مع دخول البلاد في منخفض جوي مثير يدعو إلى الانطلاق في رحلات البر والواحات الخضراء، تتنافس على أجندة الأنشطة العائلية عناوين عدة لقضاء عطلة نهاية الأسبوع. ولا شك في أن زخات المطر التي تواصل هطولها لـ3 أيام على مختلف مناطق الدولة، فتحت شهية الكبار والصغار لتغيير مشاريعهم المخططة مسبقاً. والدخول في خيارات جديدة تتخذ من الطبيعة منطلقاً للاستمتاع بالمناخ البارد وممارسة الرياضات الخارجية، وذلك في وداع الأيام الأخيرة من فصل الشتاء الذي أبى أن يغادر البلاد هذه السنة من دون أن يترك في الأرجاء بصمات لا تنسى.
نسرين درزي (أبوظبي) - نسبة كبيرة من العائلات تترقب حال الطقس بشكل يومي بانتظار أن يحل يوم الخميس ويصطحب معه السحب المحملة بالأمطار كفأل خير لعطلة ممتعة. وتصب معظم الاقتراحات في خانة النزهات باتجاه المناطق المفتوحة على السماء والرمال والحدائق الشاطئية. وتعتبر الأغلبية أن الأيام القليلة المقبلة هي فرصتهم الأخيرة للاستجمام في الهواء الطلق قبل دخول سحابة الصيف. وتكثر الحجوزات هذه الأيام على المنشآت السياحية في مناطق عدة وجزر ترفيهية، وكذلك عند المنتجعات الصحراوية والشاطئية. حيث يتوق الجميع إلى عيش تجارب مغايرة للنزهات التقليدية، بحثاً عن المغامرات والأنشطة التشويقية التي لا تحلو إلا في أوج التألق المناخي.
قوارب «الكاياك»
تتحدث هاجر أرزوني عن رغبتها خلال عطلة نهاية الأسبوع بالذهاب في رحلة مع زوجها وابنها عبر قوارب «الكاياك» المطلة على أشجار القرم، وتذكر أنه سبق لها أن جربت هذه الرياضة سابقاً، وتريد معاودة الكرة، مستفيدة من الطقس الشتوي. وقد حجزت لذلك عبر منتجع القرم الشرقي «المانجروف»، الذي يوفر إطلالة على محمية القرم التي تجمع بين مفردات الطبيعة الساكنة ما بين مياه البحر ونباتات الصحراء. وتذكر هاجر أن هذا النوع من الأنشطة، يزداد روعة عندما ترسم السماء غيوماً مشبعة بالأمطار، وتعتبر أن الأمر يستحق التجربة مع التقاط الصور التذكارية. وهي من الأشخاص الذين يفضلون القيام بأنشطة الحركة خلال العطلات، وهذا ما توفره قوارب «الكاياك» التي تجمع أفراد الأسرة على نشاط واحد ومتعة مشتركة.
ويذكر عمار عواضة أنه ينوي اصطحاب أفراد أسرته خلال عطلة نهاية الأسبوع إلى شاطئ البطين الذي يعتبره من أهم مناطق الجذب في أبوظبي. ويقول إنه يفضل ممارسة الرياضات الشاطئية بعيدا عن الحر، لذلك سوف يستغل الأجواء العليلة لقضاء وقت ممتع مع أبنائه. وهو يرى أن شاطئ البطين واجهة جمالية ومتنفساً ترفيهياً آمناً، حيث تتوافر الخدمات العصرية وعوامل الراحة والأمان لمختلف شرائح المجتمع والفئات العمرية، ويشير إلى أن أكثر ما يعجبه في الموقع، الأهمية التي توليها بلدية أبوظبي في تخصيص
15 منقذ حياة على امتداد الشاطئ خلال الساعات المسموح بها بارتياده للعامة، و20 حارساً على مدار 24 ساعة. ويلفت إلى أن شاطئ البطين كونه واجهة بحرية نجحت في استقطاب السياح ومرتادي السباحة، خيار جيد لمن يفضل البقاء داخل العاصمة خلال عطلة نهاية الأسبوع، والقيام بأكثر من مشروع. ولاسيما أن ارتياده لا يقتصر على ممارسة السباحة، وإنما يتيح القيام بأكثر من رياضة. إذ يمتد على مساحة 90 ألف متر مربع ويصل طوله إلى 800 متر. وفيه ملعب فسيح للأطفال وملاعب كرة طائرة وكرة قدم ومناطق خضراء للتنزه.
تخييم وقطار
يحار السائح عند الوصول إلى مدينة العين في مثل هذا الوقت من السنة، حيث الأجواء المعتدلة، أين يذهب أولاً وماذا يضع ضمن أولوياته ولاسيما برفقة الأطفال؟. فهم ينعمون فيها بحصة كبيرة من المواقع المخصصة لسنهم بدءاً من المتنزهات الغنية بالعيون الساخنة إلى الملاهي والمنتجعات الطبيعية.
وتقول مريم النعيمي، وهي أم لولدين وبنت: إنها تستعد يوم غدٍ الخميس للتوجه إلى مدينة العين، حيث ستمضي مع أسراتها يومين في منطقة «العين الفايضة». وتذكر أنها اختارت هذه الوجهة لأنها تتناسب مع الطقس البارد، حيث يمكن تحقيق الاسترخاء في أقصى درجاته. وهي تعتبر «العين الفايضة» مرآة الترفيه العائلي، وسط باحات فسيحة وحدائق غناء، ومواقع أخاذة، تضم تسهيلات ممتازة للعائلات.
وتنصح مريم العائلات بالذهاب إليها خلال الفترة الحالية، كونها مناسبة للتخييم طوال النهار، والانطلاق في الطبيعة، وتحضير الموائد في العراء.
من جهته يقول أحمد نجم الدين: إن وجهته، خلال اليومين المقبلين، ستكون «جبل حفيت»، والذي يشكل الوصول إلى قمته متعة لا تخلو من الإثارة والتشويق. كما سيتابع جولته رفقة عائلته مروراً بمنطقة «المبزرة الخضراء» التي برأيه من أجمل البقع السياحية التي يتوافد إليها الناس بقصد الاستمتاع بمياهها الدافئة المتدفقة من الآبار. وهو عادة يختار الجلوس في إحدى الشاليهات التي تتوسطها بحيرة تكونت من تجمع مياه الآبار الساخنة. ويذكر أحمد أن نهاية الجولة لابد أن تكون عند مدينة ألعاب الهيلي التي تتميز بمساحاتها الخضراء والقطار الكهربائي الذي يقطع مسافة 3.5 كيلومترات بالتفافه حول الحديقة.
رياضات
أما سعيد المرزوقي، فيقول إنه اختار الذهاب وعائلته إلى الفجيرة لقضاء بضعة أيام عند أحد المنتجعات الشاطئية. ويذكر أن الابتعاد عن الأجواء الروتينية أمر يحتاج إليه للاستجمام رفقة زوجته وأبنائه. وهو من هواة رياضة الغطس، وينوي الدخول في منافسة ترفيهية مع صديقه الذي اتفق وإياه على الذهاب إلى العنوان نفسه. ويعتبر سعيد أنه من تباشير الخير أن تنعم السماء على البلاد بخيراتها في مثل هذا الوقت من السنة، وأنه لابد من استغلال الطقس بتنظيم برامج للهو وسط الطبيعة.
الرأي نفسه يسجله عبد الله إبراهيم الأحمد، الذي يقول إن رأس الخيمة هي وجهته بدءاً من غدٍ، حيث اختار المكوث وعائلته في أحد المنتجعات التي تجمع بين تجربتي الشاطئ والصحراء. ويذكر أنه وزوجته حصلا على إجازة من العمل لـ 5 أيام سوف يقضيانها كاملة هناك. ويشير عبد الله إلى أن المواقع الطبيعية ما بين البر والبحر، تفتح الشهية للقيام بتجارب رياضية مثيرة، يحتاج إليها المرء ليشعر بالتغير من وقت لآخر. وهذا ما يترقب حدوثه، مع محاولات منه لتشجيع أقاربه بالانضمام إليه في رحلته، احتفاءً بالأيام الأخيرة من الشتاء.
هوايات
مع كل المعالم السياحية المنتشرة في البلاد، تبقى الحدائق العامة الملاذ الأوفر متعة لأفراد الأسرة، تزامناً مع الأجواء المناخية المعتدلة. إذ تنشط أجواء المساحات الخضراء خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث من الممتع قضاء اليوم في ممارسة الهوايات في الهواء الطلق، وإقامة حفلات الشواء واللعب والاسترخاء في الطبيعة، بعيداً عن الأماكن المغلقة والخيارات البديلة في فصل الصيف
مناطق للتنزه
يمتد شاطئ البطين داخل إمارة أبوظبي على مساحة 90 ألف متر مربع، ويصل طوله إلى 800 متر. وفيه ملعب فسيح للأطفال وملاعب كرة طائرة وكرة قدم ومناطق خضراء للتنزه.
ويعتبر الشاطئ المفتوح أمام العائلات وجهة ترفيهية مناسبة في مختلف الفصول.
وتشهد هذه الفترة من السنة حركة متزايدة على المرافق الرياضية التابعة لشاطئ البطين وذلك مع اعتدال الأجواء الربيعية وتأخر الصيف.
عدد اليوم
