السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«مطاردة الجليد» على «ناشيونال جيوغرافيك» تثير دهشة المشاهدين

«مطاردة الجليد» على «ناشيونال جيوغرافيك» تثير دهشة المشاهدين
30 ابريل 2013 20:31
تظل التغيرات المناخية التي تشهدها الأرض والتي لا يتوانى العديد من العلماء والباحثين معها في تفسير الظواهر والوقوف على الأسباب الحقيقية التي تؤدي إلى حدوث الكوارث البيئية، يأتي فيلم «مطاردة الجليد»، الذي يدور حول قصة المصور البيئي الشهير جيمس بالوج الذي توجه في مهمة خاصة بقناة ناشيونال جيوغرافيك إلى المنطقة القطبية الشمالية، ليضع مشاهدي الأفلام الوثائقية في حالة من الدهشة إذ إن الرحلة التي استغرقت سنوات من أجل التقاط صور فوتوغرافية مهمة لم تكن سهلة بالمرة بل جعلت بالوج على حافة الخطر. أشرف جمعة (أبوظبي) - مطاردة الجليد فيلم وثائقي شائق مدته 80 دقيقة من إخراج جيف أورلوفسكي وحاز جائزة مهرجان هوت دوكس للأفلام الوثائقية بكندا وجائزة مهرجان river run بأمريكا ومهرجان sxsw بأمريكا أيضاً واختير رسمياً في مهرجان ساندس للأفلام الوثائقية، وعرضه نادي أبوظبي للأفلام الوثائقية، الذي تنظمه مؤسسة أناسي للإنتاج الإعلامي بالتعاون مع وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع المحلي وجامعة زايد وبلدية مدينة أبوظبي في مبنى جامعة زايد القديم. لقطات سريعة في مسرح جامعة زايد كان الحضور كثيفاً للغاية قبل بداية الفيلم الذي ترقبه عدد كبير من جمهور متنوع مثل جنسيات مختلفة وفور بداية العرض عم السكون على القاعة بأكملها لتبدأ أولى مشاهد الفيلم إذ إنها منذ الوهلة الأولى بثت في الحاضرين مشاعر التحفز لمتابعته باهتمام زائد حيث بدا عبر الشاشة الضخمة جيمس بالوج في منطقة جليدية وفي يده كاميرا تصوير فوتوغرافي حيث كان يصوبها تجاه جبال الثلوج ويحاول أن يرصد تغيراتها عبر الصورة لتنتقل كامير المخرج بنا إلى لقطات سريعة تعرض صوراً لانهيارات جليدية في بعض المناطق وتصدعات في الأرض وفيضانات تجرف بيوتاً بأكملها. وحرائق تشتعل في غابات فضلاً عن مقتطفات من نشرات أخبار عالمية وهي تستضيف علماء المناخ الذين يتحدثون عن تغيير المناخ حول الأرض وما يتبعه من كوارث بيئية رهيبة، ثم تظهر قطع جليدية في غاية الروعة وكأنها منحوتات عبثت بها يد أحد الفنانين البارعين في فن النحت فشكلت مجسمات ثلجية في غاية الروعة، وبين هذه القطع تتدفق المياه من بينها ولم تلبث بعضها إلا أن تداعت شيئاً فشيئاً وذابت على الرغم من كبر حجمها. صور معبرة وفي جانب آخر يعرض الفيلم الوثائقي «مطاردة الجليد» جزءاً من رحلة جيمس بالوج إلى أيسلندا حيث قرر بعدها دراسة الانهيار الجليدي الهائل وبالفعل بدأ في استخدام كاميرات حديثة في التصوير البطيء لكي يلتقط صوراً تعبر عن حالة المناخ وتغيراته وانعكاساته على جبال الثلج بمعاونة مجموعة من المغامرين الذين رافقوه إلى المنطقة القطبية الشمالية القارسة لتجميع سجل حول الأسطح الجليدية المتغيرة حول العالم، استمرت رحلة بالوج سنوات طويلة في مناطق عدة من العالم وثبت عدد كبير من الكاميرات في مناطق نائية من ألاسكا ومونتانا ونيبال وأيسلندا وجريلاند من أجل التقاط صور الجليد وهو يذوب،. والطريف أنه بعد مدة من الزمن ذهب لمتابعة كاميراته التي ثبتها بمهارة في هذه المناطق ليجد أن بعضها قد أتلف تماماً بسبب درجة الحرارة المنخفضة لكن بعضها كن يعمل بثبات في إشارة إلى بعض المناطق الجبلية التي انهارت في غضون 70 دقيقية-على الرغم من أنها قد تصل في الحجم إلى ولاية كبيرة في أمريكا- سوف تظل موجودة عبر الذاكرة الرقمية الموجودة في أحد الكاميرات، وهنا يضطر إلى إعادة تجهيز كاميرات في أحد المختبرات حتى لا تتلف. مناطق مظلمة واجه جيمس بالوج العديد من الصعوبات إذ إنه كان يضطر إلى النزول إلى قاع تلك الصخور في مناطق مظلمة من أجل التقاط بعض الصور حيث بدا له بعض الخطوط السوداء حول قطع جليدية كبيرة الحجم ما يدل على أنها تعرضت إلى كوارث في الماضي السـحيق وفـي أثناء ذلك يشعر بآلام رهيبة في ركبته اليمني التي أجرى بها من قبل عمليتين جراحيتين ليعود مرة أخرى ويجـري بها الثالثـة غير أنه مع تزايد الكوارث الطبيعـية على مستوى العالم يجد نفسه غير قادر على تحمل المزيد بخاصة أن التقنية المستخدمة غير خاضعة للاختبار مما يجعله واقفاً أمام الموت وجهاً لوجه في كل لحظة عبر السنوات التي قضاها في هذه الرحلـــة العجيبــــة ليجــني فــي نهـايــة الأمـر ثمار هذا الجهد حيث احتفـظ بمقاطع فيديو مؤثرة وصــوراً مبــهرة تعبر عن لحظات مرت في ثوان معدودة لجبال ثلجية قديمة كانت تتحرك وتنهار بطريقة درامية وتختفي في لمح البصر .
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©