شبكات البث الأوروبية تستثمر 21 مليار دولار سنوياً لإنتاج البرامج

أبوظبي (الاتحاد) - في معلومات مسحية تعتبر الأولى من نوعها، استطاعت دراسة مولتها جمعية التلفزيونات التجارية في أوروبا، تعداد وتقدير الإنفاق الكلي على إنتاج البرامج في شبكات البث الأوروبية. وقالت الدراسة، التي صدرت تحت عنوان «المحتوى المرئي والمسموع ونمو شبكة الإنترنت»، إن إسهام شركات البث التجارية في الاقتصاد الرقمي الأوروبي يقدر بنحو 21 مليار دولار أميركي. دلالات كامنة لفت اتحاد البث الأوروبي إلى أهمية النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة والدلالات الكامنة وراءها، ونقل موقع الاتحاد على شبكة الإنترنت عن رئيس الاتحاد فيليب ديلوساين، الذي يشغل في الوقت نفسه رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لشبكة «آر تي أل» التلفزيونية والإذاعية في بلجيكا، قوله إن هذه النتائج أسهمت في معرفة المغزى الاقتصادي والاستثماري للقطاع المرئي والمسموع. وأضاف «نعرف أن التلفزيون الأوروبي يمثل قطاعاً تبلغ قيمته 84 مليار يورو، ولكن لم نكن نعرف كم من هذا العائد يعاد استثماره في إنتاج محتويات الرياضة أو الأخبار أو الترفيه أو الأفلام. وعندما يؤخذ في الحسبان إسهامات وحصص شبكات البث التابعة للقطاع العام، والمُشغلين الصغار نستنتج أن نحو 40% من عائدات شبكات البث يعاد توظيفها في إنتاج برامج للموسم التالي». وأظهر التقرير كذلك الاتجاه القوي في استهلاك مئات الخدمات الجديدة التي دشنتها شركات البث التجارية عبر شبكة الإنترنت، وهي جزء من العمل القانوني لحماية المحتوى على نطاق واسع وأداة حيوية ضد القرصنة. وخلص إلى أن الاتحاد يتطلع نحو العديد من الطرق والسبل المتنوعة التي يمكن من خلالها للمحتوى اجتياز الجبهات والحدود راهناً ومستقبلاً من خلال تلبية طلب المستهلكين على المستوى الكمي. مزيد من الوقت كشف المسح السنوي لمعدلات مشاهدة التلفزيون الذي يجريه جهاز «ميدياميتري اوروداتا»، أن المعدل العالمي لوقت مشاهدة التلفزيون يومياً بلغ ثلاث ساعات و16 دقيقة للشخص الواحد يومياً، أي بارتفاع مقداره ست دقائق مقارنة بعام 2010، وارتفاع مقداره عشرون دقيقة خلال عشر سنوات. وفي تصنيف البلدان، سجلت بعض الدول الأوروبية ارتفاعات ملحوظة، فبلغ معدل الزيادة 15 دقيقة في فرنسا. وغطّى المسح نحو مائة دولة في العالم، وجاء في نتائجه أن «التلفزيون فرض نفسه في مقدمة وسائل الإعلام لناحيتي البث المباشر والحصرية»، ملاحظاً ظهور المزيد من القنوات والخيارات التي تجعل المشاهدين يمضون وقتاً أكثر من السابق أمام التلفزيون. وفي الوقت نفسه، أصبحت الوحدات السكنية مزودة بأجهزة التلفزيون وغيرها أكثر من أي وقت مضى، ووفقاً لما جاء في موقع «رابيد تيفي نيوز» نقلاً عن تقارير متخصصة، فإن أكثر من سبعة ملايين جهاز تلفزيون عالي الدقة قد تم شراؤها في ألمانيا في عام 2011، أي ما يعادل مائة ضعف العدد قبل خمس سنوات. وفي المملكة المتحدة يوجد بين كل ثلاثة مساكن مسكن فيه مسجل فيديو، بينما ترتفع النسبة إلى 44% في أستراليا. وعودة إلى معدل وقت المشاهدة العالمي، فقد سجلت دول آسيا أيضا، خاصة الصين، قدراً كبيراً من الارتفاع، حيث بلغ النمو 12 دقيقة خلال سنة واحدة. تراجع إعلاني هذه المعطيات الرقمية لا تتزامن بالضرورة مع مؤشرات إيجابية على عوائد التلفزيونات الأوروبية، خاصة مع احتمالات استمرار الركود الاقتصادي في عدد من دول الاتحاد، وربما في السوق الأوروبي كافة. وبهذا الصدد كانت شبكة «ميديا سيت» التجارية الإيطالية قد أعلنت مؤخراً عن تراجع كبير في صافي أرباحها في السنة المالية 2011، حيث سجل 225 مليون يورو (نحو 297 مليون دولار) بتراجع بلغت نسبته 36%. وقالت صحيفة «شيكاجو تريبيون» إن هذا التراجع الكبير يتوقع أن يكون أسوأ في العام الحالي، وهو نتج عن هبوط الإعلانات في قنوات هذه الشبكة العاملة في كل من إيطاليا وإسبانيا والتي يهيمن على ملكيتها رئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو برلسكوني. ويتمثل الأمل الوحيد لنمو الأرباح الصافية في تحقيق سوق الإعلانات قفزة استثنائية بفضل إعلانات بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم والألعاب الأولمبية في لندن والمنتظرة صيف هذا العام. وهبطت حصة «ميدياسيت» من سوق الإعلان الإيطالي المحلي إلى 3,3%، بما في ذلك إعلانات قناة الشبكة المدفوعة التي تعتبر منافساً لقناة سكاي إيطاليا التابعة للملياردير روبرت مردوخ. وبينما عانت قنوات الشبكة المجانية التابعة للشبكة من تراجع جمهور مشاهديها، انتهت عائدات العام للقناة المدفوعة على ارتفاع قدره 14%.