«عواجيز» يجددون «الشباب» بشعار «العبرة بالعطاء»

على الرغم من الغياب المحتمل للإثارة عن مباراة الليلة التي تجمع مان يونايتد وشالكه في إياب نصف نهائي دوري الأبطال، بالنظر إلى حسم “الشياطين الحمر” مباراة الذهاب في ألمانيا، إلا إن هناك ما يستحق المشاهدة والمتابعة في مواجهة الليلة. ويترقب الملايين من عشاق كرة القدم حول العالم أداء شالكه دون يأس، ويتطلعون إلى خوض يونايتد للمباراة دون ثقة مفرطة، وفي الحالتين يمكننا أن نتعلم درساً مفيداً في الكرة وفي الحياة، وبمناسبة دروس الحياة ستكون المباراة حافلة ببعد إنساني آخر، وهو وجود أكثر من لاعب “عجوز” بالنظر إلى عمره، ولكنه شاب يتدفق حيوية بالنظر إلى العطاء الذي يقدمه، وعلى رأس هؤلاء النجوم رايان جيجز، وبول سكولز، وفان دير سار، والملك الإسباني راؤول المتوج على عرش دوري الأبطال على المستويين التهديفي، وعدد المباريات التي شارك فيها. الرباعي “العجوز” يبلغ مجموع أعمارهم 146 عاماً، أصغرهم نجم شالكه راؤول 33 عاماً، وأكبرهم الحارس العملاق فان دير سار 40 عاماً، حامي عرين “الشياطين الحمر”، ومن الأرقام المميزة في مسيرة الرباعي الكبير أنهم خاضوا مجتمعين 547 مباراة في دوري الأبطال الأوروبي (دون النظر إلى العدد الهائل من المباريات التي خاضوها في مختلف البطولات). ونجح الثلاثي راؤول، وجيجز، وسكولز في تسجيل 125 هدفاً في البطولة الأوروبية، الأمر الذي يؤكد أنهم جزء من تاريخ البطولة الكبيرة، وإذا كان جيجز وسكولز لم يحسما أمر البقاء في الملعب أو الاعتزال، وإن كانا أقرب إلى الاستمرار لعام آخر، فإن راؤول لن يتمكن بنسبة كبيرة من العودة إلى أجواء دوري الأبطال من جديد، حيث لم يتأهل شالكه إلى النسخة القادمة من البطولة، ولن يمكن لأسطورة الشامبيونزليج العودة إلى البطولة إلا إذا انضم إلى صفوف فريق كبير من الأندية التي تأهلت للبطولة في نسختها المقبلة، وهو أمر صعب التحقق في الفترة المقبلة. الأسطورة راؤول كان الظهور الأول لأسطورة دوري الأبطال راؤول جونزاليس مع الريال في موسم 1995 – 1996، بمشاركته في 8 مباريات أحرز خلالها 6 أهداف، وجذب الأنظار بقوة، ومنذ هذا العام وهو يواصل رحلة التألق على المستوى القاري، وفي نسخة 1999 – 2000 وصل راؤول إلى قمة توهجه بعد أن قاد الريال للفوز باللقب وأحرز 10 أهداف، وعاد في نسخة 2002 – 2003 ليسجل 9 أهداف مواصلاً رحلة التوهج وجذب الأنظار في البطولة الأولى للقارة العجوز. وخلال الموسم الحالي وبعد انتقاله إلى صفوف شالكه الألماني توقع البعض أفول نجم نجوم دوري الأبطال راؤول، ولكنه نجح في كسب الرهان والتحدي مع النفس، ومع الآخرين، حيث تمكن من المشاركة في 7 مباريات، ولعب دوراً مؤثراً مع الفريق الألماني الذي وصل للمرة الأولى في تاريخه إلى الدور قبل النهائي، ونجح راؤول في زيارة شباك الأندية المنافسة في مناسبتين. وسوف يسدل الستار في مباراة الليلة على رحلة راؤول مع دوري الأبطال، حيث يقترب شالكه من الخروج على يد مان يونايتد الذي فاز ذهاباً في ألمانيا بثنائية دون مقابل، إلا إذا كان لكرة القدم بجنونها رأي آخر. وسبق لراؤول أن علق على ختام مسيرته الأوروبية بقوله إنه سيكون سعيداً بخوض المباراة الختامية في مشواره الأوروبي على مسرح الأحلام في أولد ترافورد معقل الشياطين الحمر ويملك نجم الريال السابق حزمة من الأرقام القياسية في دوري الأبطال أهمها أنه الهداف التاريخي للبطولة برصيد 71 هدفاً، وهو الهداف التاريخي للريال في دوري الأبطال برصيد 66 هدفاً. ويملك الملك راؤول الرقم القياسي في عدد المشاركات بالبطولة برصيد 143 مباراة، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 144 مباراة، وعلى المستوى الأوروبي أيضاً يملك راؤول الرقم القياسي لعدد الأهداف في مختلف البطولات الأوروبية برصيد 72 هدفاً، وتوج مسيرته بالحصول على لقب الشامبيونزليج 3 مرات مواسم 1997 – 1998 و 1999 – 2000 و موسم 2001 – 2002. ربيع اليونايتد نجح أليكس فيرجسون في صنع تاريخ مان يونايتد في السنوات الأخيرة بالاستعانة بالثلاثي الأكثر تأثيراً في صفوف الفريق، والأكثر مشاركة في المباريات خلال الأعوام الأخيرة، وهم بول سكولز، ورايان جيجز، وجاري نيفيل، والأخير قرر الاعتزال رسمياً قبل عدة أشهر، إلا أن سكولز وجيجز يرفعان شعار التحدي، ويرغبان في الاستمرار مع الشياطين الحمر حتى نهاية الموسم المقبل على الأقل، وقد أكد فيرجسون قدرة جيجز وسكولز على الاستمرار في الملاعب عدة سنوات. وفي تصريحاته التي نقلتها شبكة سكاي سبورتس والتي تسبق مباراة الليلة قال فيرجسون: “طلبت من سكولز تمديد عقده لمدة عام آخر، وهو طلب التفكير في الأمر على أن يقرر بشكل نهائي ماذا سيفعل في نهاية الموسم الحالي. وبالنسبة لجيجز أعتقد أنه يقدم مستويات مذهلة خلال الآونة الأخيرة، ولا أرى ما يمنع استمراره في الملاعب حتى لو تجاوز الأربعين، أعتقد أنه يستطيع البقاء كلاعب مؤثر لمدة 4 أو 5 سنوات قادمة، صحيح أنه في عمر الـ37 ولكنه يؤدي بصورة مذهلة”. بداية المسيرة وبالعودة إلى سجل مشاركات جيجز في دوري الأبطال الأوروبي فقد بدأ النجم الويلزي مسيرته مع البطولة موسم 1991 – 1992 حيث شارك في 139 مباراة وهو من أعلى الأرقام في تاريخ نجوم الشياطين الحمر، ولدى جيجز رقم قياسي مميز، فهو أكبر لاعب في تاريخ الشامبيونزليج الذي يتمكن من تسجيل هدف، وقد حدث ذلك في مباراة شالكه مع اليونايتد في 26 أبريل الماضي، حيث كان يبلغ من العمر 37 عاماً و148 يوماً، ونجح جيجز طوال مشواره مع البطولة في تسجيل 28 هدفاً في 139 مباراة، كما فاز باللقب في مناسبتين عامي 1999 و2008. أما بول سكولز رفيق درب جيجز فقد بدأ مسيرته مع البطولة الأوروبية موسم 1994 – 1995، ووصل إلى قمة تألقه في موسم 2000 – 2001، حينما سجل 6 أهداف في 12 مباراة على الرغم من مركزه كلاعب وسط، وبلغ مجموع مباريات سكولز البالغ من العمر 36 عاماً في دوري الأبطال 128 مباراة سجل خلالها 26 هدفاً، وفاز باللقب في مناسبتين عامي 1999 و2008. الرقم 55 الضلع الرابع في قائمة العواجيز الذين صنعوا ربيع دوري الأبطال في نسخته الحالية هو العملاق الهولندي فان دير سار حارس مرمى اليونايتد والبالغ من العمر 40 عاماً، وهو اللاعب الوحيد من بين الرباعي الذي اتخذ قراراً نهائياً بالاعتزال نهاية الموسم الحالي على الرغم من تألقه الكبير وحاجة عرين “الشياطين الحمر” لخدماته. ويملك الحارس الهولندي المخضرم خبرات أوروبية كبيرة، فقد شارك في مختلف البطولات القارية مع أياكس واليوفي وفولهام ثم المان يونايتد في 137 مباراة، والرقم اللافت في مسيرته أنه لعب مع أياكس الهولندي 55 مباراة، في حين خاض مع اليونايتد 54 مباراة، وهو ما يعني أنه سيعادل رقمه مع أياكس في حال دخل التشكيلة الأساسية للشياطين الحمر في مباراة الليلة. وشارك فان دير سار مع اليوفي في 17 مباراة أوروبية، وكانت بداياته مع أجواء البطولات القارية في موسم 1992 – 1993 لتستمر رحلة العطاء حتى وصوله إلى عمر الـ 40 ربيعاً، وعلى الرغم من تألقه إلا أنه قرر وضع حد لمسيرته بنهاية الموسم الحالي، ويسعى إلى التتويج بلقبي الدوري الإنجليزي ودوري الأبطال من أجل أفضل ختام لمسيرته الكبيرة.