الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العام الجديد... واتجاهات المستقبل العالمي

العام الجديد... واتجاهات المستقبل العالمي
2 يناير 2010 23:19
جينا مور كاتبة ومحللة سياسية أميركية على إثر مرور عقد كامل على الألفية الجديدة، هناك اتجاهات رئيسية لابد من مراقبتها، ابتداءً من احتمال تحول القارة الإفريقية إلى سلة لغذاء العالم، مروراً بسعي روسيا المحموم لاصطياد القيادات الجديدة الموهوبة، وصولاً إلى الانتشار الواسع الذي يحققه المذهب الإنجيلي في منطقة أميركا اللاتينية. غير أن هذا التقرير لا يحتوي حرفاً واحداً عن تقنيات "الآي بود" ولا حديثاً عن كاميرات رقمية ولا قراء رقميين، أو غيرها من مستجدات ووسائل التكنولوجيا الحديثة التي يعتقد البعض أن من شأنها "تثوير" نمط الحياة خلال العام المقبل. ولكن حين توجهنا بطلبنا إلى عدد من الخبراء من مختلف أنحاء العالم طالبين منهم أن يتطلعوا للأمام ويتخيلوا القوى والاتجاهات الرئيسية الكبرى التي من شأنها تشكيل العام الحالي 2010، حصلنا منهم على إجابات أفضل وأكثر مفاجأة بكثير مما كنا نتصور. وفيما يلي بعض المفاجآت والتحولات المتوقعة خلال العام الجديد، وأعوام العقد اللاحقة. التحول الأول أن من المحتمل بقوة أن تتحول القارة الإفريقية التي عرفت بموجات جفافها وكوارث مجاعاتها، إلى سلة رئيسية للغذاء العالمي. والتحول الثاني هو أن تصبح القارة الأوروبية التي حظرت فيها فرنسا ارتداء الحجاب في المدارس والمؤسسات التعليمية الحكومية، بينما حظرت سويسرا بناء المآذن، قارة أكثر تسامحاً مع الإسلام. والثالث أن تسمح الصين للآباء بإنجاب المزيد من الأطفال، وهو ما سيمكن الأطفال الحاليين من أن يكون لهم إخوة على غير العادة، وهو تطور محتمل في تشريعات الأسرة المطبقة الآن هناك والتي لا تسمح للعائلة بإنجاب أكثر من طفل واحد. أما التحول الرابع المتوقع فهو أن تعمد روسيا لاختيار القيادات الموهوبة الجديدة على طريقة "صعود النجوم" عبر تصويت وطني واسع وديمقراطي على المواهب القيادية الأوفر حظاً وشعبية. وفيما لو بدت لك كل هذه التكهنات خيالية وبعيدة كل البعد عن التحقق، فهاك هذا التذكير بما توقعته مجلة Pop lar Science في عام 1950 حين نشرت مقالاً شهيراً وصفت فيه ما ستكون عليه أميركا في القرن الحادي والعشرين. ومن توقعاتها على سبيل المثال ألا يحاول الأميركيون تبديد العواصف والأعاصير التي تتشكل في الأفق عن طريق إشعال النيران في أعماق مياه البحر التي تتشكل منها تلك الأعاصير. كما ليس متوقعاً -كما جاء في ذلك الاستشراف- أن يبيع الأميركيون ملابسهم الداخلية البلاستيكية للمصانع الكيميائية الراغبة في تحويلها إلى نوع من أنواع الحلوى. وضمن ذلك فإن من المتوقع أن يستخدم الذكور المواد الكيميائية للتخلص من لحاهم وشواربهم، على طريقة تخلص الكثير من النساء من الشعر الذي ينمو على أرجلهن، بدلاً من الحلاقة بالماكينات مثلما يفعلون حتى الآن. ذلك أن المستقبل ليس مكاناً ثابتاً على حد قول "باتريك تاكر" من "جمعية المستقبليين الدولية"، "فهو واقع متحول كل يوم بما نضيفه ونحذفه منه بأفعالنا. وبهذا المعنى فإنه ليس ثمة وجود ملموس لما يمكن أن نطلق عليه صفة العالم". وبهذه الصفة يبقى العالم أشبه ببؤرة ضوء نظل نطاردها ونحاول الإمساك بها باستمرار. وربما تبدو هناك بعض المؤشرات الإيجابية أحياناً. وفيما لو مضت هذه الاتجاهات الرئيسية التي تنبأ بها الخبراء كما ينبغي، فليس مستبعداً أن تتاح ألعاب الفيديو لأعداد أكبر من البشرية، لاسيما بين المتقدمين في العمر، بينما تزداد عادة مطالعة الكتب بين أعداد أكبر من المراهقين. وتشير الاتجاهات المستقبلية كذلك إلى انخفاض معدلات المواليد في الولايات المتحدة، بينما ترتفع معدلات الأعمار في دول لا يتوقعها أحد مثل بوروندي. وفي كل منطقة من الكرة الأرضية ستندر مياه الشرب الصالحة، بينما تزداد المناطق الصحراوية تصحراً وجفافاً. وفيما لو يقصر الخيال ولم يقف المال عقبة، فليس مستبعداً أن تبيع الشركات المستثمرة الجزر الصناعية، في حين يمكن للكثيرين منا اختيار الشريك الأمثل إلكترونياً عبر الهواتف النقالة، كأن يختار أحدهم شريكه الإلكتروني الذي يتوافق مع اهتماماته الإلكترونية عبر مسافة تفصل بين مقهيين لا أكثر. ولكن ليس هذا سوى الجانب المبهج من توقعات العقد الحالي. فهناك الجانب المحزن والأشد خطراً أيضاً من العقد نفسه. ففي الوقت الذي تستمر فيه الصراعات السياسية بشأن التغير المناخي، فإن في ذلك ما يهدد بارتفاع النزاعات الإفريقية المسلحة بنسبة 50 في المئة عما هي عليه حالياً بسبب ارتفاع درجات حرارة الأرض. وفي غضون ذلك لابد أن يشعر لوردات الحرب بتشديد قبضة المحكمة الجنائية الدولية عليهم، وخاصة أن من المتوقع لها أن تصل أخيراً إلى تعريف محدد لما تصفه بجريمة الاعتداء، خلال اجتماعاتها التي تعقد في أوغندا خلال العام الحالي. كما يتوقع لقضيتي العقد الكبيرتين -الاقتصاد والبيئة- أن تتخذا صفة أكثر محلية، خاصة النشاط المعني بحماية البيئة، على حد قول إلين كامارك، أستاذة السياسات العامة بكلية شؤون الحكم التابعة لجامعة هارفارد. ذلك أن النظام السياسي برمته يبدو آيلاً للانهيار. وهذا ما يجعلنا نتوقع نمو المزيد من حركات حماية البيئة القاعدية الشعبية. بل صحيح أن هذا التحول قد بدأ بالفعل، مشيرة إلى بعض التجمعات السكانية الأميركية الخاصة المقدر عددها بنحو 300 ألف تجمع سكاني. وفي حين لا يتوقع أن يتحول جميعنا إلى ناشطين بيئيين، فإن من المؤكد أننا جميعاً مستهلكون، حين يتعلق الأمر بالاقتصاد: الوجه الآخر المنهار من حياتنا العامة. وقد لا يكون هنالك فارق يذكر في ما سنشتريه في المستقبل، غير أن من المتوقع أن ترتفع قوتنا الشرائية بالمقارنة مع الوقت الحالي. ذلك هو ما تراه إليزابيث وارن -رئيسة لجنة الرقابة التابعة لمجلس الشيوخ، وأستاذة قانون العقود بجامعة هارفارد. وتستطرد البروفيسور وارن قائلة: أعتقد أن التحول الرئيسي الذي سنشهده في المستقبل ستكون له علاقة بالائتمانات وليس بمشترياتنا من أجهزة "الآي بود" والشاشات التلفزيونية العريضة والثلاجات الفاخرة وما إليها من منتجات وسلع استهلاكية. وهذا أيضاً تحول يتوقعه الخبراء ومفكرو المستقبل بقوة، وهي، مع ذلك، مجرد افتراضات تبقى مشرعة أمام احتمالات الخطأ والصواب. ينشر بترتيب خاص مع خدمة "كريستيان ساينس مونيتور"
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©