الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

قصائد من الحب والألم في اتحاد الكتاب

قصائد من الحب والألم في اتحاد الكتاب
14 أكتوبر 2008 00:03
نظم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في الشارقة مساء أمس الأول أمسية شعرية بمشاركة شاعرين هما الشاعر الأردني نصر بدوان، والشاعر السوري عبدالرحمن الضيخ، والشاعرة الإماراتية شيخة المطيري، وقدم للأمسية عبدالرزاق درباس مشرف نادي الشعر، بحضور عدد من الأدباء والإعلاميين والمتذوقين· ولم يستطع الشاعر نصر بدوان الذي بدأ الأمسية الإفلات من المحنة الشديدة التي تمر بها غزة، حيث داهمه إحساس عميق بالتفجع واللوعة أمام الماساة، ولم يمر الموت الذي اختطف الشاعر الكبير محمود درويش عليه مروراً عابراً، فقرأ شعراً من نبع الألم والمعاناة، وأهدى غزة سلامه في الهزيع الأخير من الليل، وفي يقظة الحر، وبرد الظلال ، إلى أن يقول: سلام على غزة/ كحل عيون الصبايا / وشوباش الرجال / موالاً مفرداً / للتحدي والتصدي والنضال · وفي قصيدته التي يرثي فيها محمود درويش والتي جاءت تحت عنوان''محمود مر كمثل الفراش'' يقول: رف كأجمل عصفور يجيد الغناء / وودع كل نرجسة في الوطن / ولم يترك زيتونة إلا وعانق ظلها· قرأ نصر بدوان قصيدتين أخريين تبدو فيهما الصورة الشعرية مكثفة وجميلة ومكتملة، والبعد الدرامي واضحاً جلياً، وهذا مطلوب من الشعراء الشباب، لأن الالتزام بالتفعيلة وحدها في هذا اللون من الشعر لا يكفي وحده كي نحكم على جمالية الشعر، إن نصر بدوان شاعر يرحل خارج الوطن، لكن وطنه يسكن في روحه وقلبه ووجدانه· أما الشاعرة الإماراتية شيخة المطيري فقرأت العديد من القصائد التي حاورت فيها الرجل، وطهرت ذاتها من العشق، حتى كادت تحطم الحب، وتجعله بقايا، وعلى حد تعبيرها حنين الغزل، وقد سبحت الشاعرة في خيالات وأوهام، وهي تقرأ قصائد بكائية عن الرثاء، لكن أروع ما قرأت في هذه الأمسية قصيدة بعنوان ''وجودك يعدل الدنيا'' وفيها تقول: وجودك يعدل الدنيا / وما فيها / وظلك واحة غنت / طيور مشاعري فيها / تغني لحن من جرحوا / ومن فرحوا / ومن يا سيدي عاشوا / هموماً لست تدريها· في هذه القصيدة نوع من البوح الوجداني، لدى المرأة في لحظة من لحظات الوجد والحديث الشجي الدافىء، لكنها ما زالت تشعر بالرهبة من الرجل، والخوف من تمرده وطغيانه، ونحن نسأل·· إلى أي مدى سوف تلازم هذه المسحة من القلق، والارتياب نفسية هذه الشاعرة التي تستعد لإصدار مجموعتها الشعرية الأولى ''مرسى الوداد''؟· إنها شاعرة عاطفية تصبو للمستقبل· أما الشاعر السوري عبدالرحمن الضيخ فقد اختتم هذه الأمسية الشعرية بالعديد من القصائد المتفردة ذات البعد القومي والاجتماعي والإنساني، وأول ما قرأ مجموعة من الخواطر الشعرية التي ولدت ولادة قيصرية على حد قوله، لكنها رسمت صورة فنية عن الواقع، ضمن رؤى وأفكار إنسانية تنشد الحياة للإنسان·· في مسابقة لم تكتب في صفحة تاريخ أعمى /سبحت أفكاري في نهر / لم يطرقه فقير قبل اليوم / حاولت بكف سطح كاهلها / أن أزدرد نقاطاً من اكسير النهر / فزمجر أسد كانوا ينتجعون سياجاً أصفر / وانطلقوا نحوي إعصاراً يزدرد الأحجار / ويهمي سيلاً فوق ضمير الأرض / ينكمش تراب الخلق / يتوضع في أهوار ولدت تحت حذاء السيل / واندفعت ترسم هلعاً أحمر· وهكذا في جميع ما قرأ من قصائد بدا هذا الشاعر يكتب عن القهر والعذاب، مبتعداً كل البعد عن اللحظات الرومانسية سوى في أسطر شعرية معدودات عن ''مغنيتا الكورال بيتش'' وهي قصيدة رقيقة تحدث فيها عن العيون الخضر للروسيات اللواتي يراقصن الموج الأزرق الحنون بين الشارقة وعجمان
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©