الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«تويتر» يغير طريقة عمل وكالات الأنباء العالمية

«تويتر» يغير طريقة عمل وكالات الأنباء العالمية
30 ابريل 2012
يشبّه بعض النقاد موقع تويتر بالشريط «الإخباري» المتدفق، والمكون من تغريدات معدودة الأحرف، سهلة القراءة وبعيدة عن الملل، والآتية من مئات آلاف المصادر التي تضاهي بعددها مصادر أية وسيلة إعلامية أخرى على الإطلاق، بما فيها أعرق مزودي الأخبار عبر التاريخ. وهذا المشهد يجعل بعض المتخصصين يتحدثون عن تحول جذري في وظائف وكالات الأنباء الصحفية، فالبعض منها بدأ يسعى إلى تحديد اتجاهات هذه الوظائف مستقبلاً ودراسة تأثرها بموقع التغريد خاصة، وبعض مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، بما فيها مواقع الصور. أبوظبي (الاتحاد) - بينما يستمتع ملايين المستخدمين في العالم وهم يمارسون دور مزود محتوى لوكالة الأنباء «الاجتماعية»، المتمثلة بتغريداتهم لحظة بلحظة على موقع تويتر، يرى محللون تكهنات من شأنها أن تؤثر فعلياً ليس على الوكالات وحسب، بل حتى على صناعة الأخبار في العالم ككل. تساؤل مشروع تحت عنوان «هل يمكن لتويتر الحلول مكان وكالات الأنباء؟» كتب جوش ستيمبرج في موقع «ديجيداي. كوم» أن «التلغراف تحول في ثلاثينيات القرن التاسع عشر بفضل مخترعه صمويل موريس إلى أداة عالمية كاسحة غيرت المجتمع بشكل فوري. فتكنولوجيا الاتصالات كسرت معادلة المكان والزمان، ولم يعد الناس ينتظرون أشهراً لاستلام الرسائل. وشكل ذلك بداية عملية جعلت وسائل الإعلام الجماهيرية ديمقراطية، حيث إن التلغراف سمح لوكالات الأنباء بالوجود عبر جعل الأنباء تنتقل فوراً وكل لحظة عبر العالم». وتساءل كاتب المقال «فهل يمكن لتويتر، التلغراف الحديث، أن ينهي دور وكالات الأنباء ويحل محلها؟ ويجيب بالقول إن لدى تويتر 140 مليون مستخدم في العالم، وعندما تطرأ أخبار وحوادث فإن الناس يبدأون بالتغريد، سواء كانوا صحفيين في الميدان أو في موقع الحدث أو في غرف الأخبار أو حيث يتجمعون مع بعضهم البعض على تويتر. إن السؤال مشروع منذ أن كتب صهيب عطار - على سبيل المثال - على تويتر، عن الغارة الأميركية على أسامة بن لادن، حيث لم يكن هناك لا صحفيين ولا وكالة أنباء في تلك اللحظة ولا شهود على هذا الحادث غير صهيب نفسه الذي قدم ربما من دون قصد إفادته كشاهد عيان لديه حساب على تويتر. لقد كان ذلك أسرع من أي وكالة أنباء على الإطلاق. ولكن ما عدا السرعة في الوقت الحقيقي، وكثرة المعلومات والبيانات، تبقى التغريدات بحاجة للتدقيق في صحتها، والتحقق من وقائعها ومن ثم تحليل أهميتها، وعلى هذا الصعيد، فثمة مسألتان تتعلقان بوكالات الأنباء. فبالنظر إلى الأسوشيتدبرس ورويترز على سبيل المثال، يشير الكاتب إلى أن وكالات الأنباء تعيش الآن وسط تغيرات. فرويترز تحولت من بث خدمتها الإخبارية التي يزيد عمرها على مائة عام إلى وكالة أنباء حديثة من خلال توظيف فريق عمل تحرير للإعلام الاجتماعي متخصص في التغريد في الوقت الحقيقي، مستبقة غيرها من الوكالات، كما أنها سمحت لمراسليها بالتغريد عن أخبارهم قبل إرسال قصصهم (المفصلة). منهج آخر الأسوشيتدبرس بدأت بالوجود في تويتر، ولكنها لم تعتمد استراتيجية رويترز مع أنها تستمر في البحث عن أفضل الطرق لاستخدام التكنولوجيا. فرويترز لديها أكثر من حساب «خدمة» على تويتر خلافا للوكالة الأميركية التي تواصل البحث عن وضع وتجريب سياسات جديدة تحرر جيشها من المراسلين المنتشرين في العالم وتفيد منهم (في التغريد) لحظة الأخبار العاجلة لكن دون أن تخسر جدوى الاشتراك فيها، إذ أن لدى الأسوشيتدبرس ما تقلق بشأنه على المدى البعيد وهو العوائد المالية لخدماتها إذا سارت على طريق رويترز التي لديها زبائن آخرين كثر (غير وسائل الإعلام) عند كل محطة أو فرع من خدماتها، في إشارة إلى الشركات ورجال الأعمال ومراكز التحليل والتوقعات في الأسواق العالمية. هذا ليس إلا جانب واحد من تأثير تويتر على الوكالات. فالصحفيون الموجودون على تويتر يمكنهم أن يلمسوا مقدار مساعدة الموقع لهم في عملهم، سواء من حيث مصادر الأخبار أو من حيث نشرها وتوزيعها. ومن هنا أخذ تويتر دوراً مهماً بالنسبة للمراسلين الصحفيين المحققين. أحد هؤلاء الصحفيين، وهو توم ستونداج من مجلة «إيكونوميست»، قال إن تويتر احتل بالنسبة للعديدين مكان وكالات الأنباء ولكن ليس كلها. وآخرون مثل الصحفي إيمي سميث من صحيفة «واشنطن بوست إكسبرس»، فيعترف أن محرر وكالات الأنباء على موقع تويتر يمكن أن يكون أياً كان». لكن المقال يستبعد أن تعلن وسائل الإعلام عن تخليها عن شراء خدمات وكالات الأنباء في وقت قريب وتعلن استسلامها لتويتر، ذلك أنه يبقى للوكالات عملية التحرير وتوزيع المعلومات ذات الصدقية. لكن على هذه الوسائل والوكالات على حد سواء الاستمرار بمواكبة التغيير في التكنولوجيا وطريقة استهلاك الناس للمحتوى. وبهذا الشأن يقول مسؤول تحرير الإعلام الاجتماعي في رويتر أنتوني دي روسا، إن وكالات الأنباء اليوم توفر أكثر مما هو أخبار عاجلة، كما أن عملية تحديث أنباء الوكالات أسرع وأكثر كثافة مما يسمح به حساب اسوشيتدبرس على تويتر». ويلفت إلى الوظيفة الباقية للوكالات بالقول «إن تويتر فعلياً يساعد الوكالة، يوفر بيانات أكثر للتشارك فيها، لكن عندما يتم التحقق منها». شراء وتجديد يجب عدم الظن بتراجع سريع لأهمية وكالات الأنباء، فبعض الوكالات تواصل علمياتها التوسعية ومشاريعها الجديدة بما يشير في الوقت نفسه إلى حاجة هذا القطاع إلى المراقبة من جهة وإلى التجديد والابتكار من جهة ثانية. فقد أعلنت وكالة الأسوشيتدبرس مؤخراً أنها تلقت عرضاً من وكالة الأنباء الألمانية «دابد» (DAPD) من أجل الاستحواذ على الخدمة الفرنسية للوكالة الأميركية، وقال موقع «بيزنيس ويك» إن هذا العرض يتعلق على الأرجح بتوجهات الوكالة الألمانية بالتوسع المستمر رغم التغيرات التي طرأت على وظائف وكالات الأنباء نتيجة الإعلام الجديد. فوكالة «دابد» كانت استحوذت العام الماضي على وكالة «سيبا برس» الإخبارية الفرنسية المتخصصة في الصور. ومن شأن هذه الصفقة إن تمت أن ترفع من مكانة الوكالة الألمانية على المستوى الأوروبي ككل، حيث تكون قد عززت خدماتها باللغتين الألمانية والفرنسية في الوقت نفسه. وكانت هذه المباحثات بدأت منذ فترة غير قصيرة، لا سيما بعد المصاعب التي حالت دون تمكن الوكالة الأميركية من حل عدد من المشاكل المالية في فرعها الفرنسي، الأمر الذي جعل مصيرها مفتوحاً على عدة احتمالات، بما في ذلك احتمال الإقفال وما ينشأ عنه من عمليات صرف واسعة. ويرى مراقبون أن عملية شراء الوكالة الألمانية لهذه الخدمة قد تشكل مخرجاً مناسباً على الأقل لجهة الحد من صرف العاملين الفرنسيين فيها. وفي نهاية 2010 كان في مكتب أسوشيتدبرس برس في فرنسا نحو 57 عاملاً، بينهم 25 صحفياً، يضاف إليهم 69 صحفياً متعاوناً. وتعتبر «دابد» ثاني أكبر وكالة أنباء ألمانية، وهي تتخذ من برلين مقراً لها، ويعمل فيها نحو 200 محرر و77 مصوراً صحفياً، وقد بلغت عوائدها في عام 2010 نحو 27 مليون يورو. وهي كانت قد أسست في عام 2010 بعد دمج وكالة ألمانيا الغربية السابقة «ددب» التي كانت تملكت الوكالة الألمانية الشرقية للأنباء، بعد توحيد قسمي ألمانيا والفرع الألماني لوكالة الأسوشيتدبرس. وتقدم الوكالة مختلف الأنباء الدولية والإقليمية، وتشمل قاعدة زبائن خدماتها الإخبارية 700 مشترك، وهي توفر أكثر من 500 نص ورسالة خبرية وألفي صورة خبرية يومياً. ومن بين زبائنها والمشتركين فيها الصحف والمجلات الألمانية، ووسائل الإعلام على الإنترنت والإذاعات والتلفزيونات والأحزاب والحكومات ورجال الأعمال والمؤسسات والجمعيات. وبدأت الوكالة منذ أغسطس 2011 بتوفير خدمة أخبار رياضية. وفي يناير الماضي أعلنت الوكالة أنها ستفتح خدمة إخبارية في فرنسا. ويذكر أن الوكالة الألمانية الأولى والأوسع انتشاراً هي وكالة «د ب أ» (dpa) التي أسست عام 1949 ولها حضور عالمي واسع عبر مختلف فئات وسائل الإعلام القديم والجديد، وهي تبث بلغات عديدة، بينها العربية، ولها نحو 80 مكتباً في العالم. وهي تعمل بالنظام التعاوني. وكالة وأرشيف التراجع «الفرنسي» للأسوشيتبرس تحاول الوكالة تعويضه بخدمات جديدة أخرى، حيث أعلنت عن مشروع منصة خاصة للناشرين الرقميين يستطيعون من خلالها الحصول على صور ولقطات فيديو من أرشيف الوكالة. وأطلقت «أ ب» على منصتها «أ.ب فيديو هوب» وهي مصممة لتتيح للناشرين عبر الشبكة الوصول إلى محتويات الأخبار العاجلة المختارة وذات الصلة مع اللقطات المصورة من أرشيف الوكالة، التي أوضحت أن إتاحة محتوياتها الأرشيفية عبر هذه الخدمة سوف تساعد على كتابة قصص إخبارية وزيادة مشاهدة الصفحات وجاذبية المواقع التي تشترك في الخدمة. وتبث المنصة شريطاً متواصلاً من الأخبار المصورة إلى جانب محتوى منظم ومصنف حسب المواضيع، على أن هذا التصيف سيكون خاضعاً للتطوير تبعاً لجاذبية كل قصة. ووفق موقع «برس جازيت» البريطاني، فإن ثمانية مواقع إخبارية في المملكة المتحدة وألمانيا والولايات المتحدة قد باشرت اعتماد خدمة «فيديو هوب» فور إطلاقه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©