الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الينابيع المعدنية.. شرايين تمد الإنسان والنبات بالحياة والاستشفاء

الينابيع المعدنية.. شرايين تمد الإنسان والنبات بالحياة والاستشفاء
28 ديسمبر 2009 20:15
يعتبر الماء عصب الحياة والركيزة الأساسية الأولى التي تقوم عليها التنمية المستدامة، فهو الذي يجعل الله منه «كل شيء حي» .وتعتبر الإمارات من الدول الواقعة ضمن المنطقة الجافة التي تشح فيها الأمطار، مما يستدعي تكاتف الجهود لتنمية الموارد المائية، والعمل على إيجاد الطرق والوسائل الدائمة التجدد من أجل ترشيد المياه، والمحافظة عليها من الاستنزاف. أقيمت في كافة إمارات الدولة على مدار السنوات الماضية منشآت مائية من السدود والبحيرات بغية الاستفادة منها لتخزين مياه الأمطار وتغذية المياه الجوفية، ولتزويد السكان بالمياه بهدف استخدامها لأغراض الزراعة ودعم مياه الأفلاج والينابيع. وقد لعبت التكوينات الصخرية التي نشأت قبل ملايين السنين دورا هاما في تنوع مصادر المياه في مختلف مناطق الإمارات، ويختلف مصدر الماء النابع باختلاف الطبقات الأرضية المختلفة وكمية المخزون المائي في كل منطقة. عيون معدنية تتوزع في الدولة العديد من العيون المائية المعدنية، ونجد أن واحات النخل قد نشأت بجوارها إضافة إلى المزروعات الأخرى، وهي تشكل أحد أهم الواجهات السياحية التي يقصدها السياح من كل مكان، ويتنقلون فيما بينها، وهي من الأماكن المفضل التخييم بجانبها للترفيه والاستشفاء من بعض الأمراض وخصوصا الجلدية. تقع أغلب هذه العيون في المناطق الجبلية وتختلف فيما بينها من حيث وفرة مياهها ودرجة حرارتها وجودتها، وكانت أحد أهم الأسباب في تحديد أماكن الاستيطان لدى الإنسان قديما، حيث كان يستغل مياهها في مجال الشرب والزراعة، ومن أشهر العيون المائية المعدنية «عين الفايضة» الكبريتية، التي عرفت منذ عقود بعيدة ولا تزال تطرح خيراتها حتى اليوم، وثمة بحيرة تتصل بها. وهناك نبع «عين خت» في إمارة رأس الخيمة التي تميزت منذ القرون الماضية باستراتيجية موقعها وجودة مياهها الحارة حيث تتراوح درجة حرارة المياه ما بين 39- 40 درجة مئوية. ومن العيون المائية الشهيرة أيضا «عين مضب» الكبريتية في إمارة الفجيرة والتي تنفرد بموقعها الطبيعي الجميل، إلى جانب جودة مياهها الكبريتية. وكانت أحد أهم المصادر المائية الخاصة بري مزارع النخيل في منطقة «مضب». وهناك أيضا «عين حبحب» وتتمتع بأهمية كبرى ولها دورها في المنطقة الزراعية التي توجد بها، خاصة في ري أشجار النخل. ينابيع تعتبر الينابيع المعدنية علميا بأنها صرف طبيعي للمياه الجوفية، وهي الأماكن التي تظهر فيها المياه الجوفية على سطح الأرض بصورة طبيعية، وتتحرك المياه التي تتسرب إلى داخل الأرض في اتجاه رأسي للأسفل، وفي اتجاهات جانبية حتى تلتقي بطبقة المياه الجوفية أو بطبقة صماء غير منفذة، وتتحول إلى مياه جوفية، وعندما تجد سطح الطبقة غير المنفذة مكشوفا فإنها تخرج هذه المياه إلى السطح بطريقة طبيعية وتتدفق على شكل ينابيع أو عيون مائية. هناك تصنيف لتلك الينابيع، وقد جاء تفنيد ذلك بشكل دقيق في كتاب للدكتور محمد منصور الشبلاق، ومن ذلك «أن الواحات والعيون المنخفضة تنشأ من تقاطع المياه الجوفي مع سطح الأرض في المناطق المنخفضة، وذلك كما حدث مع «عين مضب» الكبريتية في الفجيرة. وهناك الينابيع المعدنية التلامسية التي تنشأ من تلامس طبقات ذات مسامية ونفاذية عالية مع طبقات منفذة. أما الينابيع المعدنية الصدعية فهي تتسرب وتنساب إلى سطح الأرض على طول الصدع، كما يحدث في نبع «الوريعة» في الساحل الشرقي في الفجيرة. ويتمتع نبع «الوريعة» الذي يبعد عن الفجيرة مسافة 42 كم (يقع في منطقة البدية) بأهمية كبيرة، خاصة في المجال السياحي نظرا لتميزه بتدفق الماء على هيئة شلال صغير وسط ممر جبلي ظليل يأتي له محبي السياحة والنزهات من كل مكان، وهو من الينابيع النشطة، ويستفاد منه في تغذية المياه الجوفية ويعتبر قبلة سياحية هامة في الفجيرة. إضاءات تدل تحاليل عينات المياه المأخوذة من الينابيع الثلاثة على أن النوعية الكيميائية للمياه في نبع «الوريعة» جيدة جدا، وصالحة لكافة الاستعمالات المنزلية والزراعية لمنطقة البدية والتي يتواجد فيها النبع. بينما يلاحظ عن العيون المائية الأخرى مثل «خت» و»مضب» أن نسبة الملوحة فيها متفاوتة. لكن على الرغم من ذلك يتضح من خلال التحليل الكيميائي مناسبتها لري المزروعات كالنخيل على سبيل المثال، وذلك لتحملها للملوحة مما يجعل هذه المناطق من اشهر الأراضي الزراعية في الإمارات الشمالية والشرقية.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©