يخوض منتخب مصر غداً تجربته الأخيرة للمونديال أمام بلجيكا، ولم تكن عروض الفريق في مبارياته الأربع مقنعة، لكن هيكتور كوبر وجد أن التجارب جيدة، واعتبر أن غياب محمد صلاح من أسباب تأثر الأداء.
هذا ليس دقيقاً.. فتلك واحدة من المبررات سابقة التجهيز، وصحيح أن صلاح صاحب مهارات وهداف، ووجوده يشكل ضغطاً على دفاع الفريق المنافس، إلا أن صلاح دون مساندة جماعية لا يمكن أن ينجح وحده، وشتان الفارق بين صلاح مع ليفربول وبينه مع المنتخب، فهو مع فريقه الإنجليزي يصل كثيراً للمرمى، ويصنع العديد من الفرص طوال المباراة.. هو موجود دائماً، لكنه مع المنتخب يظهر في فرصة، في لحظة، في هدف، في لعبة، ولا شك في أنه يكون مؤثراً للغاية.. ولاحظ أن صلاح في ليفربول يلعب بجواره فيرمينيو وساني، فمن يلعب بجواره مع المنتخب الوطني ويمثل عنصراً مسانداً دائماً على مدى 90 دقيقة ؟
تقترب صورة ما أريد بالإشارة إلى أن صلاح بالنسبة لمنتخب مصر مثل كريستيانو رونالدو للبرتغال، وميسي للأرجنتين، إلا أن رونالدو مع ريال مدريد أقوى تأثيراً. وميسي مع برشلونة أقوى تأثيراً، والقوة والتأثير أعني بهما التهديف، وصناعة الأهداف، والفوز بالبطولات، وجمال وجماعية الأداء.. وهي فروق تماثل دور صلاح وموقعه وأهميته في ليفربول وفي منتخب مصر.
إن الفرق التي تقوم على الجماعية وعلى مجموعة لاعبين تظل مرشحة للبطولات وللألقاب أكثر من الفرق التي تقوم على لاعب سوبر من عينة صلاح وميسي ورونالدو، وعلى الرغم من فوز منتخب البرتغال بكأس أوروبا 2016، فإنه يظل بعيداً كمرشح للقب المونديال، والأمر مماثل بالنسبة لمنتخب الأرجنتين الذي قد يدخل دائرة الترشيحات للقب ثالث أو رابع، بجوار البرازيل وألمانيا وهما من أكثر الفرق جماعية حالياً، وبالنسبة للفريق البرازيلي، فإنه ظل على القمة منذ عقود، ليس بسبب بيليه وحده، وإنما بمن لعبوا بجواره في 1958 و1962 و1970.
ومنتخب البرازيل يخوض مباريات روسيا من أجل هزيمة الأشباح الألمانية في بيلو هوريزونتي 2014، حيث خسر بسبعة أهداف لهدف في أكبر هزيمة وأكثرها إيلاماً وقسوة في تاريخ الكرة البرازيلية أمام ألمانيا.. أما «المانشافت»، فهو فريق لا يحتاج إلى دوافع، وحين يغيب عنه فيليب لام أو شفانشتيجر، فإنه لا يتأثر.. ونموذج أداء منتخب ألمانيا في كأس القارات 2017 خير دليل على ما يملكه من نجوم يؤدون بجماعية.
** صلاح مهم جداً.. لكنه لا يستطيع أن يلعب وحده أو أن يمشي وحده !
عدد اليوم
