إقبال كبير على شواطئ أبوظبي المفتوحة مع اقتراب موسم الصيف

لا شيء أفضل هذه الأيام من الخروج برفقة العائلة، إلى الشواطئ الرملية للاستمتاع بخيارات متنوعة من الترفيه والتسلية. والفرص كثيرة في أبوظبي التي تتمتع شواطئها العامة بأجواء مفعمة بالحيوية تشجع على الاسترخاء تحت الشمس أو ممارسة أنشطة عدة .. من النزول إلى البحر، حيث متعة اللهو بالمياه الدافئة، إلى ممارسة الألعاب الخفيفة. والآن تستقبل الشواطئ المفتوحة في العاصمة أعداداً متزايدة من الجمهور مع اقتراب موسم الصيف ، وتنتظر المزيد من الرواد بعد انتهاء الامتحانات الدراسية. نسرين درزي (أبوظبي) لا تقتصر السياحة الشاطئية على السباحة والرياضات المائية وحسب، وإنما تدخل في تفاصيل جماليات المشهد، ويلعب التناسق اللوني ما بين زرقة البحر النقي والمساحات الخضراء الموزعة بشكل هندسي دوراً بارزاً في عملية الاستقطاب السياحي، ومن منطلق أن التميز في قطاع الخدمات الشاطئية بات يتطلب المزيد من شروط الجودة، والحرص على استقدام أفضل معايير خيوط الترف، تشكل النظافة العامة وحسن التنظيم جزءاً أساسياً من عوامل الجذب. وهنا يكون التركيز على الوجه الحضاري من الواجهة المائية التي تعكس هندسة المرافق على صفحات المياه. رمال بيضاء نقية والبداية مع شاطئ جزيرة السعديات الوجهة المثالية لقضاء العطلات العائلية، وهو من أرقى الشواطئ المجاورة التي تحوط بها المنتجعات الفندقية الفخمة المنتشرة على ساحل يمتد لمساحة 9 كيلومترات من الرمال البيضاء النقية، والتوجه إليه يستحق قضاء اليوم بالكامل واستكشاف المنطقة المجاور،ة والتي تحولت مع الوقت إلى موقع يضم أكثر من مرفق للرياضة والاسترخاء. فهناك وعند الطرف الآخر تتربع قرية مرسى شاطئ السعديات، وعلى يمينها المجمع السكني المكشوف على البحر، والذي يحتضن مجموعة من الفلل والشقق يشكل سكانها عضوية دائمة ضمن أرجاء جزيرة السعديات. وفي أجواء الاسترخاء نفسها تتألق مارينا السعديات التي تعتبر مركزا للمرافق التجارية والخدمات الترفيهية في الجزيرة، وتتوافر فيها مراسي تتسع لنحو ألف يخت، وتتضمن مرافق خدماتية ومجمعات تجارية، ومطاعم فاخرة على امتداد الشاطئ. ويمكن لزوار الجزيرة بقصد الاستمتاع بمياهها النقية، المرور بالمنتجعين اللذين تم افتتاحهما هناك وهما «بارك حياة» و«سانت ريجيس» إضافة إلى نادي اليخوت، وما يزيد على 3 ملايين متر مربع من المساحات التجارية التي يجري العمل عليها لتقدم خيارات إضافية للضيوف والسياح، حيث يقع المتحف البحري الذي قام بتصميمه الياباني تاداو أندو، وهو يحتفي بالتراث البحري العريق في الخليج ويدعم المبادرات الرامية إلى حماية البيئة البحرية النادرة في المنطقة. أنشطة رياضية ومن يزور شاطئ البطين هذه الأيام يلاحظ كثرة العائلات التي استعادت برامجها الرياضية وعاودت اختياره ملاذا للهو الأبناء. فهو بلا منازع عنوان للسياحة الشاطئية الهادئة في واحدة من أكثر المناطق العريقة لأبوظبي، والذي يشكل لكثيرين حالة مفعمة بذكريات الماضي الذي تتخذ من البطين مقرا لها. وينعم رواد الشاطئ الذي يمتد على طول 800 متر بمرافقه الخدماتية المنوعة حيث يوفر ممارسة الكثير من الأنشطة الرياضية في الهواء الطلق. وكل ذلك على مقربة من وسط المدينة، حيث يمتاز شاطئ البطين بطابع المعاصرة مع حفاظه على النكهة العربية التقليدية. وهو بتصاميمه المريحة التي روعي فيها تخصيص أماكن للعب، وأخرى لعربات الأطفال والدراجات الهوائية، يضم كل خصائص المتنزه الشامل. ويستوعب شاطئ البطين نحو 15 ألف شخص عند المنطقة الرملية، ويتيح لأكثر من 5 آلاف سباح بممارسة رياضة السباحة ضمن النطاق الجغرافي المسموح به، ويتسع بمختلف مرافقه إلى ما يقارب من 50 ألف مرتاد، ما يؤهله من استقبال الفعاليات المجتمعية والرياضية والثقافية والترفيهية المختلفة. والشاطئ المفتوح أمام العامة من الجمهور يلحظ في الجزء الشرقي منه تخصيص ركن هادئ للعائلات، حيث تمتد الربوع الخضراء المناسبة للتنزه في مختلف الأوقات على مساحة تقارب الـ4 آلاف متر مربع. تتوسطها مرافق رياضية تضم ملاعب لكرة القدم والكرة الطائرة وملاه للأطفال تضمن شروط السلامة، ومنطقة فسيحة تنفع لإقامة الفعاليات، حيث تتوزع أكشاك بيع السندويشات والمرطبات. وتوضح بلدية أبوظبي، أن السباحة عند شاطئ البطين تقتصر على المنطقة المخصصة والمحددة بالعوامات بحسب ما يشير إليه فريقا الإنقاذ والأمن. ويسمح بالسباحة من الساعة 7:00 صباحاً حتى غروب الشمس، في حين يسمح للرواد الاستمتاع بخدمات الشاطئ حتى الساعة 12:00 منتصف الليل، مع ضرورة أن يكون الأطفال حتى عمر 12 سنة تحت إشراف ذويهم حرصاً على السلامة العامة. ويضم شاطئ البطين مواقف عامة تتسع لـ 300 سيارة ومواقف خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، وأكشاك خدمات، وفيه ملعب فسيح للأطفال وملاعب كرة طائرة وكرة قدم ومناطق خضراء للتنزه، ويحتوي على مرافق صحية تشمل الحمامات وغرف تغيير الملابس، وأماكن الاستحمام وخزائن، وعيادة للإسعافات الأولية. إنفاق أقل لطالما كان كورنيش أبوظبي الوجهة الترفيهية الأكثر زيارة من السكان والسياح، والأمر نفسه ينطبق على شاطئه الرملي المفتوح أمام العامة، والذي يعج بالرواد على مدار السنة. وهناك تتوافد العائلات بكثرة بغرض التخلص من حرارة الشمس وتبريدها بمياه البحر. ومع عمليات التطوير المستمرة التي تتوسط منطقة الكورنيش الحيوية، بما فيها الموقع المخصص للسباحة، فإنه من المتاح أمام الجميع الاستفادة من الخدمات المتوافرة. بدءاً من كراسي الاسترخاء و«البرجولا» العائلية، إلى أكشاك بيع احتياجات الشاطئ والوجبات الخفيفة. مع تجهيز الشاطئ بحواجز السلامة التي تحدد المنطقة المخصصة للسباحة الآمنة، حيث يتوزع المنقذون والمرشدون في المكان وهم دائماً على أهبة الاستعداد للمساعدة، ويجمع رواد الحديقة الشاطئية أن البحر هو من أكثر الوجهات الترفيهية التي يفضلها الكبار والصغار، خلال هذه الفترة من السنة، طمعاً بنسمات الهواء التي تتسلل بين الحين والآخر تزيد من روعة الشعور مع امتزاجها بالمياه المالحة. وهو من أكثر الأماكن التي تشغلهم وتمتعهم في آن واحد، ولاسيما مع التجهيزات المنتشرة فيه. حيث إنه يمكن للجميع قضاء اليوم والاستمتاع بالبحر مجاناً، وكذلك بالجلسات المريحة، والتي تراعي الشعور بالخصوصية. وتحتل الألعاب الشاطئية ركناً فسيحاً على الرمال، حيث يستمتع الجميع بممارسة الأنشطة المفضلة لديهم، ومنها كرة السلة وكرة اليد وكرة القدم، وكل ذلك من دون الحاجة لصرف المال، والتي تشكل عائقاً لدى الكثير من العائلات التي تفضل الحصول على أكبر قدر من المتعة لأبنائها بأقل قدر من الإنفاق. وسائل الاستجمام وتتحدث ناديا الريان المشرفة في المدرسة الفرنسية عن ارتياحها لاصطحاب أبنائها خلال عطلة نهاية الأسبوع إلى شاطئ السعديات، وتقول إن أجمل ما فيه نظافة رماله، مشيرة إلى أجوائه المرحة، حيث تجتمع الأهالي على مقربة من سياراتها، وتفترش المكان بألوان المرح واللعب بالكرة وبالطائرات الورقية. وتقول فاطمة عوض موظفة بنك، إن الموقع في غاية الروعة بفضل مساحاته الشاسعة، وتذكر أن عامل الجذب فيه يكمن في كونه بعيداً عن وسط المدينة، وفي الوقت نفسه لا يستغرق الوصل إليه أكثر من 15 دقيقة بالسيارة، وهي تجد أنه يوفر وسائل الاستجمام، لكونه يتوسط السعديات التي تعد من أجمل الجزر الحديثة في أبوظبي. ويذكر جمال التميمي وهو أب لـ 4 أبناء أنه يصطحبهم معه إلى شاطئ البطين، حيث يعيش على مقربة منه. ويشير إلى أن المكان المفتوح على الشمس والهواء يذكره بأيام الطفولة حين كان يرافق والده إلى الشاطئ، ومع أن معالم الشارع تغيرت بالنسبة له، إلا أنه ممتن للمبادرة التي أطلقتها البلدية في إعادة إحياء شاطئ البطين، وفتحه أمام العامة. ويعلق عبدالله سالم، وهو مصور يهوى التقاط المشاهد الطبيعة قائلا، إنه يتردد بشكل يومي إلى شاطئ الكورنيش، حيث يمارس مختلف هواياته، فهو من جهة يسبح بمعدل ساعة، ومن جهة أخرى يركض على الرمال، ويمارس التأمل مع البحث دائما عن زوايا جديدة للتصوير. ويعتبر أن شاطئ الكورنيش بعد تطويره أصبح من أهم المرافق الجاذبة للسكان والضيوف والسياح. العلم الأزرق يرتفع بشاطئ البطين العلم الأزرق الدولي، وهو إنجاز عالمي يضيء على 4 معايير، بما ينسجم مع الخطة الاستراتيجية لعام 2030. ويأتي ليعزز مفهوم السياحة البيئية التي تهتم بالتوعية الجماهيرية الداعمة لمجتمع خدماتي ترفيهي لا يهمل الأجواء الصحية الملائمة ولا شروط الأمن والسلامة. وهذه المرة الثانية التي تحظى بها العاصمة بهذا الاعتراف المشرف، بعدما رفعت في فترة سابقة العلم نفسه عند شاطئ السباحة في منطقة الكورنيش محولة إياه إلى مرفق صديق للبيئة. ويحظى برنامج العلم الأزرق الذي انطلق عام 1987 بتوثيق من برنامج الأمم المتحدة للبيئة ومنظمة السياحة العالمية، ويتم تطبيقه على أكثر من 3,200 شاطئ ومرسى في 37 دولة حول العالم. مواقف وخدمات المهتمون بقضاء وقت ممتع على شاطئ كورنيش العاصمة، ينعمون بخدمات كثيرة تجعل يومهم يسير بهدوء، وأهمها توافر مواقف السيارات بكثرة في المحيط، مع سهولة الوصول إلى المواقع المخصصة للسباحة. مع إمكانية الإتيان بكل ما يمكن أن يحتاجوه من أدوات لعب ووجبات خفيفة ومرطبات.