الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«زايد التراثي» يثمّن موروثات شعــــــوب العالم في الختام

«زايد التراثي» يثمّن موروثات شعــــــوب العالم في الختام
21 يناير 2017 22:23
أشرف جمعة (أبوظبي) مشاهد ختام مهرجان الشيخ زايد التراثي عامرة بالجمال، حيث استنشق الزوار عطر الموروث وتجاوبوا مع الفن وزخم الماضي الذين يعود بالإنسان إلى الطبيعة الأولى التي تعامل فيها الناس بالفطرة الصافية وهو ما أفرز عن محاولات لاستخدام الطين في صنع الأواني الفخارية والنخلة في الاستفادة من أجزائها والصحراء بكل جمالياتها، فكان المهرجان الذي يسجل لحظات الختام على أرض الوثبة في العاصمة الإماراتية أبوظبي عيداً للحرف اليدوية وفاتحة للاطلاع على الصناعات التقليدية وضوءاً غامراً على حياة الآباء والأجداد بأسلوب لا يخلو من العبقرية في عرض مورثات الشعوب. احتفى الزوار على مدار أيام المهرجان بالتراث الوطني الإماراتي الذي كان جوهر «زايد التراثي» وتاج العز الذي وضعته الأيام على رأس أبناء الجيل الماضي ليتشابك في النهاية ويتمازج مع موروثات الشعوب الأخرى، وكأن لسان حال الجمهور يقول: ليت المهرجان يظل مستمراً بدلاً من انتظاره عدة شهور أخرى»، فقد عبروا عن سعادتهم البالغة بهذا الحدث الاستثنائي الذي وصل إلى محطته الأخيرة هذا العام وسط بهجة وجوده الناضر على صفحة الأيام والسنين، مع نظرة أمل تبقي في الصدور انتظاراً لحلول موعده الجديد على أرض الإمارات التي أحيت الموروث الشعبي واحتفت بتراث الآخرين لتكون نقطة التقاء للموروثات العالمية، والتي استمتع بها أكثر من مليوني زائر خلال 50 يوماً استمر المهرجان خلالها في رسم ألوان البهجة على محيا الزوار. نبراس الماضي ومن ضمن الذين استمتعوا بمشاهد التراث النابضة في قلب مهرجان «زايد التراثي» خالد سرور مسؤول الجناح اليمني الذي أكد أنه شعر بارتياح شديد عندما تم تمديد المهرجان إذ إنه وافق تطلعات الأجنحة المشاركة والزوار الذين تسابقوا في إظهار المحبة للموروثات الشعبية لدول العالم المشاركة، ويلفت إلى أنه مع انتهاء هذه الفعالية الاستثنائية يبقي شيئاً لا يمحى من القلب ألا وهو تلك الانطباعات التي تركها المهرجان في النفوس عن الحياة القديمة ومدى القدرة على التأقلم مع الحياة في الزمن الماضي، مشيراً إلى أن هذا التحدي أنتج حرفاً يدوية وصناعات تقليدية ناضجة لا يمكن أن تغيب عن صفحة الوجود فهي نبراس الماضي وقنديل الحاضر ونظرة الزمن القديم إلى الحاضر المتجدد، ويبين أن الجناح اليمني شارك موروثات الشعوب الحفاوة بهذا العرس وأن جميع المشاركين يشعرون بالامتنان تجاه إدارة المهرجان التي أتاحت لهؤلاء الحرفيين اليمنيين أن يعبروا عن الحضارة اليمنية ويكونوا سفراء لها إلى العالم. لمسة الجمال ويورد محمد آل علي صانع المراكب التراثية في منطقة البيئات والحرف الإماراتية، أن مهرجان الشيخ زايد التراثي تميز بالثراء والنبوغ في عرض موروثات شعوب العالم وبخاصة الحي الإماراتي الذي برع في تقديم صورة حية عن الموروث الشعبي الوطني لها دلالات واضحة تؤكد معاني الجمال في كل حرفة وصناعة تقليدية فبدت الصناعات البحرية لمسة من الجمال الآخاذ وإطلالة نادرة على أجواء الحاضر وكذلك بيئة الصحراء وبيئة الواحة ومدى قدرة الحرفيات على تشكيل الخوص والغوص في تاريخ النخلة، لافتاً إلى أن الأطعمة التراثية أبهجت الجمهور الذي ذاق حلاوتها واستساغ طعمها المميز في أماكن الطبخ الشعبي التي كان يتجمع حولها جمهور المهرجان في شغف انتظاراً للحظة التي يتناول فيها الصغار خبز الرقاق ويأكل فيها الضيوف اللقيمات وغيرها من الأطعمة الأخرى التي لا يمكن أن ينسى طعمها، ويرى أن المهرجان الذي اختتم في منطقة الوثبة يمثل ذاكرة للإنسانية تلتقي تحت ظلالها الثقافات الشعبية بصورة فائقة الجمال. دفقات الموروث وتورد حليمة الشحي بـ(جناح الإمارات)، أن المهرجان تميز بما قدم من دفقات للموروث الشعبي العالمي وأن التراث الوطني الإمارات شارك الشعوب الحفاوة بالماضي وتري أن الإمارات استطاعت أن تضع منظومة عالية للحفاظ على الموروث من جميع الأوجه وهو ما ظهر بقوة في المهرجان، مشيرة إلى أن كل الحرفيات كنا في حالة عجيبة من الانسجام مع التراث الوطني، مؤكدة أنها قدمت ألواناً من الأطعمة التراثية للزوار الذين يقفون أمامها بالطوابير تقديراً للأطعمة الإماراتية ذات المذاق الجذاب، وتلفت إلى أن أهم ما ميز الأطعمة الشعبية الإماراتية أنها كانت تطهى أمام الناس وهو ما كان يدعوهم للاستفسار عن مكوناتها وكيف تطهي. منطقة البيئات يذكر علي الشحي (مواطن)، أحد زوار المهرجان أنه حضر مع عائلته أغلب أيام المهرجان وأنه استمتع كثيراً بالفعاليات لافتاً إلى أنه كان ينظر إلى عيون أطفاله إذ إنها كانت تتسع دهشة وتلمع في صفاء كلما جلسوا أمام حرفية تنسج من سعف النخيل أدوات الماضي أو في أثناء زيارة منطقة البيئات والحرف حيث البيئة البحرية التي يرى فيها الزائر الطرق التقليدية لصناعة المراكب القديمة وشباك الصيد التقليدية وغيرها من الصناعات البحرية، ويورد أنه زار طوال أيام المهرجان معظم الأجنحة الخاصة بالشعوب المشاركة وهو ما جعله يتعرف إلى موروثات متنوعة وعادات وتقاليد جديدة. ويرى أن المهرجان كان له رونق خاص بين الفعاليات المماثلة فقد احتفى بشكل مباشر بالماضي وعبر في جمال أصيل عن ضرورة الاهتمام بتقاليد الآباء والأجداد والسير على دروبهم في كل مناحي الحياة، لافتاً إلى أنه استمتع مع أسرته خلال زياراته بالكثير من المشاهد التراثية الحية حتى انتهى هذا الحدث الكبير الذي يعطي للأصالة رونقها ويعيد للماضي بهاءه الذي لا يغيب. عروض فلكلورية وألعاب نارية استمتع زوار المهرجان بمشاهدة أكثر من 2000 عرض فلكلوري قدمتها عشرات الفرق الشعبية الإماراتية والخليجية والعربية والعالمية التي ضمت أكثر من 800 عازف وعارض أدوا عروضهم في كافة أجنحة وساحات المهرجان التي ضمت أكثر من 500 محل ومطعم، بالإضافة إلى أكثر من 250 عرضا لنافورة الإمارات، وأكثر من 50 عرضاً للألعاب النارية التي زينت سماء المهرجان ومنطقة الوثبة. وأكد حميد سعيد النيادي، نائب رئيس اللجنة العليا لمهرجان الشيخ زايد التراثي، أنه مثلما شهدت الدورة الحالية العديد من المفاجآت الكبرى والعارضين الجدد فمن المؤكد أن تشهد الدورة المقبلة من المهرجان إضافات نوعية ومفاجآت ضخمة تعزز المكانة العالمية التي احتلها المهرجان الذي أثبت أنه مهرجان عالمي من طراز رفيع. يذكر أن الدورة الحالية من المهرجان شهدت العديد من الفعاليات التراثية ومنصات العرض التي تتسم بالواقعية والتفاعل الحي، واكتشف الزوار المهرجان عبر المعارض التفاعلية التراثية، والأحياء التراثية الخليجية والعربية والعالمية التي صمم كل منها بطريقة عمرانية تمثل عمران كل دولة مشاركة. وركز كل حي على المنتجات التقليدية والطعام الشعبي التقليدي، والحرف اليدوية التراثية والعروض الفنية الفلكلورية المبهرة. كما ضمت أسواق المهرجان أكثر من 500 محل لبيع المنتوجات التقليدية التراثية من 17 دولة، وكان هناك تركيز كبير على الأكلات العالمية للدول المشاركة وغيرها، حيث ضم المهرجان أكثر من 50 مطعماً قدمت أشهى المأكولات التقليدية العالمية، و20 محطة للطبخ الحي التفاعلي. أول «طبق خير» في «عام الخير» أبوظبي (الاتحاد) استجابة لمبادرة عام الخير والتي أطلقها صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله، نظم جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية ضمن برنامج عون للخدمة المجتمعية، بالتعاون مع مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية وبمشاركة عدد من الأجنحة الوطنية والدولية في مهرجان الشيخ زايد التراثي بمدينة الوثبة، أمس الأول الجمعة، فعالية طبق الخير الدولي والتي تعتبر الأولى من نوعها في «عام الخير»، ويعود ريعها للمحتاجين والمعوزين بالتنسيق مع المؤسسات الإنسانية الرسمية في إمارة أبوظبي. وقال ثامر راشد القاسمي المتحدث الرسمي باسم الجهاز، إن تنظيمنا لهذه الفعالية المنضوية تحت برنامج عون للخدمة المجتمعية، يأتي في إطار حرصنا على المساهمة بشكل فعال كمؤسسة وطنية تسهم في خدمة ورفاهية المجتمع وتسعى لترسيخ قيم الخير والعطاء بين موظفيها، وتأكيداً على أهمية مبادرة «عام الخير» في تدعيم مسيرة الدولة الخيرية والإنسانية ودورها الريادي الذي تضطلع به في الأوساط الإقليمية والدولية. وأشار إلى أن اختيار مهرجان الشيخ زايد التراثي مكاناً لتنظيم فعالية طبق الخير الدولية، جاء لما يحمله المهرجان من اسم رفيع ارتبط ذكره دائما بالخير والعطاء والمحبة، وتأكيداً على أهمية هذه التظاهرة الحضارية الضخمة في إبراز نهج الإمارات القائم على الخير والإيثار والبذل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©