الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

تضاعف عدد المفاعلات بالعالم في السنوات الخمس الأخيرة

تضاعف عدد المفاعلات بالعالم في السنوات الخمس الأخيرة
28 ديسمبر 2009 03:19
تبرز الطاقة النووية حالياً كسلاح فعال لمواجهة ظاهرة التغير المناخي. ومما يعزز من أهمية هذه الطاقة -التي كانت الأقل ترشيحاً من بين مصادر الطاقة للصعود إلى هذه المنزلة- أنها باتت تحظى في الوقت الراهن بدعم من بعض كبار الناشطين البيئيين الذين طالما شنوا الحملات ضد استخدامها في الماضي. ففي مواجهة الضغوط المتصاعدة لتقليص الاعتماد على أنواع الطاقة المنتجة للغازات المؤدية للاحتباس الحراري، لجأ عدد كبير من دول العالم إلى خيار استخدام الطاقة النووية ذات الانبعاثات الغازية المنخفضة للغاية. ففي الولايات المتحدة التي يعود تاريخ إنشاء آخر منشأة نووية فيها إلى 13 عاما خلت، يبذل الرئيس الاميركي أوباما وغيره من كبار “الديمقراطيين” مجهوداً كبيراً في الوقت الراهن، من أجل الحصول على أكبر قدر من الدعم لاستصدار تشريع خاص بالتغير المناخي في الولايات المتحدة، يدعم إنشاء عدد من المحطات النووية في مختلف أرجاء البلاد ، للمساعدة في تحقيق هدف تقليص نسبة الانبعاثات الغازية بها باعتبارها صاحبة أكبر اقتصاد في العالم وإحدى الدولتين - مع الصين - الأكثر تلويثا للبيئة في العالم. في بريطانيا التي كانت من أوائل دول العالم التي أقدمت على إنشاء مفاعلات نووية تجارية، فإن العودة إلى الطاقة النووية ينظر إليها في الوقت الراهن، على أنها تمثل ضرورة لازمة للوفاء بالأهداف الطموحة الخاصة بتقليص الانبعاثات الكربونية. ومما يساعد بريطانيا على المراهنة على خيار الطاقة النووية، أن احتياطيات الغاز في بحر الشمال آخذة في الانخفاض، وبالتالي فإن هذا الخيار قد يساعدها على المحافظة على قدر معقول من الاستقلال في مجال الطاقة. وكان إنشاء المحطات النووية قد حُظر في بريطانيا لسنوات بعد عام 1986. أما الآن فإن البريطانيين تحولوا بمقدار مئة وثمانين درجة ويفكرون مجدداً في إنشاء مفاعلات نووية جديدة كجزء من المعركة التي يخوضونها ضد التغير المناخي. ويفاضلون في الوقت الراهن بين عدد من المواقع لإنشاء عشرة مفاعلات نووية وفقا لخطة عاجلة أعلنتها الحكومة البريطانية. ولا يقتصر الأمر على الولايات المتحدة وبريطانيا فحسب، بل إن التوجه نحو بناء المزيد من محطات توليد الطاقة النووية، يزداد قوة كل يوم، كما يزداد انتشارا في مختلف مناطق العالم. ففي عدد كبير من الدول، من الصين شرقا إلى البرازيل غربا، يجري في الوقت الراهن إنشاء 53 منشأة لتوليد الطاقة النووية مع وجود عدد من الدول من بين هذا العدد يسعى لبناء أول مفاعل نووي على أراضيه مثل دولة الإمارات العربية المتحدة، وبولندا وإندونيسيا، وذلك وفقا لبيانات منظمات المراقبة العالمية واتحادات الصناعة النووية. وتشير هذه البيانات أيضاً إلى أن عدد المفاعلات التي يجري بناؤها حالياً يزيد بمقدار الضعف عما كان عليه منذ خمسة أعوام. ويتبنى العديد من أهم نشطاء البيئة في العالم في الوقت الراهن توجهات التوسع في مجال الطاقة النووية، بعد أن أدركوا وبشكل متزايد الأخطار التي يحملها التغير المناخي . كما أن العلماء النوويين يشيرون الى إاسهام التطور التكنولوجي في تصاميم مفاعلات وعمليات توليد الطاقة النووية في تحقيق أعلي قدر من الأمان النووي. وتؤكد بيانات الجمعية العالمية للمشغلين النوويين أن ذلك التطور والتطوير قد ساهم في تقليل الحوادث الصناعية بنسبة 80 في المئة، في المفاعلات النووية الموجودة حاليا في العالم والذي يصل عددها إلى 436 منذ العام 1980. وقد شجع ذلك دولا كانت قد تخلت عن الطاقة النووية وتعارضها بشكل متزايد، للعودة إلى الاستفادة من هذا الخيار مهما كانت الاسباب مثل بلجيكا وإيطاليا بعد أن أدركت مدى الفوائد التي تترتب على استخدام طاقة فعالة ونظيفة من دون أي انبعاثات ضارة . ولعل من أهم نشطاء البيئة الذين تخلوا عن معارضتهم لخيار استخدام الطاقة النووية نائب الرئيس الاميركي الاسبق آل جور في لقاء له مع هيئة تحرير “الواشنطن بوست” . وقال نيجيل شينوولد سفير بريطانيا في الأمم المتحدة، في حوار أجرته معه الصحيفة ذاتها إن خلاصة الخبرة البريطانية في هذا المجال تحيلنا إلى استنتاج مفاده أنه إذا كنت ترغب في طاقة أقل إنتاجاً للكربون، ويمكن الاعتماد عليها، وتراعي معايير حديثة للسلامة، فلابد من وضع الطاقة النووية في الاعتبار.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©