مواطن ينتزع لقبين في فن الخطابة باللغة الإنجليزية

استطاع نادي “أبجد توستامسترز أبوظبي” التأهل لمسابقة الخليج، التي ستعقد في مايو المقبل بمملكة البحرين، حاصدا لقبين مهمين من خلال المتسابق حميد الحمادي، الذي استطاع انتزاع المركز الأول في مسابقة “الخطبة الارتجالية”، والمركز الأول في مسابقة “تقويم الخطب”، وذلك يوم الجمعة الماضي بحضور حشد كبير من المهتمين بغرفة التجارة والصناعة في أبوظبي، ولم يكتف الحمادي بالفوز بالمسابقة، إذ استطاع أيضا الحصول على تقدير الجمهور، الذي وقف له احتراما وتقديرا، وكانت المسابقات، التي تجرى باللغة الإنجليزية حكرا على بعض الجنسيات الأخرى الناطقة بها، ويعتبر هذا أول فوز لمواطن إماراتي في هذا الإطار. حضر مسابقة أبوظبي في فن الخطابة، التي أقيمت مؤخرا وتمثل 26 ناديا على مستوى أبوظبي والعين، 24 متسابقا تنافسوا للوصول إلى المرحلة المقبلة، وهي على مستوى القطاع، وشهد أكثر من 250 شخصا مراحل أربع مسابقات منها مسابقة “الخطبة الارتجالية”، ومسابقة “تقويم الخطب”، و”الخطبة الفكاهية”، و”الخطبة الدولية”، كما شهدوا نيل المتسابق حميد الحمادي المركز الأول في مسابقة “الخطبة الارتجالية”، والمركز الأول في مسابقة “تقويم الخطب”، ممكنا ناديه “أبجد التوستامسترز أبوظبي” من التأهل لمسابقة الخليج، التي ستعقد في الشهر الماضي. قطف الثمار أعرب حميد الحمادي، مهندس في مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني الفائز بالمركز الأول في مسابقة “الخطب الارتجالية” وفي مسابقة “تقويم الخطب”، عن بالغ سعادته بهذا الفوز. وقال “سنة 2009 كانت بداية عهد أبوظبي مع تنظيم أول مسابقة من هذا الحجم، وطرح السؤال عن سبب غياب مشاركة مواطن من دولة الإمارات في هذه المسابقة، من يومها كتبت في ورقة ووقعتها باسمي وكانت بمثابة تعهد قلت فيها أنني سأحتل يوما المركز الأولى، وسأكون أول مواطن إماراتي يفوز بهذه المراكز، وأعزم أن أفوز بإذن الله في البحرين وأكون أنا الأول على مستوى الخليج”. وأشار أن عهده مع الفوز بدأ سنة 2010، حيث فاز في مسابقة “الخطابة الارتجالية”، وهي الخطب غير مسبقة الإعداد، بحيث يتلقى سؤالا أو يقال له مثلا تخيل نفسك كذا، أو تحدث لنا عن موضوع معين، وبالتالي المطلوب منه أن يتحدث في وقت وجيز جدا أقله دقيقة وأكثره دقيقتين. وعن الموضوع والحجة والدليل، قال إنه “يجب أن يكون غنيا، ويحمل فكرة، ويظهر قوة المتسابق، وذكاءه”. وأضاف “في سنة 2010 فزت بالمركز الثاني على مستوى الخليج، وخضت أطوار المسابقة في الكويت، والحمد لله اليوم أفوز بالمركز الأول، وأتطلع للفوز على مستوى الخليج هذه المرة في المسابقة التي ستقام في مايو المقبل في البحرين”. وتعهد الحمادي بالعمل والاجتهاد كثيرا والتحضير القوي للظفر بالمركز الأول على صعيد الخليج. أما الخطبة التي قدمها الحمادي في المسابقة فكانت بعنوان “قد تشعر بالندم على كلامك، لكن لن تشعر به على صمتك”. وعن طريقة اختيار الفكرة. قال الحمادي إن لجنة التحكيم تختار ظرفا مقفلا من بين مجموعة من الأظرف التي تحتوي على مواضيع مختلفة، ويكون الموضوع المختار هو الموضوع الذي سيناقشه كل المتسابقون، ومن ثم يدخل كل متسابق على حدة إلى المسرح لمناقشته باللغة الإنجليزية، وهكذا تستطيع اللجنة تقويم قدرة المتسابق على طرح أفكاره في وقت وجيز. وأضاف “تطرقت في هذه الخطبة إلى فضائل الصمت بعد أن تحدثت عن أصعب المواقف التي تعرضت لها بعض الشخصيات التاريخية ونجم عنها كوارث وحروب نتيجة تصريحاتهم، وكان ذلك خلال دقيقتين، ويجب أن يتضمن القليل من الكلام والكثير من المعاني العميقة والمؤثرة”، موضحا أن الموضوع لا يعتمد على المعرفة فحسب وإنما على الأسلوب وطريقة التقديم. تظاهرة ثقافية عن المسابقات التي أقيمت في أبوظبي، والمسابقة التي ستقام في البحرين في مايو المقبل، قال خالد النقيب، مدير نادي “أبجد توستماسترز” إن نوادي التوستماسترز في أبوظبي نظمت مسابقة سنوية لفن لخطابة، مؤخرا، وتعتبر هذه المسابقة بمثابة تظاهرة ثقافية على مستوى عال جدا، حيث كانت المنافسة قوية، كما أنها مثلت الاختبار الحقيقي لتبيان مدى الإجادة التي وصل إليها الخطباء الذين واظبوا على تدريباتهم في نوادي التوستماسترز التطوعية. وأوضح النقيب أنه للمرة الأولى يفوز متسابق إماراتي بهذا اللقب الذي كان حكرا على الأجانب، مؤكدا أنه تمكن من ذلك بفضل جهوده وتمريناته المكثفة وسعة اطلاعه. وقال النقيب “كانت المسابقة بالإنجليزية، وتخلل الحدث تعارف بين أعضاء النوادي، بالإضافة إلى توزيع الجوائز، ونحن سعداء كوننا سنمثل الإمارات في البحرين، حيث سننافس كل من لبنان، والأردن، وقطر، وسلطة عمان، والكويت، والإمارات، ولا يمكن التكهن بالنتائج ولمن سيعود المركز الأول، لأن ذلك يعود للمتسابق ولقدرته على التأثير في دقائق معدودة سواء في الجمهور الحاضر أو في لجنة التحكيم، والمهم في الموضوع أننا سنشارك في مسابقتين بمشترك إماراتي وهي مسابقة “تقويم الخطابة”، ومسابقة “الخطبة الارتجالية”. وأشاد النقيب بالحمادي وبقدرته على التأثير في الجمهور من خلال سرعة بديهته وقدرته على التخييل وتحليل الموضوع وإلقائه في دقائق معدودة، معتبرا أن ذلك نتاج سنوات من الخبرة والتدريب، وحبه لما يقوم به وعزمه الأكيد على تحقيق نتيجة مرضية. وأوضح أن النجاح جزء كبير منه يمثل في الاستمرارية وحب الإنسان لما يقوم به. وفي سياق آخر، أشار النقيب إلى أنه تم تأسيس نادي التوستامسترز في المعهد البترولي للطلبة، وهو يتكون من 32 عضوا، و90% منه طلبة، وتكون النادي تحت رعاية نادي أبجد توستامسترز. وأضاف “بعد نجاح الفكرة ولتحقيق الهدف من النوادي والرامي إلى خلـــق جيل لماح، ذكي قادر على التأثــير فإننا بدأنا بنشـر الفكرة تحت رغبة وإلحاح بعض الجهات، وبدأنا بالمعهد البترولي، إذ نحضــر اليوم اجتماعاتهم، ونعمل على توجيههم، إلى أن تترسخ الفكرة لديهم وتصبح لهم القدرة على إدارته بأنفســهم ساعتها سنترك لهم فرصة للاستقلالية، كما أننا تلقينا العديد من الدعوات من مجموعة من الجامعات لطرح الفكرة والحديث عنها”. وصفة النجاح ذكر الفائز حميد الحمادي، الذي انخرط في نادي أبجد منذ سنة 2006، أنه تمرس وأخذ الأدوار بالتدريج ليكون أحد أقوى الأعضاء بالنادي من حيث التواصل والقيادة، وكذلك من حيث عمله كمرشد للأعضاء، وناصحا الشباب بانتهاز أي فرصة أمامهم لتطوير أنفسهم، وذلك من خلال الحديث في الاجتماعات وفي كل مناسبة حتى الاجتماعية ولو كانت على مستوى أعداد قليلة، موضحا أن التأثير الذي يمكن أن يحدثه الفرد من خلال الحديث على شخص واحد هو نفسه الذي يمكن أن يحدثه في مجموعة من الناس. وقال إن ممارسة التواصل والقدرة على الإقناع مثله مثل العضلة إذا لم يتم تدريبها لا تنمو وتقوى، وبالتالي يجب كسر حاجز الخوف بالتدريبات المتواصلة وبالعمل الجاد والبحث عن مكامن القوة. ووجه الحمادي دعوة لكل شخص يريد أن يصبح خطيبا ممتازا في جميع أنواع الخطب الالتحاق بالنادي، مبديا استعداده لرفدهم بخبرته التي كونها على مدار عدة سنوات.