السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

انعدام الذكاء في السياسة القطرية (2 - 4)

انعدام الذكاء في السياسة القطرية (2 - 4)
18 يوليو 2017 22:43
وفقاً لتعريف الذكاء العاطفي، فإن القيادة القطرية تفتقد ذلك، حيث إن تعريف الذكاء العاطفي يكون من خلال جزأين أساسيين هما:- 1- فهم الذات (ثم إدارتها). 2- فهم الآخرين (ثم النجاح في التعامل معهم). وكما أن للذكاء العاطفي دوراً في تعامل الأفراد مع بعضهم البعض، فإن هذا المنظور قد ينطبق على العلاقات بين الدول فيما بينها، سواء على المستوى الرسمي والحكومات أو على المستوى الشعبي. ولتقريب ذلك نقول إن مفردات «الذكاء العاطفي» تقتضي أن تعرف كل دولة إمكاناتها وقدراتها ثم ترسم سياستها الداخلية والخارجية وفق ذلك، ثم تفهم الدول الأخرى وإمكاناتها وتحترم سياساتها وقدراتها وثقافاتها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وبالتالي تضمن استمرارية العلاقات الودية مع بقية الدول. وطبقاً لتعريف الذكاء العاطفي، والذي ينقسم إلى جزأين، نقول إن دولة قطر فشلت، وبامتياز في تطبيق مفهوم «الذكاء العاطفي»، وذلك وفق ما يلي: أولاً: فيما يخص «فهم الذات»، فإن دولة قطر لم تنجح في فهم واستيعاب ما تملك من موارد طبيعية وبشرية وموقع جغرافي وإمكانات، وبدلاً من أن تعمل وفق ما توافر لديها من استراتيجية واضحة ومدروسة ضمنت به سعادة شعبها، وتوفير كل سبل العيش الكريم له، بل كان جل تركيزها على الوجود الدولي ولعب أدوار أكبر من دورها، رغبة في أن تكون «قطر».. قطراً... يعني بمعنى آخر (حب الظهور أو أنا موجود). ومع عدم نكراننا ما لدى قطر من مشاريع ضخمة وكبيرة في خدمة شعبها ووطنها، ولكن مقارنة بالدخل القومي لقطر، فإن بإمكانها أن تعمل أضعاف ما هو موجود لو تفرغت القيادة القطرية أكثر «لقطر» وشعب «قطر»، وعملت على نهج المحبة والإخاء والسلام والخير لكل الناس بغض النظر عن أصولهم أو أعراقهم أو أجناسهم أو أديانهم، وليس ما تعمله حالياً القيادة القطرية من التعامل مع «الفكر الأحادي والضيق المتأصل في فئة قليلة جداً من الناس»، والذي أوهموا الناس بأن كل مخالفة لرأيهم هي مخالفة للدين الإسلامي كله، وترجمت قطر ذلك عملياً من خلال دعمها السري، والعلني أحياناً لبعض أصحاب الفكر المتطرف، والمنحرف سواء بالدعم المالي أو اللوجستي أو من خلال آلاتها الإعلامية محلياً ودولياً. والأمر هنا يتوسع في ذكر مجالات دعم القيادة القطرية في تأزيم الأمور لدى بعض الشعوب، والذي نتج عنه أكبر نتيجة، وأثر سياسي سيء في المنطقة، حيث إن ما يسمى «بثورة الربيع العربي» (على الرغم من عدم اقتناعي بهذا الاسم)، كان لها نصيب الأسد من المال القطري المدعوم بفتاوى أهل الفتنة والضلالة. ثانياً: فيما يخص «بفهم الآخرين» ثم «فن التعامل معهم»، فإن ذلك يتبين جلياً وواضحاً لكل ذي لُب وكل منصف، والحديث هنا قد يطول وسرد الأمثلة والشواهد قد تطول، ولكن اختصاراً نقول، إن السياسة القطرية نجحت بامتياز في «عدم فهم الآخر»، ولم تلتزم بما يحب الآخر ويكره، ولم تحترم خصوصيات الآخر وثقافاته المتنوعة، ولم تحترم سياسات الدول الأخرى، ولم تحترم المعاهدات والمواثيق العربية والدولية، بل احترمت شيئاً واحداً ولم تتجاوزه، وهو الالتزام بما يمليه عليها تعليمات وتوجيهات عرَّاب الخراب والدمار صاحب الفتنة الكبرى في هذا الزمان «المدعو القرضاوي»، والذي ضيَّع نفسه بداية وضيّع وطنه الأم، وضيّع قطر، والكثير من شباب العرب والمسلمين. الدكتور/ إبراهيم الدبل
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©