مؤتمر الرياضيات في كليات التقنية يؤكد تراجع أعداد الملتحقين بـ «العلمي»

أكد مؤتمر «الرياضيات الثامن لكليات التقنية العليا» الذي عقد أمس، بكلية أبوظبي للطالبات، تراجع أعداد الطلبة الملتحقين بالقسم العلمي، وأن كثيراً من الطلبة الذين يتجهون للدراسة في القسم الأدبي دافعهم «الهروب» من دراسة الرياضيات بالاتجاه نحو دراسة العلوم الإنسانية. وحذر المؤتمر من خطورة تنامي هذه الحالة بين الطلبة، وأثرها على إحداث خلل في منظومة الموارد البشرية في الدولة، والحد من قدرة الخريجين المواطنين على المساهمة الفعالة في سوق العمل، وهو السوق الذي يتجه كلياً نحو مجتمع المعرفة بما يتضمنه من وظائف متنوعة في التقينيات الدقيقة والطاقة النووية لأغراض سلمية، وهندسة الفلك والاتصالات وأشباه الموصلات، وغيرها من التخصصات التي ترتكز على الإعداد المتميز للطالب في مواد الرياضيات في مرحلة دراسية مبكرة. ودعا الدكتور طيب كمالي مدير كليات التقنية العليا، خلال افتتاحه المؤتمر، إلى ضرورة إيجاد حلول علمية فعالة تعزز من قدرة الطلبة على دراسة الرياضيات والتفوق في هذه المادة العلمية منذ التحاقهم برياض الأطفال، مشيراً إلى أن تقليدية طرق وأساليب التدريس المتبعة في الرياضيات تشكل أبرز التحديات التي تعوق قدرة الطالب على التفاعل مع هذه المادة، التي تعتبر العمود الفقري للعلم حالياً، والتي نجحت دول متقدمة في الانتقال بها إلى آفاق نوعية، من خلال توظيف تقنيات متطورة في تدريسها مثل الهواتف المتحركة، والكمبيوترات المحمولة، وغيرها. وناقش المؤتمر أحدث وسائل تعليم الرياضيات بحضور البروفيسور جون تراكسلر أحد رواد التعليم عبر الهواتف المتحركة ومدير مختبر جامعة ولفرهامبتون بالمملكة المتحدة، إضافة إلى العديد من المتخصصين في شؤون التعليم والتقنية. وأكد د. كمالي أن كليات التقنية العليا نجحت خلال العقد الماضي في تطوير البيئة التعليمية لتدريس الرياضيات، ما ساهم في تشجيع أعداد كبيرة من الطلبة على التفاعل مع هذه المادة، والانخراط في تخصصاتها الدراسية الدقيقة، موضحاً أن مؤسسات التعليم العالي في الدولة، لا تزال تعانى ضعف مستويات عدد كبير من الطلبة في مادة الرياضيات، ما يدفع بهم للالتحاق بتخصصات العلوم الإنسانية في المرحلة الجامعية. وفي الجلسة العلمية الأولى للمؤتمر، شاركت البروفيسورة ريتا فانسكا بدراسة حول المشاريع التعليمية عبر الهواتف المتحركة في جنوب أفريقيا وفنلندا، وقدمت خبراتها في مجلس المهارات الإلكترونية في جنوب أفريقيا، ودورها كمساهم رئيس لتطوير مفهوم البيانات والتكنولوجيا. وقدم البروفيسور دوجلاس بلتر مدير مركز «آي سي تي» التدريبي بكلية أوندل بجامعة كامبريدج العريقة، دراسة حول استخدام طرائق مسلية لتعلم الرياضيات في هواتفنا المتحركة، مؤكداً نجاح هذه الطرائق في توسيع قاعدة الإقبال الطلابي على مادة الرياضيات التي عانت في السنوات الماضية تدنياً شديداً في طرق وأساليب تدريسها عالمياً. وشارك فريق من مدرسي الرياضيات من كليات عالمية في سويسرا، وألمانيا، وبلجيكا، وفنلندا، والولايات المتحدة الأميركية في مناقشة طرائق إضافة تكنولوجيا الهواتف المتحركة للصفوف الدراسية التقليدية للرياضيات، كما شارك عدد من مدرسي الرياضيات في ورش عمل المؤتمر، وتحدث البوفيسور بول كريشلوم من كلية بازل في سويسرا عن مواصفات معلم الرياضيات وآليات إتقانه لتوظيف تقنيات متطورة في التدريس.