الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«من سيأكل الحاكوكة»؟!

28 ديسمبر 2009 20:12
منعاً للبس، سأبدأ بفك شيفرة العنوان المكتوب أعلاه، «الحاكوكة»! أوكما نقول بالمحليّة «العِلاّقّة»، وهي كلمة تعني «العيش»، أو الأرز المقرمش الذي يعلق في قعر الجِدْر، أوالحَلّة، ليصبح بعد «تسْكيره» على نار هادئة، قُرصاً ذهبياً شهياً، خصوصاً إذا ما تمّ قلب القِدر حال استواء الأرز، أو الكبسة، لتبدأ في الحين معركة اقتسام «الحاكوكة « بين أفراد العائلة! أُجزم بأنّه إذا ما تمّ إعداد قِدر من الأرز بالفول الأخضر، والشبَت، وتم ضبط «حاكوكة» ملحوقاً بها قرصاً من الخبز العربي، أو الإيراني، أوحتى الأفغاني، لا يهم!، أعتقد «والله أعلم»ما أن يُقدّم هذا الطبق مقلوباً كقالب «الجاتو»، بمرفقاته المذكورة آنفاً، وتحلّق حوله الأخوة الفرقاء في فلسطين، فحتماً سينتهي الخلاف بينهم، بلا مفاوضات، وبلا وسائط مساعدة «كمان»!، شريطة أن يحرص الأخوة، على إبداء حُسن النوايا لعقد اللقاء «الحاكوكي العلاّقي»!، لتقاسم بقايا الحاكوكة، ومن ثم النظر في بقية المواضيع الثنائية العالقة! «قضيتي» لم تكن في تفسير الحاكوكة، أوطريقة إعدادها، وإنما هي استهلال للموضوع الأصل!. سؤال أرقنْي كثيراً يقول: متى اجتمعت العائلة، كحبات المسبحة، على مائدة واحدة، لتناول وجبة الغداء في غير رمضان؟!، هذا السؤال أصبحت إجابته اليوم مزحة كبيرة، لأننا سندخل في متاهات لها أول، وليس لها آخر، لكن وباختصار شديد، إذا كانت الفتاة الموظفة تخرج من عملها في الرابعة والنصف، أو بعدها، وطريقها ساعة، لتغيّر رأيها وتمْر لتأخذ سندويشاً، أو تأكل مع صديقاتها في المطعم بعد الدوام، وتتجوّل في المول، ومن ثم تذهب إلى الصالون، لتخليص أمور الصيانة الخاصة عندها مرة ً واحدة، فلن تصل بيتها إلا ّوقت النوم!، وإذا كان مقر عمل «عباس» بعيداً عن مكان سكنه، ويعلق في الزحمة كل يوم، والعيال يتضورون جوعاً بعد دوامهم الطويل، والسّكة طويلة، وأمهم»شقية» جوعانة أكثر منهم، وما حد فيه صبر، والإبن خرج من الكلية مع رفاقه للمول، لمشاهدة فيلم «جعلوني مشرداً»!، وأكل وجبته معهم، والبنت في الكلية أكلت «فروت سلط»، ومسوية رجيم عشان «البادي السترتش»، والجينز «اللوو هيبس»، وفوق كل هذا يطلع أبو العيال يعزّ «الجانك فود»، ويحب لدْواره ظهراً!، فأخبروني أثابكم الله: من مِنْا سيفتكر في أكل «الحاكوكة» أو»العِلاّقة»، أوحتى الصبر عليها لتتسّكر على نارها الهادئة، والتلذذ بمذاقها مع طاسة خاثر البيت؟!، أكيد لن تفوَتها الخادمة «ديمي» وجماعتها، «لا خلينا منهم»! فاطمة اللامي Esmeralda8844@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©