الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«شقاوة الأطفال» تفسد حلاوة «اللّمة» والمناسبات العائلية

«شقاوة الأطفال» تفسد حلاوة «اللّمة» والمناسبات العائلية
13 مايو 2014 21:16
هناء الحمادي (أبوظبي) يبقى للزيارات العائلية طعم مختلف، فالتواصل وزيارة الأرحام والأقارب سمة أساسية لدى الكثير من الأسر التي تحرص دائماً على التواصل العائلي مهما كانت الانشغالات الحياتية، ومع تجمع أفراد الأسر يبقى لوجود الأطفال نكهة خاصة أثناء الزيارات العائلية، فالبعض يجدهم مصدر فرح وسعادة، والبعض الآخر يجدهم مصدر شقاوة وإزعاج، خاصة الأطفال كثيري الحركة الذين غالباً ما يشكلون إزعاجاً مختلفاً لأسرهم من حيث العبث بأثاث ومقتنيات المنزل أو التسبب في الإزعاج بالصراخ. أطفال مشاغبون كثيراً ما يقوم المضيفون بالعديد من العبارات والتلميحات التي تنص على انزعاجهم من إحضار الأطفال خلال الزيارة مثل «أنا لا أحب أخذ أبنائي إلى منازل الناس» أو «جنة الأطفال المنزل» أو قد نسمع عبارة أخرى «لوكان عندي عيال ما أحضرتهم معاي»، وهذه إشارات تؤكد أن حضور الأطفال لزيارة الأقارب لم يعد مرغوباً فيه لدى البعض من أصحاب البيوت. بين تذمر العديد من الناس من أطفال أقاربهم، كثيراً ما تنزعج فاطمة شاهين من أبناء جارتها «أم منصور»، حين تأتى لزيارتها عصراً، فأبناء أم منصور كثيرو الحركة ويتصفون بالمشاغبة وعدم الهدوء، وحين يأتون للزيارة تعاني فاطمة إزعاجهم وصراخهم المستمرين، اللذين يتكرران كثيراً أثناء زيارتهم التي تطول لساعات طويلة، مما يسبب الصداع لها كثيراً. تصف فاطمة شاهين أنها وضعت جارتها ضمن «القائمة السوداء» في استقبالها، فكثيراً ما كانت تلمح لها بعدم اصطحاب أبنائها معها، حيث طوال فترة وجودها يكون البيت في حالة يرثى لها من حيث النظافة والصراخ المستمر أثناء اللعب مع أبنائها. وتقول فاطمة، في هذا الشأن: «جنة الأطفال المنزل، والزيارات العائلية مطلوبة من فتره لأخرى للاطمئنان على الحال وزيارة الأرحام، لكن وجود الأطفال المشاغبين خاصة، كثيراً ما يفسد علينا السعادة والفرح، فالبعض منهم لا يرتاح إلا حين يعبث بالمقتنيات ويكسرها، أو القفز فوق الأريكة أو سكب عصير على الطاولة، وكل هذه الأمور تسبب لي إزعاجاً كثيراً، ورغم تلميحاتي الكثيرة لجارتي، لكن لا حياة لمن تنادي، فهي تترك أبناءها يعبثون ويلعبون دون أن تتفوه بكلمة واحدة. وتعاني الحال ذاتها رقية إبراهيم «ربة منزل، وأم لأربعة أطفال»، حيث كثيراً ما تعاني حين تتم دعوتها لـ«عزيمة» عند الأهل أو تلبية دعوة لحضور مناسبة سعيدة، مرددة عبارة «أين أترك أبنائي؟»، فهي تجد صعوبة التأقلم مع هذا الوضع حين تترك أبناءها في المنزل خوفاً من تسببهم في إزعاج وشغب، وتقول: يتحتم عليّ في بعض الأحيان قبول حضور بعض الدعوات ورفض بعضها الآخر، وفي هذه الحالة أجد نفسي بين نارين، إما الاعتذار عن الذهاب أو ترك أطفالي بمفردهم، والخيار الأخير مستحيل طبعاً. وتضيف: «أصبح الكثير من الأطفال لا يعرفون أقاربهم، وذلك نتيجة عدم اصطحاب آبائهم لهم عند زيارتهم لهم أو في حال حضور مناسبات أو حفلات، مضيفة أن تصرف بعض الأمهات بهذه الطريقة قد يكون نابعاً في كثير من الأحيان من كونهن تلقين من أقاربهن تصريحاً أو تلميحاً بعدم اصطحابهم معهن، وذلك لخشيتهم من عبث الأطفال بمحتويات المنزل خصوصاً من كان منزله مليئا بالأثاث الفاخر والراقي، ولكن رغم ذلك أفضل في الوقت ذاته ترك الأطفال على سجيتهم حين أزور أختي أو بين العائلة «البيت الكبير»، لينطلقوا ويمرحوا دون قيود، لكن أوضح لهم الحدود المسموح بها داخل البيت، وما هو ممنوع الاقتراب منه. لكن رأي ربة المنزل فضيلة الحوسني عكس فاطمة ورقية، إذ قالت إنها بعد مغادرة أقاربها مع أطفالهم، تجد البيت وكأنه تعرض لإعصار دمر كل ما هو موجود؛ لذلك ترى أنه من الأفضل تخفيف الزيارات خصوصا مع هذا النوع من الأقارب. وتضيف: منزلي مملوء بالأثاث الفاخر والغالي، وأحتاج فترة طويلة من الجهد والوقت ليظهر بهذا الشكل الجميل والمتميز، وخلال زيارة أقاربي مع أبنائهم غالباً ما يكون أحد الأبناء مشاغباً لدرجة الجنون، حيث القفز فوق «الكنب» واللعب بالإضاءة، فأغلب تصرفاته المشاغبة تثير جنوني وأعصابي، وما حدث مؤخراً أثناء هذه الزيارة جعلني أتهرب من زيارة أولئك الذين لديهم أطفال مشاغبون. أساليب تربوية الطفل المزعج عادة ما يتسبب في إثارة أعصاب كل من حوله خاصة المقربين له، مما يصعب على جميع المحيطين به التعامل معه، ويضطر المحيطون به إلى استخدام أسلوب الشدة والعنف لتوفير الراحة والهدوء للآخرين، ولكن في كثير من الأحيان لا تأتي هذه الشدة والحزم بفائدة مع الطفل المزعج. عن ذلك، يقول الدكتور عادل كراني استشاري في قسم الطب النفسي مستشفى راشد دبي: «من المفترض أن يكون للطفل مكانته وأهميته في الوجود، حتى لا يفقد الثقة بنفسه، مما يتسبب في وقوعه بالفشل والإحباط، أما من ناحية كون بعض الأطفال أشقياء وهناك تخوف من وجودهم في إفساد الحفل أو التجمعات العائلية، فهناك أساليب تربوية تنمي سلوك الطفل إلى الأفضل، فالطفل بطبيعته مخلوق حساس يسعى في جميع تصرفاته حتى ينال رضا من يعيش حوله، وهذا الأمر لن يتحقق إلا بالتشجيع والتعزيز وعدم الكبت وقمع الذات وتقييد الحرية. ويعمل تنبيه الأطفال مرة بعد أخرى، كما يشير الدكتور، إلى تعويد الأطفال بأن يكون إزعاجهم أقل، مشدداً على ضرورة تلبية العزيمة بانضمام أفراد العائلة ككل وعدم حرمان الأطفال من مشاركة أقاربهم وأقرانهم بهجة «الّلمات» العائلية. مائدة خاصة للأطفال .. حل مريح لجميع الأطراف تقيم مريم برغش «ربة منزل»، سفرة للأطفال بإشراف شخص بالغ، خصوصاً في حالة العزائم الكبيرة للأقارب، وحتى لا يسبب الأطفال أي إزعاج فوجدت برغش ذلك هو الحل الأفضل للتخلص من مشاغبة الأطفال أثناء تجمع كل أفراد الأسرة، معتبرة أن ذلك يعد حلاً مناسباً لعدم انشغال الأهل كثيراً بضجيج الأطفال، إضافة إلى أنها تقوم باختيار غرفة واحدة من المنزل ليلعب بها الأطفال، كما تنصح بأن يتخذ الأهالي تلك الفكرة التي ساعدتها منذ 3 أعوام على ضبط هدوء الأطفال أكثر، وعدم تأثيرهم على اهتمامات وجلسات الكبار، خصوصاً عند إصدار الأصوات المستمرة من قبل الأبناء أثناء اللعب. وتضيف قائلة: «اللّمات العائلية، تضم في الغالب عدداً كبيراً من الأطفال، وهو أمر طبيعي، فوجودهم يحلي القعدة، كما أن مشاغباتهم تثير الضحك أحياناً».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©