناك فتاة بشعر قصير جدًا وبإطلالة صبيانية بسروال وقميص وربطات عنق أحياناً”. وأكد أبو عمر “لو كان ابني واحدًا من هذه الأشكال لضربته ضرباً مبرحاً وطردته من البيت، فأنا لا يعجبني هذا الجيل الجديد جيل التمرد والعصيان والخروج عن المألوف، وهذه ظاهرة مرفوضة في المجتمع العربي، وأتمنى من وسائل الإعلام أن تركز على هذه الظاهرة بتعاون جميع الجهات المختصة في حماية هذا الجيل من الانحراف”. نظرة معارضة يبقي للمجتمع نظرته التي تختلف بين المؤيد والمعارض، فيقول العشريني أحمد علي (طالب جامعي) “لا أوافق على تلك الأشكال فأنا أصبحت أثناء مشاهدتي هذه الفئة لا أميز هل هو صبي أم بنت، فمن الخلف تعتقد إنها فتاة، ولكن عندما تواجه الواقع وتحاول أن تحدق في كل الجسد لا تستطيع أن تميزه”، مشيراً إلى أنهم أشخاص “يفقد الصبي رجولته والبنت أنوثتها”. وحول أسباب الظاهرة، يقول العّموش “ضعف الوازع الديني والاضطرابات النفسية والاجتماعية مع وجود توتر في الظروف الأسرية، أو عدم استقرار المنزل بسبب أحد الوالدين،? والانفتاح على العالم الخارجي من خلال الفضائيات والإنترنت والغزو الفكري، وسوء التربية والتوجيه وعدم إعطاء الأبناء الحنان الكافي وضعف الإرشاد الاجتماعي في الجامعات والمدارس”. رأي الشرع قال أحد رجال الدين في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، قسم الإفتاء، عن هذه الظاهرة، مستعيناً بالحديث النبوي الشريف “لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال”، إن لتشبه الشاب بالفتاة وتشبه الفتاة بالشاب من حيث اللبس فيه تشبه ولا ريب، وما يظهر الآن من لبس كثير من الشباب للضيق حتى يشتبه على كل من يراهم أهو بنت أو ولد من التشبه أيضاً، إضافة إلى تقليد الولد للفتاة في مشيتها وتمايله يميناً ويساراً، إلى جانب ترجل الفتاة في صوتها وتخشينه لهو أكبر دليل على أن ذلك لا يجوز وفيه محاذير تخرج إلى الحرمة لأن فيه إضاعة لحقوق الشاب والفتاة، وإضاعة لشخصية الشاب والفتاة”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©