الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يوسف إبراهيم: كاتب السيناريو ليس مجرد آلة لتفريخ الأفكار!

يوسف إبراهيم: كاتب السيناريو ليس مجرد آلة لتفريخ الأفكار!
14 أكتوبر 2008 00:08
يشارك السيناريست الإماراتي يوسف إبراهيم في الدورة الثانية من مهرجان الشرق الأوسط من خلال فيلم ''قبل أن أكبر'' ضمن مسابقة أفلام من الإمارات - فئة الأفلام الروائية القصيرة - ويعتبر يوسف إبراهيم من أغزر كتاب السيناريو في مسيرة السينما الإماراتية، ولا ينافسه في ذلك سوى الكاتب والشاعر محمد حسن أحمد، بالإضافة إلى الكاتب والقاص أحمد سالمين، ولم يتخل هؤلاء المبدعون الثلاثة عن عنصري الجودة والإتقان في أعمالهم، فمعظم الأفلام التي شاركوا في صياغة قصصها وعوالمها الروائية المكثفة نالت الكثير من الإشادة والاستحسان في الوسط السينمائي المحلي والخارجي على السواء· خاض يوسف إبراهيم تجربة الكتابة للفيلم الروائي الطويل من خلال فيلم ''حلم'' الذي أخرجه هاني الشيباني قبل أربع سنوات، وفي جعبته فيلمين آخرين طويلين، كما أنه كتب للتلفزيون المسلسل الدرامي ''نص درزن'' الذي عرض على الشاشة المحلية خلال شهر رمضان الفائت· التقينا يوسف إبراهيم في ردهات قصر الإمارات، المقر الرئيسي للفعاليات الكبرى للمهرجان، وكان الحوار التالي: ؟ تشارك في المهرجان بفيلم روائي قصير هو ''قبل أن أكبر'' تحت إدارة مخرجة إماراتية شابة، حدثنا عن عوالم وفضاءات هذا الفيلم، وعن مدى تحقق ثيمات السيناريو في النسخة النهائية للعمل· ؟؟ هذا الفيلم هو ثمرة تعاون بيني وبين مخرجة إماراتية جديدة تخوض تجربتها السينمائية للمرة الأولى وهي المخرجة راوية عبدالله، لأنني أرى التواصل مطلوبا وضروريا بين الأجيال المختلفة في التجربة السينمائية المحلية، يحكي الفيلم قصة عائلة مكونة من أب مواطن وأم عربية مسيحية ولديهما طفل مشتت بين أفكارهما ومعتقداتهما، حيث يأخذه والده إلى المسجد، وفي يوم آخر يرى نفسه في الكنيسة مع والدته، فتراوده أسئلة كبرى وجريئة يطرحها على والديه دون أن يظفر بالإجابة الحاسمة، وعندما يموت والده، يظل السؤال المعلق في ذهن الطفل هو: هل سيذهب أبي إلى الجنة؟ بين الكتابة والفيلم ؟ هناك إشكالية يعيشها ويتحسسها كاتب السيناريو دائما، وهي أن مادته المكتوبة لا تترجم على الشاشة بنفس التفاصيل الدقيقة، وبذات الأحاسيس التي خبرها السيناريست وتفاعل معها أثناء الكتابة، هل ينطبق هذا الأمر عليك؟ ؟؟ أتفق مع هذا الرأي، لأن الكتابة هي نتاج خيال جامح وحرّ، بينما يخضع الإخراج لعمليات إنتاجية محسوبة، وهذا الإحساس يعاني منه الكاتب بشكل فردي، خصوصا عندما يرى كل هذا الهدر والخسارات والنواقص التي أصابت كتابته بعد الإنتهاء من النسخة النهائية للفيلم أو العمل الدرامي، ومن دون أن يكون قادرا على التدخل أو الاعتراض، ومع الخبرة وكثرة التجارب فإن السيناريست يقتنع في النهاية أن كتابته تصبح خارج نطاق السيطرة عندما تقع بين يدي المخرج أو الجهة المنتجة، وهذا لا يعني التنازل الكلي عند تشويه وتغيير الخطوط الكبرى والأساسية للنص، لأنه وفي هذه الحالة يصبح السيناريست مجرد آلة لتفريخ الأفكار، لا أكثر! المشاركة الإماراتية ؟ كيف تنظر للوجود أو المشاركة الإماراتية في مهرجان متشعب ومتعدد في برامجه وفعالياته مثل مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي؟ ؟؟ هي مشاركة موجودة وتتنفس، ولكنها غير محسوسة وغير ملاحظة وسط هذا الكم الكبير من نجوم السينما العربية والعالمية، ورغم ذلك فإن إدارة المهرجان تحاول أن تميز هذا الحضور المحلي حتى لا يضيع ويتشتت وسط الحشد الهائل من الأفلام والنشاطات والفعاليات القادمة من الخارج، وطبيعي أن يستقطب أي مهرجان دولي وجوها لامعة ومعروفة كي تضاف إلى رصيده وكي يحدث نوع من التواصل والاحتكاك بأفكار ورؤى جديدة ومتغايرة· وبالنسبة لمسابقة أفلام من الإمارات فإن تواجدها كقسم مستقل في المهرجان له سلبياته وإيجابياته، فمن السلبيات هو غياب القيمة العاطفية والحميمية التي جمعت صناع الفيلم الإماراتيين في الدورات السابقة، حيث كان الحدث مستقلا وله هويته واعتباره المعنوي والإعلامي الخاص، ومن الإيجابيات التي يمكن ملاحظتها هو تحفيز المخرجين المحليين ودفعهم للمشاركة في المسابقات الرسمية الكبري للمهرجان مثل مسابقة الأفلام الروائية الطويلة وكذلك الأفلام الوثائقية، وهي مسابقات تجمع أطيافا متعددة وناضجة من دول العالم المختلفة، ووجود فيلم إماراتي بينها هو تقدير كبير لدولة ما زالت في طور الولادات الأولى مقترنة بمصطلح كبير هو: ''صناعة الفيلم''، ولعل مشاركة فيلم ''حنه'' للمخرج الإماراتي صالح كرامة هو دليل واضح على دور المهرجانات المحلية في صياغة رؤى طموحة ومشجعة للفيلم الإماراتي· عن الوعي والحلم ؟ كتبت قبل سنوات سيناريو الفيلم الروائي الطويل ''حلم'' للمخرج هاني الشيباني، ولكن التجربة لم تكن على قدر الطموح أو الآمال التي علقت عليها، هل أصابتك هذه التجربة بنوع من اليأس أو الإحباط تجاه الكتابة للأعمال الطويلة التي تحتاج لعدة إنتاجية مختلفة تماما عما هو سائد في الأفلام القصيرة مثلا؟ ؟؟ فيلم ''حلم'' كان ضحية لقلة الوعي بأهمية العمليات الإنتاجية، وهي تجربة كتبتها بمقاييس الكلفة القليلة، من خلال المشاركة التطوعية واختيار مواقع تصوير جاهزة وطبيعية، ولكن حداثة التجربة وارتباط العمل ككل بمجموعة من السينمائيين الهواة وقليلي الخبرة هو الذي أثر على المستوى الفني والتقني للعمل، ولذلك لم أصب بالإحباط، فأنا لدي الآن سيناريو جاهز لفيلم روائي طويل قدمته لإدارة مهرجان الشرق الأوسط للبت في العمليات اللاحقة مثل التمويل واختيار الطاقم الإنتاجي والفني للعمل، ولدي مشروع لفيلم طويل آخر سيكون جاهزا خلال الأشهر القادمة، وحاولت أن أسبغ على مشروع الفيلم الأول الطابع التجاري الصرف الذي يرضي متطلبات السوق الإنتاجية للأفلام، أما الفيلم الثاني فهو ذو طابع فني ومستقل نوعا ما عن الحس التجاري· في التلفزيون ؟ كتبت مؤخرا للتلفزيون في أول عمل درامي تتصدى له، وهو مسلسل ''نص درزن'' الذي عرض في شهر رمضان الفائت، كيف تنظر لهذه التجربة وما هي الفروقات بينها وبين الكتابة للسينما؟ ؟؟ الكتابة للتلفزيون تعتبر تجربة مخيفة بالنسبة لشخص اعتاد على طقس وأجواء الكتابة السينمائية القصيرة، لأن كتابة ثلاثين حلقة تساوي كتابة ثلاثين فيلما قصيرا وعشرة أفلام طويلة، وهي تجربة منهكة لأنها تعتبر بمثابة التزام طويل المدى مع الجهة المنتجة التي لا تعترف بمزاج الكتابة، مما يدفعك إلى بذل جهد مضاعف ومسابقة الزمن حتى لا تتسبب في تعكير الجو الاحترافي الذي يرافق الإنتاج التلفزيوني الضخم، وعلى عكس الجو الحميمي الذي يجمعك بالمشاركين في فيلم قصير من كتابتك، فإن الكتابة للتلفزيون تضعك في مكان وتضع المخرج والمنتج في مكان آخر وذلك لغياب تقاليد الإنتاج بالنسبة للدراما التلفزيونية المحلية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©