السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مطالبات في الشارقة بتفعيل القوانين لمواجهة السحر والشعوذة

مطالبات في الشارقة بتفعيل القوانين لمواجهة السحر والشعوذة
13 مايو 2014 09:15
آمنة النعيمي (الشارقة) كشفت دراسة أعدتها إدارة مراكز التنمية الأسرية، إحدى مؤسسات المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، بعنوان «السحر والشعوذة في مجتمع إمارة الشارقة»، عن أن حجم ظاهرة انتشار السحر والشعوذة في إمارة الشارقة يتراوح بين(2,3 و15,8%)، سواء بالنسبة للمبحوثين ممن يترددون بأنفسهم على السحرة والمشعوذين أو ممن يعرفونهم من خلال أفراد أسرهم أو أصدقائهم. وطالبت الدراسة بتفعيل التشريعات والقوانين ذات العلاقة بموضوع من يتاجرون بالسحر والشعوذة، وبيان نقاط القوة والضعف في هذه القوانين. وحذرت الدراسة من مخاوف تحول الظاهرة إلى جزء من الثقافة الشعبية. في المقابل، أكدت أن استعانة المبحوثين بالرقية الشرعية لحل بعض مشكلاتهم الحياتية، يشير إلى انتشار الوعي الديني بين فئات كبيرة من المجتمع الإماراتي التي لا تزال القيم الروحية لها الحظ الأكبر في حياته، فيجب بذل الجهد باستقرار هذه المفاهيم وإعطاء كل المضادات الحيوية ضد التيارات التي تحاول أن تجعل للإنسان تأثيراً على الإنسان. وأكدت موضي الشامسي مدير مراكز التنمية الأسرية خلال مؤتمر صحفي عقد صباح أمس بقاعة العروض في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة للإعلان عن نتائج الدراسة، أهمية إجراء البحث العلمي ودوره في دراسة الظواهر الاجتماعية، ومساهمته في وضع الخطط والبرامج التي تساعد المؤسسات في معرفة حجم الظاهرة وطرح حلول مدروسة، وبالتالي الحد من تفاقمها، وقالت إننا اليوم نسلط الضوء على دراسة مهمة، وهي «السحر والشعوذة» التي شارك في إعدادها قسم البحوث والدراسات بالإدارة وبإشراف متخصصين من جامعة الشارقة، وهي دراسة ستقوم بمساعدة المؤسسات ذات العلاقة بالأسرة، إذا إنها ظاهرة منتشرة في المجتمع وليس فقط في إمارة الشارقة، والهدف من نشرها حتى لا تكون هذه السلوكيات أساساً في حياة الشخص ونتائج يعتمد عليها في إيجاد الحلول المناسبة لمشكلاته، فلولا الدراسات لما وجدت القضايا التي يمكن الاعتماد عليها، وفق المنهج العلمي، كما أشادت بدور الإعلام في نشر هذه الدراسات وتعريف المجتمع بها، وقد طرح ذلك من خلال دراسة ضمت أسئلة عدة للإجابة عنها، وتصميم استبانة كأداة للدراسة لعينة غير عشوائية في إمارة الشارقة. كما تم جمع بيانات عن الرقية الشرعية أيضاً للوقوف على حجم هذه الظاهرة لما لها من دور إيجابي في حياة الناس، حيث تم الإعلان عن نتائج الدراسة الميدانية في مؤتمر صحفي ضم نخبة من الإعلاميين صباح أمس بمقر قاعة العروض بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة. المشاركون شارك في عرض نتائج البحث الدكتور إسماعيل كاظم العيساوي، أستاذ مساعد في كلية الشريعة والقانون في جامعة الشارقة، والمشرف على الجانب الشرعي للبحث، وأميمة العاني رئيس قسم البحوث والدراسات في الإدارة، إذ كشفت نتائج التحليل الإحصائي عن أن حجم ظاهرة انتشار السحر والشعوذة في إمارة الشارقة يتراوح بين (2,3 و15,8%) سواء كان ذلك بالنسبة للمبحوثين ممن يترددون بأنفسهم على السحرة والمشعوذين أو ممن يعرفونهم من أفراد أسرهم أو أصدقائهم. حل المشكلات كما تظهر نتائج التحليل الإحصائي أن أفراد المجتمع يترددون على السحرة والمشعوذين لحل بعض المشكلات الحياتية التي يواجهونها كالمرض وحل الخلافات الزوجية وقضايا المحبة والكراهية والحسد والفشل والرغبة في معرفة المستقبل. ويمكن تفسير ذلك بجهل هؤلاء الناس بالأساليب العلمية لحل هذه المشكلات والاعتقاد الخاطئ بأن حل هذه المشكلات يقع خارج نطاق المعرفة العلمية. تشير نتائج التحليل الإحصائي للدراسة إلى أن اتجاهات المبحوثين نحو ممارسة السحر والشعوذة اتجاهات سلبية، ولكن الملاحظ أن نسبة كبيرة من المبحوثين اتجاهاتهم إيجابية نحو السحر والشعوذة إذا كان الأمر يتعلق بالبحث عن علاج الأمراض المستعصية التي يواجهها الإنسان. كما أن بعض الدراسات العلمية تشير إلى عدم وجود علاقة بين الاتجاه و السلوك، بمعنى قد يحمل بعض أفراد المجتمع اتجاهاً سلبياً نحو السحر والشعوذة، ولكنهم في الوقت نفسه لا يترددون في التعامل معه. كذلك كشفت نتائج التحليل الإحصائي وجود علاقات ذات دلالة إحصائية ما بين متغيري الجنس والمستوى التعليمي من جهة، واتجاهات المبحوثين نحو السحر والشعوذة. ويلاحظ من نتائج التحليل الإحصائي، عدم وجود علاقة ذات دلالة إحصائية ما بين متغيري المنطقة (مدينة الشارقة أو خارجها) ودخل الأسرة من جهة واتجاهات المبحوثين نحو السحر والشعوذة، بغض النظر عن مكان سكنهم أو مستوى دخلهم الأسري. أسباب التردد أما فيما يتعلق بأسباب التردد على السحرة والمشعوذين، فإن نتائج التحليل الإحصائي للدراسة تشير إلى ضعف الإيمان بالدرجة الأولى، والجهل بأحكام الشريعة الإسلامية بالدرجة الثانية، والحسد والبغضاء والعداوة بين الناس بالدرجة الثالثة، وعدم القدرة على حل المشكلات عن طريق الأساليب العلمية. لذلك، فإن هذا الأمر يستدعي تدخلاً مجتمعياً يعمل على إزالة هذه الأسباب من خلال برامج مفيدة وطويلة المدى تستهدف نشر الوعي بين أفراد المجتمع. وتشير نتائج التحليل الإحصائي إلى أن نسبة المبحوثين الذين يتعاملون مع الرقية الشرعية لحل بعض مشكلاتهم الحياتية أعلى بكثير من المبحوثين الذين يتعاملون مع السحر والشعوذة. وقدمت الدراسة توصيات عدة، أهمها تنفيذ برامج توعوية تهدف إلى زيادة الوعي الديني حول قضايا السحر والشعوذة، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة التي من أهمها: «الشؤون الإسلامية» ووزارة التربية والتعليم، ووزارة الصحة، وزيادة الوعي الديني بأهمية الرقية الشرعية وشروطها. وأوصت الدراسة بالتركيز على الجانب التربوي والأسري وتوعية المجتمع بالفرق بين الرقية والسحر. وطالبت المؤسسات التربوية والأسرية بتعزيز دورها في توعية المجتمع بطرق الدجالين والمشعوذين الذين يحاولون من خلالها تفكيك روابط الأسرة والمجتمع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©