ارتفاع أسعار الخضراوات والفواكه المحلية مع حلول الصيف

هالة الخياط (أبوظبي) - توقع مركز خدمات المزارعين أن ترتفع أسعار بعض الخضراوات والفواكه في السوق المحلي خلال الأسابيع المقبلة تأثراً بقرب حلول فصل الصيف وقلة المنتجات المزروعة محلياً نتيجة ارتفاع درجات الحرارة. وأشار المركز في تقريره الأسبوعي حول أسواق الخضراوات والفواكه الطازجة في أبوظبي، إلى أن أسعار الخيار والكوسة والطماطم وغيرها من الخضراوات تشهد ارتفاعاً بنسب متفاوتة خلال الأسابيع المقبلة، حيث تتحرك الأسعار بصورة مطردة مع مستوى درجات الحرارة خلال فصل الصيف. ويتراوح متوسط أسعار الطماطم في أسواق الجملة حالياً بين 75 فلسا و1?5 درهم للكيلو حيث يمثل الحد الأقصى سعر مركز خدمات المزارعين الذي يشتري به منتجات المزارع المحلية، في حين تباع للمستهلكين بسعر يتراوح بين 2 و3 دراهم. بينما يبلغ متوسط سعر الخيار في أسواق الجملة بين 65 فلسا ودرهم والملفوف بين 0?30 و0?40 درهم للكيلو، أما الخيار المزروع في البيوت المحمية هو الخضار الرئيسي الذي يُزرع في إمارة أبوظبي. وأفاد مركز خدمات المزارعين بأنه يمكن أن يُزرع محصول الخيار في البيوت المحمية المبرّدة طوال السنة حيث تراوحت أسعار البيع بالجملة بين 65 فلساً للكيلوجرام و1,5 درهم للكيلوجرام وهذا السعر يمثل سعر مركز خدمات المزارعين للموقعين على عقد توريد الخضراوات وفق نظام الحد الأدنى المضمون. ويوفر مركز خدمات المزارعين بإمارة أبوظبي قائمة بالأسعار الأسبوعية لشراء المنتجات المحلية من المزارعين تمثل إطاراً مرجعياً يحمي أصحاب المزارع من تقلبات الأسعار اليومية وتلاعب بعض التجار الذين يحركون الأسعار صعوداً وهبوطاً بما يضمن استقرار وشفافية الأسواق وتحقيق أعلى معدلات الفائدة لأصحاب المزارع، حيث تتوفر القائمة الأسبوعية في مراكز استلام الخضراوات المنتشرة إلى جوار المزارع في أبوظبي. ويمثل نظام التسعير الأسبوعي فرصة لدعم الشفافية في السوق والحيلولة دون تلاعب بعض التجار بالأسعار سواء عند الشراء من أصحاب المزارع أو عند البيع للمستهلكين إذ يقوم المركز على تحديد متوسط سعر لشراء المنتجات والتعاقد بشأنه أسبوعياً مع أصحاب المزارع مما يضمن لهم فرصة تسويق ثابتة وبمتوسط سعر جيد بالإضافة إلى الحيلولة دون تذبذب الأسعار اليومية. ويرجح خبراء المركز أن يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى زيادة أسعار الخضروات الواردة من سلطنة عُمان نتيجة لقلة المنتجات المزروعة خلال فترة الصيف، غير أن هناك فرصة لتعويض بعض النقص عن طريق الزراعات المحمية والتي يمكنها الإنتاج على مدار السنة فضلا عن المنتجات العضوية التي بدأت أسعارها تقل مؤخراً قياساً بأسعارها سابقاً، حيث كان المستهلكون ينفقون مبالغ أكبر من المعتاد على شراء المنتجات العضوية خلال فترات الصيف، وهذا ما يؤدي إلى رفع قيمة سوق الخضراوات والفواكه بسبب الأسعار المرتفعة التي تتسم بها مثل هذه المنتجات الفاخرة بشكل عام. وقال المركز إن الطلب على الخيار يزداد محلياً بمعدلات كبيرة حيث يزيد الطلب اليومي على الخيار المحلي بنحو 50 طنا عن كمية الإنتاج المحلي، ومع ارتفاع درجات الحرارة، فمن المرجّح أن يقلّ الإنتاج بما ينتج عنه ازدياد في أسعار السوق في الأسابيع القادمة، كما يتوقع أن يقل الإنتاج المحلي من الكوسة المزروعة في الحقول المكشوفة حيث يتم تعويضها بالكوسة الواردة من الأردن والتي يبدأ سعرها من 4 دراهم للكيلوجرام وهو نفس السعر الذي كان يتم بيعها به في السوق المحلي العام الماضي. وتستورد أبوظبي تقريباً جميع احتياجاتها من الفواكه ومعظم احتياجاتها من الخضراوات. لكن هناك بعض المحاصيل التي يمكن زراعتها في الموسم الشتوي، كما أن هناك البعض الآخر الذي يمكن زارعته خلال أشهر الصيف. وأشار المركز إلى أن واردات الدولة من الخضراوات تأتي من دول مجاورة مثل السعودية وسلطنة عمان، ودول أخرى في المنطقة مثل الأردن ولبنان. وتُعد واحة ليوا ومدينة العين من المناطق الرئيسية للإنتاج الزارعي داخل إمارة أبوظبي. كما أن هناك العديد من المزارع العاملة في الإنتاج الزارعي في كل أنحاء متفرقة من إمارة أبوظبي خاصة جزيرة دلما ومناطق الرحبة والشهامة. ونظرا لكون معظم الفواكه والخضراوات مستورده فقد نتج عن ذلك تذبذب في أسعار السوق. حيث تؤثّر هذه الأسعار المتذبذبة على العائدات الاقتصادية للمزارع المنتجة محلياً. وفي حال توفر المعلومات المتعلقة باتجاهات السوق، والأسعار والإنتاج يستطيع المزارعون أن يحسّنوا من عائدات إنتاجهم. وذكر مركز خدمات المزارعين أن الزراعة المحلية في الحقول المكشوفة شهدت رواجاً خلال موسم الشتاء المنصرم غير أن هناك فرصة لإنتاج محاصيل أخرى لم تكن معهودة على الزراعة المحلية مثل البطاطس والبصل الأحمر والتي سيبدأ حصادها قريباً. وتعد هذه هي السنة الثانية التي تزرع فيها المزارع المحلية محصول البطاطس، وفي هذا الموسم كان النجاح حليف كثير من أصحاب المزارع المحلية في أبوظبي حيث تم زراعة عدة أصناف من البطاطس الهولندية والفرنسية من أصناف “سافران” و”مونديال” وغيرهما إذ يبدو أنها ملائمة تماماً للظروف المناخية وتربة إمارة أبوظبي، حيث يمكن أن يشكّل الأساس لبرنامج متوسّع لإنتاج البطاطس يسهم في دعم الأمن الغذائي للدولة في السنوات القريبة القادمة. وتأتي أغلب واردات أبوظبي من البطاطس من المملكة العربية السعودية. وتتراوح أسعار الجملة للكيلوجرام من البطاطس ما بين 75 فلساً إلى درهم. ووفقاً لمؤشرات الطلبات الواردة من مراكز التسوق والمحال التجارية التي يتعامل معها مركز خدمات المزارعين تقدر كمية البطاطس التي تحتاجها 5 مراكز تجارية بنحو 1400 طن شهرياً، ما عزز من فرص مبيعات الإنتاج المحلي من البطاطس.