فراس الأسدي: أسعى دائما إلى الخلط بين الحداثة المطلقة و الكلاسيكية!

فراس إحسان الأسدي، يعمل كمصمم ديكور داخلي بمدينة أبوظبي، يعشق مهنته ويسعى إلى التميز والإبداع في أدق التفاصيل، جل وقته يسخره لابتكار أفكار جديدة لم تطرأ على أحد بعد، بدأ عمله في الفلل الخاصة بمجال يشمل كافة أعمال التصميم الداخلي بجميع أشكاله وأنواعه بالإضافة إلى التصميم المعماري و الحدائق و توزيع الأثاث والإنارة الداخلية و الخارجية. أما عن بداياته الأولى وسر اختيار هذه المهنة التي تجمع بين الفن والذوق فيقول: “تخرجت من معهد دمشق المتوسط، وبدأت العمل في الفلل الخاصة بمجال يشمل كافة أعمال التصميم الداخلي بجميع أشكاله وأنواعه بالإضافة إلى التصميم المعماري و الحدائق و توزيع الأثاث والإنارة الداخلية و الخارجية، أما عن اختياري للمهنة فحقيقة، اخترتها من صميم طموحي، فهي تجعلني أترجم أفكار و أحاسيس الناس إلى مواد و ألوان تعكس شخصيتهم و طبيعتهم وتشعرهم بالراحة والاطمئنان إضافة إلى أنها تمنحني ثقة أستطيع بها عمل بصمة في كل فراغ أقوم بتصميمه و تنفيذه والحمد لله”. وجهان لعملة واحدة ينفي فراس إمكانية فصل الديكور الداخلي عن الشكل المعماري الخارجي لأي بناء قائلا: “هما على ارتباط وثيق، حيث لا يمكننا مثلا أن ندخل إلى موقع لبناء معين ونجده بغاية الجمال والتنسيق والتناغم حاملا لطابع تصميم معين وشكل معماري مميز، ثم ندخل إلى المبنى نفسه فنجده يحمل طابع تصميم آخر! كما لا يمكننا أبدا تجاهل الشكل المعماري للبناء أو المواد المستخدمة في إكسائه، حيث أن لها دورا رئيسيا وأساسيا في إكمال اللوحة الفنية للمبنى بشكل عام، لذا فمن الضروري جدا أن يتم الربط بين التصميم الخارجي مع التصميم والتوزيع الداخلي”. وحينما سألناه عن أهم الأسس والمعايير التي يعتمدها لتصميم ديكور معين، كالمساحة مثلا، ذوق الزبون أو المكان، أجابنا: “أبدأ دائما بدراسة وظيفة المكان و التي تعتبر من أهم المقاييس، ثم التعرف على شخصية مستخدمي المكان، ثم أحاول ترجمتها إلى تصميم يلبي الوظيفة المطلوبة، وأسعى دائما في كل عمل هندسي على الخلط بين الحداثة المطلقة و الكلاسيكية المرنة إلا إذا كان للعميل متطلبات مغايرة، وأحاول دائما أن أبتعد عن التصاميم المألوفة من خلال أفكار و لمسات و تصاميم مدروسة لتعطي الراحة المطلوبة لمستخدمي المكان، كما أن اختيار الألوان و تنسيقها و تنسيق الإنارة الداخلية يعتبر من أهم العوامل المؤثرة في أي تصميم، لذا أحاول دائما أن أعطي وقت التصميم حقه الفعلي، وأحاول أن أعطي وقتا أكبر للتخطيط واختيار الألوان و المواد والأقمشة، لأتفادى وقوع الأخطاء بمراحل التنفيذ. قراءة أفكار العميل في أحيان كثيرة، يتعارض رأي صاحب البيت والمصمم في اختيار وتصميم الديكور، وعن طريقة حل هذا الإشكال يقول فراس: “ غالبا لا يعرف العميل نوع الديكور أو طريقة الربط المثلى لعناصر التصميم الداخلي والتي يجب أن يستخدمها في الفراغ الموجود، كل ما يعرفه العميل عبارة عن مجموعة من الأفكار المشوشة مع بعض الصور التي صادف وشاهدها في مكان ما، وهنا تكمن وظيفتي بقراءة أفكار العميل و تحليل شخصيته، ومنحه الثقة من خلال مناقشته بالأفكار والحلول الأفضل للمكان، من توزيع للأثاث إلى الأسقف فالأرضيات، الجدران، الإنارة فالأكسسوارات. وبصفته مهندس ديكور يعمل بدولة الإمارات، أردنا أن نستفسر عن الديكورات الشائع استخدامها بالدولة، فكان جوابه: “لا يمكننا الحكم على نوع الديكور الداخلي من خلال البلد التي نعيش به فلكل منا طريقته بالتفكير ولكل منا ألوانه المفضلة، ولكن من أكثر أنواع الديكور شيوعا في الإمارات ذاك المدمج بين الكلاسيكي والحديث المطلق والبعيد عن الديكورات المألوفة، هذا النوع يعطي لمسة معينة تصنع بعضا من الأسئلة حول إمكانية التفرد بأفكار خلاقة تتميز بحس الفخامة و الروعة والرقي”. جرأة المصمم طبعا للألوان دور رئيسي وأساسي لإكمال أي مساحة و أي تصميم و جعله مكانا مرموقا مشغولا بدقة و عناية مكتملة من ناحية المضمون و الصورة و الشكل. واختيار الألوان يعتمد على طبيعة التصميم و على مساحة المكان وطبيعة الشخص الذي سيستخدمه، وفي هذا الشأن يقول فراس:” تلعب جرأة مهندس الديكور في تناغم الألوان و مزجها بطريقة فنية مميزة عاملا أساسيا في إكمال اللوحة الفنية الخاصة لديكور هذا البيت”. وعن مدى تأثير تصميم الديكور المنزلي على نفسية صاحب البيت وكل من يراه يقول المصمم: “طبعا للديكور المنزلي تأثير كبير على صاحب البيت بشكل خاص حيث أنه المكان الوحيد الذي سينسيه متاعب الحياة ومشاقها، لذا من الضروري أن يتمتع بواحة من الجمال مختلفة تماما عما يشاهده ليبدو كقصر كبير في كافة زواياه: جدرانه، لوحاته ومنحوتاته التي تزين الأسقف وحتى الأرضيات لتعطي في الأخير لوحة فنية مخملية تلبس روح الفخامة”. نصائح ذهبية وفي ختام لقائنا مع المصمم فراس الاسدي طلبنا منه تزويدنا ببعض النصائح الخاصة باختيار الديكور الداخلي، فعددها كالآتي: 1- الديكور الداخلي عبارة عن لوحة فنية متكاملة لا يمكن أبدا الفصل بين عناصرها ولعل أهم عنصر من هذه العناصر هو وظيفة المكان المراد دراسته. 2- بعد تحديد الوظيفة يجب توزيع الأثاث لملء الفراغ الموجود بما يلائم الوظيفة المطلوبة. 3- البدء بأعمال الأسقف والأرضيات و الجدران لتتلاءم و تتناغم مع الأثاث و مع عناصر الديكور الأخرى. 4- من أهم النصائح أيضا وتحديدا للفلل الخاصة، أنه لا يجب على العميل الانتظار لمرحلة متأخرة من مراحل البناء ليبدأ بعدها بعمل دراسة للتصميم الداخلي بل عليه أن يقوم بإنهاء جميع التصاميم الداخلية قبل المراحل الأولى للبناء أو بالتزامن مع الحصول على رخصة البناء وبذلك يكون قد خفف على نفسه الجهد والتكلفة.