جمهور الأبيض الغائب الأكبر !

يبدو أن جمهورنا قد اعتاد على أن يأتيه كل شيء وهو في مكانه ، هو يريد دائماً الفوز ولا يشغل نفسه كثيراً بالذهاب إلى الملعب لمؤازرة فريقه، ويحاسب الفرق والمنتخبات ولا يحاسب نفسه، يبحث عن الانتصارات والتتويج والتأهل، وهو جالس في مكانه، أو بأقصى تقدير أمام التليفزيون، يريد كل شيء (على الجاهز)، وحينما يحدث أي إخفاق أو كبوة يثور ويغضب وكأن عناء (نومه) يستحق ذلك· ترسخ ذلك في افتتاح الدورة الدولية الودية أمس الأول، والذي كان سرياً لولا وجود بعض المسؤولين وبعض أقارب اللاعبين والإعلاميين، كما أن التليفزيون لم ينقلها لتكتمل السرية، في الوقت الذي يقبل فيه منتخبنا على مهمة بالغة الصعوبة، تتمثل في نهائيات كأس آسيا المؤهلة لكأس العالم بمصر العام المقبل· وكان منتخبنا للشباب قد خسر مباراته الأولى أمام منتخب أوزبكستان بهدفين مقابل هدف في المباراة التي جمعت بينهما أمس الأول بالاستاد الرئيسي بمدينة زايد الرياضية، ضمن منافسات اليوم الأول للدورة الدولية التي ينظمها اتحاد الكرة بمشاركة 4 منتخبات، هي الإمارات والسعودية وأوزبكستان والمغرب، وتأتي ضمن استعدادات منتخبنا لنهائيات كأس آسيا التي تنطلق بالسعودية نهاية الشهر الجاري، وتتأهل الفرق الأربعة الأولى فيها إلى بطولة كأس العالم بمصر العام القادم· حضر المباراة محمد خلفان الرميثي رئيس اتحاد الكرة، وعبدالمحسن الدوسري الأمين العام المساعد بالهيئة العامة للشباب والرياضة، وسعيد عبدالغفار نائب رئيس الاتحاد، وأعضاء المجلس: عبدالوهاب الأحمد، وراشد الزعابي رئيس اللجنة المنظمة للدورة، ومحمد مطر غراب، والدكتور أحمد ثاني الدوسري المنسق العام للجنة العلاقات العامة والإعلام· وبالرغم من خسارة منتخبنا للمباراة بهدفين مقابل هدف، إلا أنه ظهر بمستوى طيب، وكان الأكثر استحواذاً على المباراة في شوطيها، وعاب لاعبيه فقط عدم التركيز في بعض الفترات ليستثمر المنتخب الأوزبكي حالة (السرحان) التي انتابت لاعبينا ويسجل هدفيه عن طريق شيرزود ززاموف في الدقيقة 11 من الشوط الأول، وأويبيك كليشوف في الدقيقة 14 من الشوط الثاني، بينما أحرز هدف الأبيض الشاب ماهر جاسم في الدقيقة 43 من الشوط الثاني، ولم يحتسب حكم المباراة حمد الشيخ ضربة جزاء صحيحة لمنتخبنا نتيجة لمس أحد مدافعي أوزبكستان الكرة بيده في منطقة جزائه بنهاية المباراة· وضح من بداية المباراة أن الفريقين يبحثان عن الفوز، واحتاج لاعبو منتخبنا إلى بعض الوقت للدخول في أجواء المواجهة، الأمر الذي منح الفرصة للمنافس لتهديد مرمانا، وكانت بداية الفرص لمنتخبنا عن طريق أحد خليل البارع في الضربات الحرة من خارج منطقة الجزاء، ورد عليه زهير بريموف بتسديدة فوق العارضة أفصحت عن رغبة الفريق الأوزبكي في أن يضع كلمة البداية، وهي الرغبة التي عززتها محولات كل من ساناتا شيكوف وبريموف وإيفان ناجاييف· تواصل ضغط الفريق الأوزبكي وتواجد بكثافة في منطقة مرمانا بعد أن منحه لاعبونا الفرصة لذلك، ووسط السيطرة الأوزبكية يسدد حمدان الكمالي أحد أبرز لاعبي منتخبنا تسديدة قوية تمر بجوار القائم، وتعود بعدها الدفة لفريق أوزبكستان الذي يتمكن من تسجيل هدفه الأول عن طريق شيرزود أزاموف في الدقيقة 11 من خطأ لحارس المرمى الذي أمسك بالكرة ثم تركها ليخطفها اللاعب الأوزبكي ويسجل منها أول أهداف المباراة· تعود السيطرة تماماً لمنتخبنا ويستحوذ على مجريات اللعب ويتبارى كل من أحمد علي وأحمد خليل والكمـــالي وأمير عبدالرحمن في تهديد المرمى الأوزبكي، ولكن دون ثمرة حقــــــيقية، إما بسبب عدم الدقة في إنهاء الهجمة أو لعدم التــــوفيق ووقوف العارضة عائقاً في بعض الأحيان والقائم في بعضها الآخر، حتى ينتهي الشوط الأول بتقدم الفريق الأوزبكي بهدف· بدأ الشوط الثاني بما انتهى به الأول، سيطرة تامة لمنتخبنا، فيما استبسل الدفاع الأوزبكي في المنطقة الخلفية ولم يبق من لاعبيه في المقدمة سوى أوتابيك إيسوريلوف وأويبيك كليشوف، وحاصر منتخبنا الفريق الأوزبكي في نصف ملعبه، وتوالت الفرص الضائعة عن طريق مهاجمينا الواحدة تلو الأخرى· ووسط سيطرة الأبيض الشاب، يستثمر الفريق الأوزبكي إحدى الهجمات المرتدة وعدم تركيز حارس المرمى الذي كان متقدماً عن المرمى ويسدد أويبيك كليشوف كرة (لوب) من فوق الحارس تستقر في المرمى معلنة الهدف الثاني لأوزبكستان· ويحسب للاعبينا أنهم لم ييأسوا بعد الهدف وواصلوا حصارهم للفريق الأوزبكي رغبة في تعديل النتيجة، ويدفع المدرب التونسي خالد بن يحيى بجملة من التغييرات، بنزول كل من عمر عبدالرحمن وماهر جاسم وراشد عيسى، بدلاً من ذياب عوانة وزحمد خليل وبدر عبدالله، ويتواصل الضغط الإماراتي مع اقتراب المباراة من نهايتها حتى يتمكن ماهر جاسم من إحراز هدف منتخبنا الوحيد، مستثمراً هدية عبدالعزيز حسين ويســـــدد الكرة على يســـــار الحارس الأوزبكي، لتنــــتهي المباراة بتـــــقدم أوزبكســـــتان بهـــــدفين مــــقابل هدف· أدار المباراة الحكم حمد الشيخ، عاونه جمعة عباس، وعيسى جميل، وأحمد سليمان حكماً رابعاً