10 يوليو 2010 19:43
إذا تأملنا في الحياة العملية والتجارية نجد أنه لا يقوم أي عمل سواء أكان حكومياً أو شبه حكومي أو خاصاً أو تجارياً إلا على ضوء خطة مرسومة ومدروسة تحمل كل الاحتياجات والاحتمالات والموجودات والتوقعات والتصورات والأحلام المستقبلية، كل ذلك لكي تعرف تلك المنظمة أين هي الآن وكيف تسير وكيف ستسير وإلى أين ستصل وكيف ستصل ومتى؟، وما الذي يجب عليها فعله لكي يتم لها ذلك؟.
ولذا عندما يقومُ أيُ شخصٍ بعملٍ تجاريٍ فإنه يقوم بعمل دراسة عن ذلك الشيء (الهدف)، هذه الدراسة تسمى في مرحلتها الأولى «دراسة الجدوى المبدئية» وقبل التنفيذ يعمل لها دراسة أخيرة تسمى «دراسة الجدوى النهائية» وهي دراسة تفصيلية. وهناك مرحلة بعد التأسيس وهي مرحلة إدارة أمور وشؤون تلك المنظمة بكل ما فيها من خلال وضع الهيكلة وتوزيع المهام والمسؤوليات، فنسمع عن إدارة الشؤون المالية، وإدارة شؤون الموظفين وغيرهما. فإذا كان ذلك يحدث مع الشركات والمنظمات، فالأولى أن يحدث مع الأسرة؛ لأنها هي لبنة المجتمع، فهي التي تنتج الموظفين والعقول المخططة لإدارة شؤون الشركات والمؤسسات التجارية وغيرها.
فالتخطيط الأسري هو تنظيم لشؤون الأسرة وفق برنامج موضوع محدد لتحقيق الأهداف المحددة خلال فترة زمنية محدد. وهذا التخطيط يبدأ من أول يوم ينوي فيه الشاب الزواج وتأسيـس أسرة، هذا إذا كان يودُ أن يسير على خطة سليمة لتحقيق ما يريد الوصول إليه.
أما من لم يقم بذلك فبإمكانه أن يبدأ في وضع الخطة في أي لحظة، ولكن عليه أن يكون جاداً في نيته؛ لأن التخطيط يتطلب الفكرة والنية والجدية والالتزام؛ لأن الالتزام من أصعب الأمور التي تربط الإنسان للسير في إتمام الخطط للوصول إلى الأهداف.
وهناك بعض من الأسر في كثير من المجتمعات تسير في الحياة بلا هدف محدد ولا خطة معينة، فهم يعيشون بعشوائية إما لعدم معرفتهم بالتخطيط الأسري وأهميته الكبيرة وفوائده عليهم وعلى مستقبلهم، وإما لعدم رغبتهم في ذلك لما فيه تنظيم وترتيب وخطط ومسؤوليات.
فهؤلاء لا يدركون أن «التخطيط الأسري»: نظام لحياة آمنة، إحساس بقيمة الحياة الأسرية، إحساس بقيمة الأشياء والأهداف، فهو إحدى قوى التماسك لأفراد الأسرة، وهو الجدية في بناء أسرة حقيقية ثابتة الجذور، وهو النظرة المستقبلية التي تسير عليها أمور جميع أفراد العائلة بلا استثناء. وإن شاء الله نكمل حديثنا عن تفاصيل أكثر حول الموضوع لتجسيد فوائده وتوضيح أسباب فشله لدى بعض الأسر.
د. عبداللطيف العزعزي dralazazi@yahoo.com
عدد اليوم
