أكد جمال الدين بدر حاكم إقليم نورستان الشرقي مسؤول حكومي أمس، أن 25 مقاتلاً أجنبياً بينهم عرب وشيشان وباكستانيون قتلوا وأصيبوا على أيدي قوات الأمن الأفغانية لدى عبورهم الحدود من باكستان في أول علامة على هجمات انتقامية في البلاد المضطربة بعد مقتل زعيم تنظيم “القاعدة” الإرهابي أسامة بن لادن. من جهته، أفاد محمد حسين يعقوبي معاون قائد الشرطة في ولاية غزنة أمس، أن ما بين 8 إلى 10 من الحراس الأفغان المكلفين من شركات خاصة مواكبة قافلة لحلف شمال الأطلسي جنوب شرق أفغانستان، قتلوا بنيران صديقة عندما فتحت مروحيات من حلف “الناتو” النار عليهم. وبالتوازي، قالت قوة المساعدة الأمنية الدولية “إيساف” التابعة للناتو في بيان إن أحد أفرادها قتل بانفجار قنبلة بدائية الصنع شرق أفغانستان، لكنها تذكر تفاصيل أخرى. وفي تطور متصل، ناقش مسؤولون من باكستان وأفغانستان والولايات المتحدة أمس، الموقف الأمني على الحدود بين البلدين في أول اجتماع يجمعهم بعد مقتل بن لادن.
وقال حاكم إقليم نورستان الشرقي، إن عملية شنت في المنطقة للوقاية من هجمات إنتقامية لمقتل بن لادن، أسفرت عن مقتل وإصابة 25 مقاتلاً أجنبياً، بينهم عرب وشيشان وباكستانيون مبيناً أن المسلحين يستخدمون منطقة أولاجون غرب بارجماتال كمركز قيادة . وأضاف بدر لرويترز “نحن على دراية بالوضع هنا الآن بأن (القاعدة) وعناصر أخرى ستحاول التسلل إلى أفغانستان. وقمنا بعملية للسيطرة على التسلل عبر الحدود”. وبدوره، أعلن معاون قائد شرطة ولاية غزنة، أن “مروحيات للناتو استهدفت حراس قافلة للحلف، ظناً أنهم متمردون. فقتل 8 إلى 10 من الحراس”. وأبلغت إيساف بالحادث وتم فتح تحقيق حسب ما قال أحد المتحدثين باسمها. وفي إسلام آباد، شارك مارك جروسمان المبعوث الأميركي الخاص لأفغانستان وباكستان ووكيل وزارة الخارجية الباكستاني سلمان بشير ونائب وزير الخارجية الأفغاني جاويد لودين في اجتماع لبحث التداعيات المحتملة لمقتل بن لادن. وقال جروسمان في مؤتمر صحفي “نحن نريد أن نمارس مزيداً من الدبلوماسية مع جهود المصالحة مع (طالبان) في أفغانستان”. وقال بشير، إن بلاد سوف تستمر في التعاون مع المجتمع الدولي لإنهاء الصراع في أفغانستان.
إلى ذلك قالت حركة “طالبان” الأفغانية أمس، إنه “من السابق لأوانه” التعليق على مقتل زعيم تنظيم “القاعدة” أسامة بن لادن في باكستان بأيدي عناصر من القوات الأميركية الخاصة، معربة عن تشككها في الإعلان عن مصرعه. من جهة أخرى، أدى نحو ألف سوداني أمس، صلاة الغائب على روح بن لادن الذي قتل في مدينة أبوت آباد قرب العاصمة الباكستانية إسلام آباد. وأدى الصلاة حوالي ألف سوداني تجمعوا في ميدان يبعد نحو 3 كلم من وسط العاصمة الخرطوم. وكان أسامة بن لادن أقام في السودان من 1991 وغادر عام 1996 إلى أفغانستان. وانشأ بن لادن في السودان عدداً من شركات استثمارية مثل شركة “الهجرة” للطرق والتي بنت طريقاً يربط الخرطوم مع مدينة عطبرة على بعد 400 كلم شمال الخرطوم، كما بنت مطار بورتسودان على ساحل البحر الأحمر شرق البلاد، إضافة لشركة طابا للاستثمار والتي عملت في تجارة الصمغ العربي الذي يحتل السودان صدارة إنتاجه في العالم.
من جهته، قال عبود الزمر القيادي في تنظيم “الجهاد” المصري الذي كان ينتمي إليه الرجل الثاني في “القاعدة” أيمن الظواهري أمس، إن مقتل بن لادن لن يؤثر على تنظيمه ودعا أنصار بن لادن إلى عدم القيام بعمليات انتقامية. واعتبر الزمر، الذي خرج أخيراً من السجن حيث أمضى 30 عاماً بعد إدانته بالتورط في مقتل الرئيس المصري الأسبق أنور السادات عام 1981، أن موت بن لادن “لن يحل شيئاً”.
عدد اليوم
