الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يوسف شاهين أبرز الحاضرين في المهرجان

يوسف شاهين أبرز الحاضرين في المهرجان
13 أكتوبر 2008 01:34
افتتح محمد خلف المزروعي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بقصر الإمارات في أبوظبي معرض يوسف شاهين الوثائقي ضمن فعاليات مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي في دورته الثانية، وحضر حفل الافتتاح عدد من السينمائيين من ممثلين ومخرجين ونقاد وصحفيين والمهتمين بأعمال شاهين· احتوى المعرض على 108 صور توزعت على 54 حاملاً امتدت في رواق طويل وبصفين متوازيين من الحاملات ''البارتشنات'' يعرض كل حامل صورتين تؤرخان لحياة يوسف شاهين الشخصية والاجتماعية والسينمائية· كما تضمنت العروض التي أبدى الكثيرون إعجابهم بما شاهدوه منها صوراً نادرة لم يسبق أن عرضت من قبل وهي في مجملها ملك لعائلته التي حضرت نيابة عنهم برفقة المعرض ماريان خوري ابنة أخت المخرج السينمائي المعروف· حاول المعرض أن يقدم يوسف شاهين وتاريخه الحافل بمنجزات إبداعية وبما حصد من جوائز سينمائية كبرى في مختلف أقطار العالم، هذا بالإضافة الى مقابلاته مع رؤساء العالم الذين احتفوا بما قدم من مساهمات في ميدان الفن السابع· توزعت أحجام الصور الفوتوغرافية بين 80*100 سم الى 60*80 سم بالأبيض والأسود في أغلبها، هذا بالاضافة الى إعلانات أفلامه السينمائية التي أخرجها أو مثلها أو ألفها أو ساهم في انتاج فكرتها· يعتبر يوسف شاهين 1926-2008 من أشهر مخرجي مصر في العالم، أخرج أول أفلامه عام ،1950 واختيرت بعض أفلامه في أكبر المهرجانات العالمية ومنها كان وفينيتزيا وبرلين، وحصل على جائزة التانيت الذهبية من مهرجان قرطاج عن فيلم الاختيار ،1970 والدب الفضي من مهرجان برلين عن فيلم اسكندرية ليه ،1978 وجائزة مهرجان اسيان عن فيلم المصير ،1997 وجائزة خاصة من مهرجان كان عن مجمل أعماله عام ·1997 اشتهر شاهين برباعية سيرته الذاتية ''اسكندريه ليه ،1978 حدوتة مصرية ،1982 اسكندرية كمان وكمان 1989 واسكندرية نيويورك ''2004 التي مزج فيها البحث عن الذات بعرض وجهة نظره السياسية في الحقبة التاريخية التي مرت بها مصر وزاوج السيرة الذاتية والنقد السياسي والاجتماعي اللاذع التي تكررت في أفلامه منذ هزيمة 1967 حتى آخر أفلامه عام ·2007 وعبر في فترة الثمانينات والتسعينات عن الإحباط من الانتكاسة الثقافية والاجتماعية إثر فشل المشروع الاشتراكي وبداية ما كان يسمى الانفتاح· تناول في فيلم ''المهاجر'' قصة النبي يوسف عليه السلام حتى انه استخدمه توظيفاً في تفسير الواقع الآني وسيرته الذاتية المنعمة بالكثير من التساؤلات حول طاقته الخلاقة في تصور الأحداث والعالم· في فيلمه المصير 1997 استخدم شاهين الفيلسوف العربي ابن رشد قناعاً ضد القهر والإرهاب الفكري حيث عاش وصارع هذا الفيلسوف العربي الكبير التطرف بكل أشكاله مما أدى بهم الى حرق كتبه ومؤلفاته في الأندلس إبان القرون الوسطى· وحاول في فيلمه ''هي فوضى'' 2007 أن يتصدى لأهم حقل من حقول الحياة وذلك حين عالج موضوعة الثقافة والمثقفين وناصر قضية الدفاع عن حقوق الإنسان وإهدارها في مجتمعاتنا العربية· من الاسكندرية مسقط رأسه في 25-1-1926 نبغ شاهين والتحق في كلية فيكتوريا فتخرج منها عام 1944 ثم ارتحاله الى أميركا ودراسته في معهد باسادينا حتى عام 1948 وزواجه من كوليت فافودون عام ·1955 تلك هي رحلة هذا المعرض الذي شكّل تاريخ هذا السينمائي العملاق الذي قدم للعالم العربي ولمحبي السينما في العالم 37 فيلما روائياً طويلاً من عام 1950 الى ،2007 والذي نال الجوائز العالمية احتراماً لقدرته وبراعته في تشكيل العالم الذي يريد تصويره· اعتبر شاهين من أهم المخرجين العالميين في مجال التجريب السينمائي، فاستحق الثناء في المحافل السينمائية الدولية، وبعد جهد كبير غادر عالمه الذي افتتن به في 27-7-2008 في القاهرة التي أحبها· صورة عمر الشريف ويوسف شاهين وآغا خان وجاك باسكال تتصدر المعرض، وأخرى لشاهين وجاك باسكال وفاتن حمامة· وتلفت الأنظار رسائل ''خطابات'' يوسف شاهين التي كتبها عام 1952 بخط انيق وجميل تشعر من خلالها بأناقة وصناعة هذا الرجل الذي أغنى السينما بمنجزاته المذهلة· في ليلة العرس يشاهد شاهين مع زوجته في لوحة من عام ،1955 كما تعيدك صورة عائلية ضمت يوسف شاهين بين والدته وزوجته وشقيقته وطفلها· أما جوائزه التي استلمها في مهرجانات العالم السينمائية فلم تكن الصور الفوتوغرافية التي وثقتها غائبة عن معرضه هذا، ففي مهرجان قرطاج عام 1970 ترى يوسف شاهين يتسلم الجائزة وبجانبه الممثلة سعاد حسني· من جانب آخر الجماهير تحيط بشاهين في لقطة صورت حين تعرض الى محاكمة عن فيلمه ''المهاجر'' وهو يغادر قاعة المحكمة محفوفاً بالجماهير التي عشقها فقدم لها عصارة حياته وفنه· تبدو لقاءات هذا المخرج الذي سحر الشرق بأفلامه التجريبية والواقعية مع كبار قادة العالم ''شيراك وميتران ومانديلا وعرفات'' آنذاك صورة حقيقية عن إعجاب العالم به· ومن فيلمه ابن النيل 1951 بطول 120 دقيقة والذي عرض في مهرجان كان 1952 تبدو استعادة الزمن حاضرة في هذا المعرض التوثيقي الفريد· لم يكتف شاهين بالتأليف والتمثيل والإخراج بل كان مساهماً في إعداد سيناريو فيلم المهرج الكبير عام 1952 بطول 90 دقيقة عن فكرة محمود اسماعيل· في ذلك العام تحديداً أخرج شاهين سيدة القطار بطول 100 دقيقة فكان مانشيت الفيلم الملون يستعيد ذاكرة الماضي وكأنه يحصل الآن متخطياً 56 عاماً، انها استعادة للزمن· أما فيلمه الرائع صراع في الوادي والذي مثله عمر الشريف مع فاتن حمامة وفريد شوقي ومن تصوير أحمد خورشيد فيبدو مانشيته حاضراً بكل جماليات بوسترات تلك السنوات العالقة في الذاكرة الحية· شيطان الصحراء 1954 وبطول 100 دقيقة وصراع في الميناء 1955 بطول 120 دقيقة والذي عرض في مصر عام 1956 ومن سيناريو شاهين نفسه ومحمد رفعت وليزيت فايد يبدو مشعاً وسط قاعة قصر الإمارات في أبوظبي في احتفالية واحتفائية فريدة بهذا الرائد الذي رسخ قواعد للسينما باعتبارها نصاً يحتمل التأويل والتجريب والاكتشاف المستمر واللامتناهي· ومن ''الأرض'' و''رمال من ذهب'' الذي يذكرنا الأخير بفاتن حمامة وبول برج وعبدالوهاب الدوكالي حيث استضاف الفيلم دريد لحام ونهاد قلعي، وفيلم ''النيل والحياة'' المشترك بين مصر والاتحاد السوفييتي آنذاك وبطول 105 دقائق نرى كل بصمات يوسف شاهين الواقعية الحديثة· ظل يوسف شاهين محافظاً على أرومة الواقعية وقوانينها إلا انه لم يبخل على نفسه أن يخترق صرح هذا النمط العملاق المهيمن على بنية المجتمع العربي الذي يتلاءم وأفكاره إبان تلك الحقبة مع ذلك التوجه، فتجاوز بإبداعه الخلاق الى عوالم أكثر ايحاء وأدق رموزاً وأعمق بعداً في الرمز فأخرج ''سكوت ح نصور'' و''يابونابرت'' و''اليوم السادس''· استخدم شاهين كسر أفق توقع المشاهد في فيلم ''اليوم السادس'' بعيداً عن مفهوم النظرية النقدية التي عالجت هذا المبدأ في فن القص فأحاله الى السينما ببراعة العارف ومتانة المفكر، انه صانع أفكار ومنتج ثقافات كلها عبرت بهدوء الى الشريط السينمائي· المعرض الوثائقي عن حياته وأفلامه ومقابلاته وجوائزه ورسائله وبهجته الشخصية واحتفاء العالم به وفرحه وحزنه وتوهجاته كلها تجلت في هذا المعرض الذي شكّل سيرة ذاتية لهذا المبدع الكبير فأغنى المهرجان، وكأنه راعٍ لسينمائيي المستقبل من الشباب الذين لايزالون تحت عباءته التي خرجت الكثيرين·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©