الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ثلاث قصائد

ثلاث قصائد
18 يوليو 2017 20:24
تغيَّرَ البيتُ كثيراً بعدَ رحيلك تَغيّرَ البيتُ كثيراً بعدَ رحيلكِ وأنا تغيّرتُ وسوريا تَغيّرَتْ وبيوتُ الجيرانِ والشوارع والحاراتْ كلُّ مكانِ في الدّنيا صارَ لحظةَ عابرةْ كما الحبُّ قوَّتُهُ أننا في كلِّ لحظةٍ نخشى رحيلَهُ فنعرفُ.. كمْ نحبُّ أن يتمهّلْ. ... تَغيّرَ البيتُ كثيراً وسوريا تَغيَّرتْ وبيوتُ الجيرانِ والحاراتْ والشوارعُ... التي كانَ يألفها كعبُكِ العالي وَتنانيرُكِ الشانيلْ وَجزادينُكِ بظلالها التي كانتْ تَلهثُ قُربكِ... ككلبٍ صَغيرْ الأقراطُ والأساورُ وسوقُ الصّاغةِ وضحكتُكِ الذَّهَبْ. ... تَغيّرَ البيتُ كثيراً بعدَ رَحيلكِ وَسوريا تَغيَّرَتْ وَالبيوتُ والجيرانُ والشوارعُ ... كيفَ أقولُها لكِ كيفَ أقلقُ موتَكِ ... تَهدَّمتْ سوريا في الحربْ وَالذكرياتُ يا أمي ليستْ وطناً. لمنْ تُحكى الحكاياتْ انتهتِ الحربُ يا حبيبي ولم يعد أحدٌ إلى بيتهِ حتى البيوت لمْ تَعُدْ منَ الحربْ الطريقُ لمْ يَعرفْ طريقَ العودةِ الأرانبُ في الحقولِ تحتَ الأعشابِ البريّةِ التي احترقَتْ بالنابالم والكلور وغاز السارينْ تُغمضُ عينيها أمامَ الكاميراتْ لا تريدُ أن تتصوَّرَ. لنْ يعرفَ العالمُ قِصَّتَنا ماتَ الأطفالُ ... لِمنْ تُحكى الحِكاياتْ. وكما تعلمْ وكما تعلمْ يا حبيبي.. أنني كنتُ جميلةً قبلَ الحربْ كنتُ أغزل معطفكَ الفضفاض بخيوط النعاسْ وعلى شُرفةِ البيتِ كنتُ أنفضُ الموتَ أشمِّسه على حبال الغسيل... تُجفّفهُ الشّمسْ وكما تعلمْ... وابتلعتُ الغيابَ... ألوانَ العيونِ... الوصايا... الأحلامَ الأسماءَ، الوعودَ، والدَّمْ ابتلعتُ الحرب، كي تنتهي هذي الحربْ. ... سنحيا فيما بعد ستعودُ الأرضُ من دورانها البعيد، فنهدأ. هذا الطير الذي يحطّ كالصاعقةْ فكرةٌ من حديثٍ عتيقٍ لمْ يكتملْ وهذا الوحشُ الذي يغفو في المسافاتِ بيننا يوماً بعدَ يومٍ ويكبر ويكبر ويكبر هذا الوحشُ المرعبُ يا حبيبي لا تخفْ... هو الحبّْ. ------------------- من مجموعة شعرية تصدر قريباً عن منشورات المتوسط في ميلان بعنوان «أعرني النافذة يا غريب». ........................... * سوريا - فرنسا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©