الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

صانعو التنمية

10 يوليو 2010 21:04
يحق لدولة الإمارات أن تفتخر بالإنجازات التي حققتها خلال العقود الماضية في كافة الميادين الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، فالنهضة الشاملة التي تعيشها الدولة تمثل حالة فريدة من نوعها تميزها عن غيرها من الدول، بل دفعتها إلى مصاف البلدان المتقدمة في مجالات تبني مفاهيم التكنولوجيا الحديثة والمعرفة العلمية الرائدة. إلا أن الإنجاز الأهم الذي أصبح يشكل علامة فارقة في مجالات التقدم والرقي يتعلق بالمواطن الإماراتي ذاته، الذي أثبت مقدرة كبيرة على التطور ومواكبة كل ما هو جديد في حقول المعرفة المختلفة. لا شك أن إيمان الدولة المطلق بأهمية الإنسان كونه الدعامة الأساسية التي يعتمد عليها الوطن ومحور العملية التنموية التي تعيشها البلاد، ساهم بشكل مباشر في تمكين المواطن وتأهيله وتدريبه ليكون قادراً على تحمل المسؤولية بجدارة واقتدار. فنجد اليوم المواطن المسلح بالعلم يقود اقتصاد بلاده بكل ثقة، ويضع الخطط والبرامج الاستراتيجية طويلة وقصيرة المدى، وينفذها على أرض الواقع لتخرج بأفضل مما كان متوقعاً لها. إدراك المواطن منذ الوهلة الأولى أهمية الاعتماد على الذات في بناء وطنه والانخراط في ميادين العمل، كان بمثابة الدافع الأكبر للتطور ومواكبة كل ما هو جديد في عالم المعرفة، فالتحدي الذي واجهه من خلال اختلاطه بكفاءات أخرى ذات ثقافات مختلفة، دفعه إلى المنافسة وتقديم الأفضل في ظل سياسة الدولة التي تؤكد أهمية تساوي الفرص في العمل والتعليم بين كافة المقيمين على أرضها. بيد أن تحقيق التنمية المستدامة يحتاج إلى متابعة ورعاية لضمان استمراريتها، فالحفاظ على تميز المواطن يتطلب مضاعفة الجهود والبحث عن الكفاءات الجادة وإسناد المهام إليها وتوفير كل سبل الدعم والنجاح لها. يحسب للدولة اهتمامها الكبير بالتعليم، فالمعاهد والجامعات العلمية ومراكز الأبحاث منتشرة في كافة أرجاء الوطن، وهي تزخر بالطلبة المواطنين الموهوبين والمبدعين، الذين يحتاجون إلى التشجيع والرعاية، ومد يد العون حتى يكملوا مسيرة الآباء والأجداد في تحقيق التنمية وتطويرها. وفي المقابل، فإن فئة أخرى غير مكترثة بالتطوير، تسعى لاستغلال الفرص وتحقيق المكاسب، دون جهد أو عناء، وهي فئة قليلة لا تستحق الاهتمام، فالمواطنة الصادقة مرتبطة بحجم العطاء والانتماء، ولا تخضع لحسابات مادية ضيقة. الدولة قدمت الكثير لكل من عاش تحت سمائها، وعلينا جميعا واجب الحفاظ على منجزاتها والاستمرار في تحقيق رؤيتها التنموية والاستراتيجية في كافة الميادين، للوصول إلى مصاف الدول المتقدمة، فالإمارات وطن يتسع لكل من يريد العطاء.. ويلفظ كل مستغل. عمر الربايعة | omar.rabaia@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©