دبي (الاتحاد)
أدعى رجل آسيوي بتوفير فرصة عمل لفتاة من جنسيته نفسها مقابل راتب مغرٍ، إلا أن الرجل كان تاجر بشر، خطط مسبقاً لاستخدام الفتاة في أعمال الرذيلة بهدف الحصول على مكاسب مالية.
أرسل الرجل إلى الفتاة تأشيرة سياحة، فحضرت حاملة «الوعود الوهمية»، فيما كان الرجل أول المستقبلين لها في المطار، فالفريسة وقعت في الفخ.
قاد الرجل الفتاة إلى شقة، وهناك استغل ضعفها وقلة حيلتها، وكشف لها الوجه الحقيقي لعمله غير القانوني واتجاره بالبشر، وأبلغها أنها ستعمل لصالحه في الرذيلة، فنزل الخبر كالصدمة عليها، حيث لم تكن تتوقع أن تسقط في يوم من الأيام في هذا المصير.
رفضت الفتاة بشدة طلب الرجل بالعمل في الرذيلة، وكانت ردة فعله أن أقدم على اغتصابها بهدف الضغط عليها وتدمير نفسيتها لتصبح رهن إشارته، ثم أخذ جواز سفرها واحتجزه، وكلف حارساً بمراقبتها، ومنعها من الاتصال بالعالم الخارجي تجنباً لطلبها النجدة.
أرغم الرجل وحارسه الفتاة على العمل في الرذيلة مع الرجال ليحصلا على المال، واستمرت الفتاة على حالها مُرغمة على العيش في أجواء الذل والقهر، وحاولت الهرب مرات عدة، إلا أنها لم تتمكن من ذلك. جاءت بوادر الفرج للفتاة عندما وافق الحارس على السماح لها بالاتصال بعائلتها، والحديث معهم هاتفياً فاستغلت الفرصة، وأبلغتهم بأن الرجل الذي وعدها بالعمل يحتجزها، وطلبت تزويدها رقم شرطة دبي، فحصلت على رقم «الخط الساخن». اتصلت الفتاة بالخط الساخن، وأبلغت عن احتجازها، فسارعت شرطة دبي للعمل على الفور من أجل إنقاذها، لكن العقبة التي واجهتهم تمثلت في عدم معرفة الفتاة مكان الشقة المحتجزة فيها، وعدم معرفتها للمنطقة، فكان التحدي الذي وقع على عاتق الشرطة كبيراً جداً.
سخرت الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية كامل طاقتها من أجل إنقاذ الفتاة، وفك غموض قضيتها، وتقديم الجناة إلى العدالة، وهنا كانت الخبرات والتقنية التكنولوجية العالية حاضرة في وقتها، ومكنت الشرطة من تحديد مكان الشقة والتمهيد لعملية الإنقاذ.
حددت الشرطة مكان الشقة بدقة، وعند الساعة الحاسمة داهمتها، وعثرت على الفتاة، وحاول الحارس الهرب إلا أن عناصر الشرطة تمكنوا من القبض عليه.
وأقر الحارس في اعترافاته بالتحقيقات باحتجازه الفتاة بناءً على أوامر من الرجل الذي جلبها من بلدها، وأنه أرغمها على العمل في مجال الرذيلة من أجل المال، وعليه سارعت الجهات المختصة في شرطة دبي في البحث والتحري إلى أن تمكنت من القبض على الرجل الذي جلب الفتاة للدولة ووعدها بالعمل الوهمي، حيث كانت ردة فعله أن تنكر لجريمة اتجاره بالفتاة وإدارة شقة للرذيلة، إلا أن إنكاره لم يفده فدليل إدانته كانت في جيبه، حيث عثرت الشرطة على قصاصات ورقية مدون فيها قيمة المتحصلات اليومية لأعمال الرذيلة.
الحذر مطلوب
أكد المقدم الدكتور سلطان عبد الحميد الجمال، مدير مركز مراقبة جرائم الاتجار بالبشر في الإدارة العامة لحقوق الإنسان في شرطة دبي، أن هدف نشر قصة الفتاة العظة والعبرة حتى لا تسقط أخريات في الفخ، مشيراً إلى أن المطلوب من الفتيات وعائلاتهن التأكد من حقيقة وجود فرصة العمل قبل حضورهن إلى الدولة.
وأكد أن الخط الساخن رقم 8007283 وضع لخدمة الضحايا.
عدد اليوم
